أحدث الأخباراليمنشؤون امريكيةمحور المقاومة

اخبار سيئة لاسرائيل..”روبرت مالي” المرشح للقضاء على إرث دونالد ترامب في الشرق الأوسط انتقد اغتيال العالم الايراني واجتمع مع قادة حماس وكذب ايهود باراك ونظر للحوار مع سورية وحزب الله… جنبلاط في لبنان اول من التقط اشارات الخطر فهاجمه ثم سحب كلامه

مجلة تحليلات العصر الدولية - كمال خلف / راي اليوم

يعلن زعيم محلي لبناني موقفا سلبيا من تعيين مبعوث امريكي في ادارة بايدن هو روبرت مالي ثم يتراجع بعد ذلك بساعات، قد يعتبر ذلك مؤشرا بسيطا على مدى التغيرات المقبلة ومدى عدم اليقين الذي يشوب معظم الساسة في المنطقة العربية في تلمس ملامح المرحلة المقبلة وطبيعة البيئة السياسية الجديدة .
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر يقول ” اخطر شيء هم هؤلاء المثقفين المرتبطين بمراكز الدراسات التي تحلل وتنتهي باستنتاجات على حساب طموحات الشعوب”. واعتبر أن تعيين “روبرت مالي” كممثل خاص للبيت الابيض لدى ايران فاتحة شؤم، وقال :”اذكر تلك الواقعية التي ضحت بالثورة السورية في بداياتها”، لكن جنبلاط عاد وتراجع قائلا “لقد سحبت الانتقاد حول تعيين روبرت مالي من قبل وزارة الخارجية الاميركية كممثل خاص لدى ايران كي لا يفسر البعض انني التقي مع مجموعة المحافظين اليمينيين في الولايات المتحدة”.
جنبلاط يعتبر اكثر السياسيين في لبنان قدرة على استشعار المتغيرات، ولعله انتبه في لحظة ان موقفه من تعيين مالي يتطابق مع موقف عتات اليمين في اسرائيل والمتطرفين في واشنطن، وارد ان لايكون في جوقة انتقاد لتعيين مالي تجمعه مع الاسرائيليين واخرين متحالفين معهم من العرب . وبذات الوقت استشعر جنبلاط بحواسه المشهوره في لبنان ان ثمة تغييرات ليست عادية تقترب من محيطه.
إدارة الرئيس جو بايدن عينت يوم الخميس “روبرت مالي”، مستشار السياسة الخارجية السابق بإدارة باراك أوباما، مبعوثاً خاصاً بالشأن الإيراني. الاختيار له دلالات اثارت انتباه عواصم القرار، واثارت عاصفة من التعليقات والانتقادات حتى داخل الولايات المتحدة، حيث علق بعض القادة الجمهوريين على تعينه بان مالي لديه تعاطف مع ايران مقابل العناد مع اسرائيل . وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون عبر “تويتر” إن “لأمر مزعج للغاية أن يفكر الرئيس بايدن في تعيين روب مالي لتوجيه السياسة الإيرانية. مالي لديه سجل حافل من التعاطف مع النظام الإيراني والعداء لإسرائيل. لن يصدق آيات الله حظهم إذا تم اختياره.
صحيفة “جيروزاليم بوست” نقلت عن إسرائيليين ارتبطوا بعلاقات عمل بمالي، وهو يهودي الابوين من اصول سورية وولد وعاش في مصر، قولهم إن تعيينه “يمثل أخباراً سيئة” لإسرائيل.
واعتبرت وسائل اعلام اسرائيلية أن “القول بأن مالي دبلوماسي نيته حماية أمن إسرائيل هو مجرد كلام، فهو عارض المبادئ التي قدمها وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في فترة ترامب كشرط لرفع العقوبات عن إيران”.
ونشرت صحيفة “يسرائيل هَيوم” مقالة تصف فيها روبرت مالي بانه “المرشح للقضاء على إرث دونالد ترامب في الشرق الأوسط”. ربما هذا التوصيف واقعي . ففي مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) في يونيو (حزيران) 2018،وصف “مالي” الشروط المسبقة لإدارة ترامب البالغ عددها 12 شرطًا للتوصل إلى صفقة مع إيران بأنها “غير واقعية”
تنشر معظم وكالات الانباء والصحف في اسرائيل وغيرها عن مالي انه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انتقد اغتيال العالم الشهيد الإيراني محسن فخري زاده، قائلًا إن الهجوم “سيجعل من الصعب على خليفة ترامب استئناف الدبلوماسية مع إيران”. و أنه يعتبر أحد عرابي الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى في عهد أوباما.
من اشهر مواقفه تكذيبه لرواية رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق، إيهود باراك، عن عروضه السخية التي قَدّمها للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، والتي رفضها الأخير، خلال قمّة كامب ديفيد التي جمعتهما مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون، عام 2000.
يقول مالي أن هذه العروض كانت في حقيقتها “فخّاً للفلسطينيين”، يتيح تأبيد السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلّة عام 1967.
و يدان الرجل بسبب قيامه باتصالات مع ممثلين عن حركة “حماس”في عهد الرئيس بارك اوباما بدون موافقة وهو ما نفاه في حينها معتبرا انه ابلغ الخارجية الامريكية بذلك . ولاحقا دافع عن موقفه معلنا وضرورة الانفتاح على كركة حماس لكونها طرفاً يتمتّع بتأييد شعبي واسع بين الفلسطينيين. وهذا بالنسبة لمالي ينطبق على سوريا وإيران وحزب الله، واهمية فتح حوار مع هذه الاطراف.
وروبرت مالي “58” عاما، هو محام وخبير سياسي مختص في مجال حل النزاعات، وهو ايضا نجل الصحافي اليهودي المصري، سيمون مالي، الذي عاش في فرنسا والولايات المتحدة، ويعد من رواد الحركة الليبرالية. خدم في فريق الأمن القومي كمدير لشؤون الشرق الاوسط في إدارة الرئيسين بيل كلينتون وباراك اوباما، كما كان مساعداً للرئيس لشؤون الصراع العربي الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى