أحدث الأخبارايرانشؤون آسيويةمحور المقاومة

اتفاق الأسد والتنين.. ضربة معلم!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.سامي ناصر خليفة

بعد توقيع اتفاق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية طويلة المدى بين الصين وإيران.. هل سيتردد البيت الأبيض في نيته إعادة التطبيع السياسي والاقتصادي مع إيران..؟!

أحسب أن الجواب هو كلا.. لا تستطيع الإدارة الأميركية الجديدة أن تتردد أو تتراجع وتستمر في فرض الحصار الاقتصادي الظالم على الشعب الإيراني. ذلك لمجموعة من الأسباب المنطقية، أهمها:

أولا: الانتخابات الإيرانية قادمة في شهر يونيو القادم.. وبلاشك ولا ريب أن البيت الأبيض سيسعى جاهدا لحسم ملفي العودة للاتفاق النووي ورفع الحصار قبل موعد الانتخابات.. ذلك لضمان استمرار الجناح الحالي المعتدل، وعدم وصل الجناح المحافظ إلى الرئاسة في إيران.

ثانيا: هناك جملة من المتغيرات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تصب جميعها في صالح ضرورة الانفتاح مع إيران في المرحلة القادمة منها: وقف حرب اليمن عبر البوابة العمانية، والمصالحة التي تقودها قطر بين إيران ودول مجلس التعاون، والعلاقة الاستراتيجية بين عدة دول في المنطقة مع الصين، وروسيا لاحقا.

ثالثا: الوعود التي قطعها الرئيس بايدن على نفسه أثناء حملته الانتخابية بالعودة إلى الاتفاق النووي ورفع الحصار، إن لم يعمل على تنفيذها، سيؤدي إلى نجاح باهر لسياسة الرئيس السابق ترامب، وستكون له تداعيات خطرة في الداخل الأميركي تمس مصداقية وقدرة الإدارة الجديدة في البيت الأبيض.

رابعا: بات رفع الحصار مصلحة أميركية في الدرجة الأولى، إذ كلما طال أمد الحصار، كلما ركزت إيران على بناء نفسها بنفسها، مما أدى وسيؤدي إلى زيادة كبيرة في قدراتها على إنتاج السلع والبضائع بنفسها لتصل إلى الاكتفاء الذاتي، حينها لن تخسر أميركا سوق عملاقة في المنطقة يزيد عدد سكانها عن المائة مليون نسمة فقط، بل وستوجد ضدها دولة منتجة جديدة قد تنافسها في أسواق المنطقة هي إيران.

لذا أحسب أن الانفتاح الاقتصادي الكامل للتنين الصيني على الأسد الإيراني هو خطوة ذكية ستضرب بها الأخيرة عصفوران في حجر واحد، هما الانفتاح الكامل على الغرب والشرق معا بلغة الند للند، حينها لن تكون هناك قيمة تذكر لأساليب الحصار الاقتصادي والعزل السياسي والحظر النفطي التي تتبعها أميركا ضد الدول المناوئة لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى