أحدث الأخبارايرانشؤون آسيويةمحور المقاومة

اتفاقية الصين وإيران

مجلة تحليلات العصر الدولية

توجد في العلاقات الدولية تفاصيل مهمة ونقاط تحوّل، والدول الكبيرة تتابع التفاصيل اليومية لكن تقف كثيرًا أمام نقاط التحوّل، فمن بين نقاط التحوّل هو التطور غير المسبوق بين بكين وطهران، فالعلاقات الصينية الإيرانية جيدة جدًا على مر التاريخ،‏واختيار يوم 27 اذار /مارس، للتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين ايران والصين، لم يأت اعتباطا، ففي هذا اليوم تصادف الذكرى السنوية الخمسين، على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والصين، اللتان تواجهان اليوم خصما مشتركا، وهو امريكا، يستخدم الارهاب الاقتصادي، بشكل هستيري

من بين النقاط المتفق عليها في الوثيقة هي:

◾قيام الصين بضخ 400 مليار دولار في كل القطاعات الحيوية في إيران من طاقة إلى بنية تحتية إلى المطارات والموانئ وأيضا في مجال الأمن السيبراني والتعاون الأمني والعسكري

▪️في المقابل تمنح إيران امتيازات خاصة للشركات الصينية وتقديم لها مواد الطاقة «البترول والغاز» بأسعار تفضيلية لمدة 25 سنة.

والغريب في الأمر أن الصينيين فضّلوا الكتمان على هذه الاتفاقية عكس الإيرانيين الذين باركوا هذه الاتقافية وسعى المسؤولون في إيران إلى حث أعضاء البرلمان على الموافقة بهذه الشراكة التي اعتبروها مفيد جدا للبلدين.

إذاً، هذا تحوّل دراماتيكي ونقطة تحوّل كبيرة بين طهران وبكين والذي أطلق عليه أحد كبار المفكرين الاقتصاديين و الاستراتجيين الأمريكيين وهو روبرت كابلن بأنه «تحالفٌ لا يُهزَم» لماذا؟

ببساطة لأن الصين لديها كل ما تحتاجه إيران ولدى إيران كل ما تحتاجه الصين.

فالصين بلد مهم لإيران للأسباب التالية:

١- الصين بلد غير خاضع للنفوذ الأمريكي وهذه نقطة أساسية تحتاجها إيران

٢-الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم

٢- إيران تحتاج الصين لإنقاذ اقتصادها خاصة الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة وقيام الجمهورية الإسلامية وسلسلة العقوبات المختلفة

٣- الصين لديها قدرات تكنلوجية هائلة في قطاعات مختلفة وترغب إيران في تطوير قاعدتها التكنولوجية والأمن المعلوماتي وغيرها

٤- تنماز الصين بقوة دبلوماسية وأيضا حيث الاستفادة من الفيتو الصيني بحكم أنها من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

٤- للصين قدرات هائلة في التسليح والإنتاج الدفاعي والصاروخي والنووي

في المقابل الصينيون يحتاجون إلى إيران لعدة أسباب منها:

١- أنَّ إيران بلد غير خاضع للنفوذ الأمريكي والغربي

٢- ضمان تزويد إيران للصين بمصادر الطاقة

٣- تُعَدُّ إيران ثاني أكبر بلد في العالم بعد روسيا في احتياطي الغاز

٣- لدى إيران احتياطات هائلة من النفط وتستطيع إمداد الصين بمصادر الطاقة لسنوات

٤- موقع إيران الاستراتيجي حيث يصنّفها الصينيون بأنّها أهم نقاط الارتكاز في مشروع طريق الحرير

٥- الاقتصاد الصيني يقوم على فكرة استيراد مواد خام من دول الشرق الأوسط ودول أفريقيا وهذه المواد تذهب للسوق الصيني وتخرج كمنتجات نهائية لكل دول العالم وهذه المواد هي عصب الاقتصاد الصيني لكنّ المشكلة تكمن في أنّها تأتي من دول خاضعة للنفوذ الأمريكي وتمر عبر ممرّات ملاحية مسيطَر عليها من قبل الأساطيل البحرية الأمريكية، فمثلا الصين تستورد أكثر من 50% من احتياجاتها من الطاقة من منطقة الخليج وعلى رأسها السعودية التي تقع تحت النفوذ الأمريكي والتي تحتاط الصين لنفسها أنه في حال وقوع خلاف مع أمريكا قد تقطع عنها مصادر الطاقة وبهذا تكون قد ألحقت ضربة موجعة وخسائر فادحة بدون رصاصة واحدة وقد وجدت الصين في إيران الحل لهذه المشكلة حيث ستمدّها إيران بمصادر الطاقة عبر ممرات أرضية بعيدا عن الممرات الملاحية الخاضعة للنفوذ الأمريكي

٦-كسبت الصين حليفاً قوياً في المنطقة

والخلاصة : فإنّ هذه الاتفاقية تعني :

١- إعلان رسمي عن فشل جميع جهود واشنطن في ضغوطها القصوى وعقوباتها وحصارها على إيران

٢- ستضيف إيران ورقة قوية جداً لأوراقها التفاوضية في أي مفاوضات مقبلة “محتملة” مع أميركا

٣- ستصبح إيران بل التشيّع عموماً رسمياً قوة اقليمية فاعلة وقائدة في المنطقة يُنظر لها بعين الاعتبار وبقوة أكبر بكثير من السابق

٤- بتفعيل الاتفاقية الاستراتيجية سيصبح رفع العقوبات الأميركية أمراً ثانوياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى