ابعاد بيان المرجع السيد السيستاني

بسم الله الرحمن الرحيم

تؤكد المرجعية الدينية – مرة أخرى – مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلين، الذين يسعون الى قضم المزيد من اراضيه وتهجيره من اجزاء أخرى من القدس الشريف، وتدعو الشعوب الحرة الى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة.
ان المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى وسائر الاراضي المحتلة هذه الايام تظهر بلا شك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم واعتداءاته المستمرة وعدم تخلّيهم عن أراضيهم المغتصبة مهما غلت التضحيات.

نسأل الله تعالى أن يعينهم ويمدّهم بنصر منه وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.

٢٩/ شهر رمضان /١٤٤٢ هـ

مكتب السيد السيستاني (دام ظلّه) – النجف الأشرف
اهم الابعاد
…………………..
اولا / هناك محاولات جادة من الدوائر المعادية ان تجعل هناك ((اثنينية)) في البين بين مواقف المراجع في العراق وبين العراق وايران ايضا بهدف ايجاد شرخ في موا قف الحوزات عموما وفي اقضية الفلسطينية خصوصا, وبالتالي ينتهي هذا المنج بشق الامة والفت في وحدتها وعضدها , وليس هذا العمل بدعا من حركة التاريخ التامري على الحوزات في خلق اثنينية تقوم على اسس قومية وجغرافية وتقسيمهم – المراجع والحوزات – الى الناطقة وغيرها, وربما الحلقة القريبة في التامر تقوم على خلق فوارق وهمية لوصم احدى المرجعيات بالتخاذل واخرى بغيرها او احدها قريب من الخط الاوربي الغربي الدولي واخرى بالضد منها , وهذا ما يرسخه الاعلام العالمي والعربي المودلج وللاسف قد يسناق الى هذا الكلام البعض دون تقدير خطورته بدون قصد, الا ان مواقف المرجع السيد السيستاني قطعت الطريق على هولاء, وافشلت موامراتهم واعلنت بنحو جلي ان موقف الحوزات لايختلف من مرجع الى اخر ولايتخلف كون مصدره واحد وهو الثوابت الشرعية وليس المزاج السياسي , وان المراجع لاتاخذهم في نصرة المسلمين لومة لائم , كل هذا تجسد من خلال موقف المرجع السيستاني من القضية الفلسطينية في حديثه مع بابا الفاتيكان وفي البيان الاخير , ومن هنا قالت المرجعية في البيان الاخير ((تؤكد المرجعية الدينية – مرة أخرى – مساندتها القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلين، الذين يسعون الى قضم المزيد من اراضيه وتهجيره من اجزاء أخرى من القدس الشريف، وتدعو الشعوب الحرة الى دعمه ونصرته في استرجاع حقوقه المسلوبة))
ثانيا / يترتب على هذا الموقف الموحد لمراجع الشيعة ان يكتب التاريخ الشريف ان مراجع الشيعة عبر تاريخ القضية الفلسطينية كان موقفهم واحدا وسباقا لنصرة الشعب الفلسطيني دون غيرهم بينما الوهابية عبر تاريخها وحتى المدارس السلفية والاخوانية الاخرى ( السرورية والقطبية وغيرهما ) لم يسجل التاريخ لها موقف بهذا القدر,نعم هناك مواقف من المكونات السنية لكن كلامنا ينصرف باطلاقه الى الحركات السلفية والاخونية وليس الى المكون السني وان كان الاخير محاصرا بحكام عملاء ومصادر قراره الديني بتوجهاتهم.
ثالثا / نحن شيعة العراق في اهم منطقة وجزء من العالم الاسلامي والعربي ليسو طلاب حروب ولا دماء بل نحن السلام والسلم ونحن حملة الرسالة , ولكن نحن بنفس الوقت نحن لا نتنازل لحاكم وظالم مهما كلف الثمن ولا نداهن ولا نتراجع عن قول الحق ولا نفرق في نصرة المسلمين وكل البشر على اساس عرقي او طائفي او ديني فالشيعي والسني واي انسان سواء في ميزان الحق ,فان العدالة هي العدالة ,وبهذا نقول للاجيال والراي العام عليهم ان يراجعوا انفسهم ويتعرفوا على مذهب ال البيت من خلال مواقف المراجع في نصرة الشعب الفلسطيني (السني) بينما تلوذ الكثير من عمائم السلاطين في العالم العربي بالصمت والسكوت والخذلان عن نصرة الحق . وعليهم ان يعرفوا كم دفع الشيعة من ثمن لاجل مناصرة المسلمين مع هذا لم ينصفهم احد , وحوادث وشواهد التاريخ كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر وقفوا الى جانب الاتراك ضد الانكليز مع ان الاتراك قتلوا مرجعين واعدموا (50) الف شيعي وشنو الحروب على المدن الشيعية لكن مراجع الشيعة وجدوا من الواجب الوقوف معهم ضد الاحتلال البريطاني , وايضا وقفوا مع البوسنة والهرسك وفلسطين ودافعواعن المدن السنية من داعش وعشرات الامثلة لمن اراد .
رابعا / وردت عبارة المقاومة في بيان المرجع السيد السيستاني ودعوته الشعوب الى مساعدة الشعب الفلسطيني وافتى باحقية ((المقدسيين)) في ارضهم وهذا هو منطق القران المطرد الذي ينطق به كل العلماء والمراجع والحوزات والرجالات من قادة الفكر الشيعي ,وهذا هو سر قوتنا وسر اثبات وجودنا وهو الطريق الحسيني الذي يرسخ الاسلام ويصون الشريعية ويجعل كعب شيعة ال محمد معلى ويتجه بهم الى ان يكونوا امة لها وجودها بين الامم في الاقتصاد والمال والسياسة والوجود والقرار والعزة والكرامة وقد ولى عهد الخوف والتشريد وبداء عهد الخير الذي يرسمه المراجع .

📌نحن شيعة اليوم لنا وجودنا والتهميش صار من الامس