أحدث الأخبارايرانشؤون امريكيةمحور المقاومة

احتدام النقاش داخل الكيان حول سُبُلْ وقف البرنامج النوويّ الإيرانيّ… مصادر بتل أبيب: “ندرس الانتقال إلى عهد الردع النووي المتبادل كما كان قائمًا بين موسكو وواشنطن طوال عشرات السنوات”

مجلة تحليلات العصر الدولية - زهير أندراوس

ما زالت الخلافات داخل دوائر صُنّاع القرار في تل أبيب حول كيفية التعامل مع البرنامج النوويّ الإيرانيّ وسبل منعه، ما زالت مستمرّة، ولم تعُد، بحسب الخبراء في الكيان، لم تعُد تقتصِر على النقاشات بين المستوييْن السياسيّ والأمنيّ، لا بل تعدّت ذلك، لتدخل من أوسع الأبواب إلى داخل المؤسسة الأمنيّة، حيثُ يحتدم الجدال بين جيش الاحتلال من جهة وبين جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) من الجهة الأخرى.
ولفت الخبير العسكريّ-الإسرائيليّ، عامير راببورت، استنادًا إلى مصادر أمنيّةٍ رفيعة المستوى في تل أبيب، لفت إلى أنّه “في هذه الأثناء من المهم الانتباه إلى أنّ تبادل الضربات المتواصل بين إسرائيل وإيران (سواء قصد الإيرانيون مهاجمة هدف إسرائيلي أمْ لا) ناجم عن افتراضين أساسيين لإسرائيل، ليس في إمكان أحد الاعتراض عليهما حالياً”.
وتابع نقلاً عن المصادر ذاتها أنّ “الافتراض الأول هو أنّ على إسرائيل أنْ تبذل كل ما في استطاعتها كي تمنع إيران من شراء قدرة هجومية نووية، والافتراض الثاني هو أن أي اتفاق نووي بين إيران والدول العظمى سيكون سيئًا بالنسبة للدولة العبريّة”.
وأوضح راببورت أنّ “هذه هي مقاربة عمل إسرائيل إزاء إيران في سورية ولبنان، علناً وسراً، في الساحة العسكرية وفي الساحة الدبلوماسية. لكن بخلاف الانطباع الموحد الذي يبدو للخارج، يمكن الاعتراض على هاتين الفرضيتين الأساسيتين. من المحتمل أنْ يتمكن الإيرانيون من تكبيد إسرائيل ثمنًا باهظًا، مقارنة بهذا الثمن، من الأفضل لإسرائيل قبول إيران نووية، وإذا كانت التقارير بشأن وجود سلاح نووي لدى إسرائيل صحيحة – يمكن أن ننتقل إلى عهد “الردع النووي المتبادل” كما كان قائمًا بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة طوال عشرات السنوات”.
علاوة على ذلك، شدّدّ راببورت، اعتمادًا على مصادره الرفيعة في تل أبيب على أنّه “من المحتمل أيضًا أن السبيل الأفضل لعرقلة المشروع النووي الإيراني هو تحديدًا الاتفاق أوْ مزيج من “فترة اتفاق” و”فترة ضغط”، وليس ضغطًا اقتصاديًا لا يتوقف من دون أي اتفاق. مثل هذا الضغط يدفع الإيرانيين إلى تسريع مشروعهم النووي السري، لكن هناك مَن يعترض على النظرية حالياً فقط في داخل المؤسستين الأمنية والسياسية”.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية مهاجمة السفينة التي يملكها رجل أعمالٍ إسرائيليٍّ بالقرب من بحر عُمان، حيث سارعت تل أبيب لاتهام إيران بتنفيذ الاعتداء على السفينة، وزعمت أنّه جاء كجزءٍ من الردّ الإيرانيّ على قيام إسرائيل باغتيال الأبّ الروحيّ للمشروع النوويّ الإيراني، العالِم محسن فخري زاده، في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، وهو الأمر الذي نفته طهران جملةً وتفصيلاً.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ إسرائيل لم تعلن حتى اللحظة مسؤوليتها عن تنفيذ عملية اغتيال العالِم النوويّ الإيرانيّ.
وعودٌ على بدء: الخلافات بين المستوى السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب بات علنيًا، حيثُ يعارض الجيش الإسرائيليّ قيام دولة الاحتلال بتنفيذ هجومٍ مباغتٍ للقضاء على المنشآت النوويّة الإيرانيّة، في حين أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو لا يُخفي نيتّه وأفكاره للقيام بعملٍ من هذا القبيل.
🟢صحيفة الاحداث السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى