أحدث الأخبارايران

إيران و الصهاينة  وأنظمة التطبيع العربية..؟! ١

   

✒️… د //
احمدحسن القشائي

( 1)

هل أصبح الكيان ( الصهيوني)  جزءا من ( الأمن القومي العربي)  على ضوء بعض الحراك الرسمي العربي مع مسئولي الكيان تزامنا مع قرب الاتفاق النووي الإيراني مع امريكا والغرب..؟!
قبل أيام عقد لقاء قمة عربي _ صهيوني في شرم الشيخ اسفر او تمخض على اتفاق عن لقاء اخر لوزراء خارجية عرب مع الصهاينة وبرعاية امريكية تحتضنه مدينة ( القدس العربية  المحتلة) خلال الساعات أو الايام القادمة ،  وفيما انتهت قمة شرم الشيخ  الثلاثية برواية ( صهيونية)  وغابت عنها اي رؤية أو رواية عربية سوا من القاهرة او ابوظبي اللتان التزمتا الصمت ولم يعلقان حتى على  ما صدر من تصريحات من الكيان الصهيوني  الذي عبرا مسئوليه صراحة عن سعادتهم الكاملة بصداقتهم العميقة والتلاحمية مع العرب وانهم يشكلون الان حلفا قويا لمواجهة إيران..؟!
بيد أن هذه الهرولة الرسمية العربية للتطبيع مع الكيان ( الصهيوني) بذريعة مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي هرولة تجسد في دوافعها وأهدافها رغبة أمريكية _ صهيونية وليس لها علاقة بالأمن القومي العربي ولا مصلحة للنظام العربي الرسمي في مجاراة الصهاينة والامريكان ودفعهم ليكونوا جزءا من تحالف معادي للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي هي شريك اساسي للوجود العربي في الجغرافية والتاريخ والثقافة والقيم والمعتقدات الدينية و الحضارية المشتركة وكل هذه العوامل تجعل إيران جزءا من الامن الجماعي وليس ( الكيان الصهيوني) الذي يعد كيانا دخيلا وغريبا عن الجغرافية والتاريخ وهو كيان احتلالي إستيطاني ويمثل وجوده تحديا مشتركا للعرب وإيران وهو العدو المشترك للوجودين العربي والإيراني منذ اطاحت الثورة الإسلامية في إيران بعرش النظام الشاهنشائي الذي كان على راسه الشاه محمد رضا بهلوي حليف الصهاينة والشرطي الأمريكي وحارس مصالح المحاور الاستعمارية في المنطقة..!


من المؤسف ان يقف النظام العربي الرسمي هذه المواقف السلبية من ( طهران) منذ قامت الثورة التي اطاحت باسواء واخطر نظام معادي للأمة العربية، ذلك النظام الذي كان رغم عداوته للعرب يحظى بعلاقة متميزة مع بعض الانظمة العربية الرجعية وخاصة انظمة الخليج العربي التي كانت تدين بالولاء المطلق للشاه ونظامه وكانت مقربة منه ولم يكن يعني لها ( الأمن القومي العربي) شيئا..!!
لقد استطاعت امريكا والكيان( الصهيوني) زرع ما يمكن وصفه بذاكرة بعض الانظمة العربية ب ( الفوبيا الإيرانية)
والذي تحاول من خلاله ( واشنطن) الثار لنفسها على خلفية ما تعرضت له على يد الثورة الإسلامية في إيران من إهانات أحرجت واشنطن التي اخفقت في تطويع آرادة الثورة وقادتها فاعتمدت لمواجهتهم سياسة الاستهداف الممنهج و( الشيطنة) وتاليب دول وانظمة المنطقة ضدها وخلق مفاهيم ومصطلحات ثقافية وفكرية تكرس رغبة امريكا في عزل إيران عن النطاق العربي وعزل العرب عن إيران وتوسيع رقعة العداء بينهما خدمة للكيان الصهيوني والمصالح الامريكية، في ذات الوقت الذي لم يوجد هناك حوار عربي _ إيراني جاد وصادق ومسئول، يستوعب المطالب الاستراتيجية لكل من الطرفين، حوارا نديا يراعي مصالح الجميع ويتكفل برغبات أطرافه دون تعالي طرفا على اخر وبما يحقق علاقة ندية بين كل شركاء الجغرافية.
نعم من حق كل دول المنطقة البحث عن مصالحها وعن امنها ولكن لا يكون هذا على حساب وامن دولة اخرى، وفيما يتعلق بالقدرات النووية فمن حق كل دولة التوصل والحصول على هذه القدرات بالطرق والوسائل والادوات المعرفية والعلمية المتعارف عليها وهذا حق مكفول للجميع طالما امتلكوا قدرات وادوات تحقيقها..
لكن من العيب ان يصمت البعض على القدرات ( النووية الصهيونية) ثم يقيموا الدنيا على إيران لأن لديها برامجا نوويا سلميا..!!
لقد عملت واشنطن والصهاينة على ( شيطنة) إيران وبرنامجها النووي السلمي وزرعوا في ذاكرة البعض ان هذا البرنامج سيدمر العرب وسيتوجه ضدهم وسيمكن ( طهران) من الهيمنة على المنطقة وسوف تعمم ( المذهب الشيعي) وسيتحول سكان الوطن العربي خلال بضعة سنوات إلى ( شيعة) واتباع لإيران ؟!!
كلام سفسطائي واقل ما يمكن وصفه بانه هراء وسخافة لا يمكن للعقل السليم تقبله ولا يمكن لانظمة مسئولة تفكر بهذا المنطق العبثي الذي يعكس حالة جهل وتخلف وعدم ثقة بالذات والهوية والوجود..!!
يتبع

📝
د / احمدحسن القشائي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى