أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون اوروبيية

اردوغان يعلن الحرب على روسيا فكيف سيرد بوتين؟!

مجلة تحليلات العصر الولية - محمد النوباني

قرار الرئيس رجب طيب اردوغان ليوم امس بإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل في وجه السفن الحربية الروسية هو إعلان حرب موصوف ومكتمل الاركان ولا لبس فيه من قبل تركيا على روسيا ومصالحها في المنطقة.
فهذا القرار الذي جاء، بموجب ما تسرب من اخبار، استجابة لطلب امريكي، يهدف في المقام الاول إلى حرمان القاعدتين الروسيتين، البحرية في طرطوس والجوية في اللاذقية، من الحصول على الإمدادات التسليحية والبشرية، اللازمة لعمل القاعدتين عن طريق البحر ليقتصر على الدعم على الجو وكل ذلك للحد من مقدرة روسيا على مواصلة الحرب في سوريا.
وبالتالي فإن من اقدم على إتخاذ هذا القرار،الذي هو طعنة في الظهر لروسيا وتنصلاً من كل التفاهمات التي تمت بين تركيا وروسيا بخصوص تطبيع الوضع في سوريا، يهدف من خلال قرار إغلاق البوسفور والدردنيل،في وجه السفن الحربية الروسية، إلى إضعاف قوة روسيا العسكرية في سوريا مما سيسمح لامريكا وحلفائها وعملائها هناك بإستعادة زمام المبادرة الاستراتيجية والاجهاز على الانجازات التي
حققتها الدولة السورية بمساعدة من قبل روسيا وحلفاء سورية في محور المقاومة.
ولذلك فإنه يجب عدم تاخير الرد على اردوغان،الذي يعتبر قراره بمثابة مخالفة صريحة وواضحة لاتفاقية “مونترو” المعقودة عام ١٩٣٦ والمجبرة تركيا بموجبها بالسماح لكل السفن الحربية التابعة للدول الواقعة على البحر الاسود بإجتياز مضيقي البوسفور والدردنيل بدون عراقيل او عقبات.
في الختام فإن الامر الذي لا شك فيه أن قرار اردوغان، بخصوص إغلاق المضيقين في الوقت تقوم فيه روسيا بتنفيذ عمليتها العسكرية الكبيرة وواسعة النطاق في أوكرانيا يهدف ايضاً إلى التاثير على ميزان القوى الإستراتيجي في سوريا لمصلحة امريكا وإسرائيل وبقايا المجموعات التكفيرية المسلحة هناك وبلتالي فإن المطلوب من روسيا اولاً ومن سوريا ثانياٍ ومن الحلفاء في محور المقاومة ثالثاً الرد الفوري على اردوغان بفتح معركة إدلب وطرد قوات اردوغان من عموم الاراضي التي تحتلها في سورية، تمهيداً لطرد القوات الامريكية من التنف وشمال شرق سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى