أحدث الأخبارالعراق

احذروا الكارثة.. بغداد فوق صاعق قنبلة ذرية موقوتة

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: مراقب سياسي
في قاعدة فكتوري الامريكية الملاصقة لمطار بغداد الدولي تماما، اي في قلب العاصمة، (11) مستودع ذخيرة تشغل مئات الدونمات، وتضم آلاف أطنان المواد الكيميائية من مادة (سي فور) شديدة الانفجار و(نترات الامونيا) ومواد كيماوية أخرى مجهولة محفوظة بحاويات، بجانب اكداس هائلة من صواريخ الطائرات والقذائف والذخائر المختلفة، ومعظمها مخزنة منذ دخول القوات الامريكية للعراق 2003، ويعتقد ان بعضها قذائف برؤوس كيماوية عثرت عليها القوات الامريكية من مخازن للحرس الخاص لصدام.

كل هذا الخزين- بحسب خبراء- لو تعرض لأي تفجير من شأنه أحداث عصف يوازي قوة قنبلة ذرية، ويتسبب بدمار كامل ل35٪ من بغداد، ودمار جزئي ل40٪ من العاصمة، والتسبب بمقتل مابين 450-500 ألف عراقي، وإصابة اكثر من مليونين، وقد تكون الكارثة أعظم بكثير إذا ما تسبب العصف بانفجار مصفى الدورة الذي يعد أقرب منشأة اقتصادية حيوية للمطار ويحتوي ملايين لترات الوقود.

هذه المخازن هي التي منعت طهران من الرد على اغتيال سليماني والمهندس بقصف قاعدة فكتوري التي هي مركز القيادة والتحكم. وهذه القاعدة هي التي هبطت فيها طائرة نائب الرئيس الامريكي مايكل بنس الضخمة جدا مساء 11 كانون الثاني الماضي، عندما قدم لزيارة قاعدة عين الأسد بعد قصفها من ايران، ولكم ان تتخيلوا حجمها وضخامة إمكانياتها.

أمريكا تحتفظ بكل هذا الخزين في قلب العاصمة دون اكتراث لخطورتها الكارثية على حياة سكان بغداد، ورغم مرور 9 أعوام على قرار انسحابها في 2011، لكنها رفضت سحب ترسانتها الكيماوية والتدميرية من جوار مطار بغداد، واحتفظت بها كورقة ابتزاز وتهديد، على طريقة صدام حين هدد (لن اسلم العراق إلا تراب بدون بشر).

أمريكا حولت بغداد الى مدينة فوق صاعق قنبلة ذرية، ففي قاعدة التاجي المحاطة بمدن سكنية مخازن سلاح وذخيرة هائلة للامريكان، وفي السفارة الأمريكية التي تتوسط قلب العاصمة بغداد، وتعد أكبر سفارة في العالم، مايفوق إمكانيات فرقة عسكرية، وترسانة أسلحة لاتقل خطورة تدميرية عما في قاعدة فكتوري، خاصة بعد نشر منظومة (سي رام) الصاروخية داخل السفارة.

العراق مهدد بكارثة تفوق كارثة بيروت أضعافا، بل تفوق كارثة هيروشيما وناكازاكي لكون الترسانة الحربية الامريكية تتوسط المدن السكنية، ولايوجد أي تحرك رسمي أو سياسي او شعبي للمطالبة الأمريكان باخلاء العاصمة من ترسانة الدمار الشامل الامريكية.

وإذا لم يحدث أي حراك شعبي سريع وفوري لإخراج السلاح الامريكي من المدن، فإني لا انصح سكان بغداد بالبقاء في العاصمة، وعليهم الانتقال للمحافظات ان أرادوا البقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى