أحدث الأخبارالبحرين

استباحةٌ اسرائيلية للبحرين.. احتلالٌ كامل الأوصاف

لطيفة الحسيني - صحيفة الاحداث

لا نقاش في “رشاقة” التطبيع السائر بين كيان العدو والبحرين. خطوات خضوع آل خليفة أمام الصهاينة تتسارع. الارتماء في الحضن الاسرائيلي يزداد ويشتدّ.

المشهد في المنامة اليوم لا يُشبه أهل الأرض. أعداء الأمة يتغلغلون في المملكة الخليجية الصغيرة. يستبيحون أمنها تمامًا. “الوجود” الاسرائيلي أضحى احتلالًا كاملًا للبحرين. مسؤولو الكيان الغاصب “يحجّون” الى هناك يوميًا. نفتالي بينيت يُصافح الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير وبني غانتس يُوقّع تفاهمًا أمنيًا لتمتين التحالف والشراكة. أمّا وزير الخارجية عبد الله آل خليفة فيُعلن نشاط الموساد في دولته رسميًا دون خجل، فيما الوفود والشخصيات القادمة من الأراضي المحتلة “ترابط” في البحرين على الملأ.

ماذا يستفيد الموساد من العمل في المنامة؟ والى ماذا يرمي؟ الناشط السياسي البحريني علي الفايز يُلخّص في مقابلة مع موقع “العهد الإخباري” مكامن ومخاطر التعاون بين العدو وسلطات آل خليفة، فيشرح أن “هناك أكثر من عامل يجعل لدى الجميع مصلحة مشتركة لأن يكون التطبيع العسكري والأمني متقدّمًا في البحرين عن غيره من البلدان المُجاورة، على رأسها افتقادها للسيادة وتبعيّتها للرياض وأبو ظبي، واحتضانها للأسطول الخامس الأمريكي، والقاعدة البريطانية الدائمة، والتعاون الكبير مع الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، إضافة الى قربها الجغرافي من إيران، في حين أن للإمارات علاقاتها الاقتصادية مع الجمهورية الاسلامية، والسعودية تستغلّ المنامة لتكون في الواجهة بدلًا عنها لحساسية موقعها الإسلامي والعربي”.

التعاون الاسرائيلي البحريني، بحسب الفايز، هو عبارة عن مشروع يُدار صهيونيًا بشكل مطلق، خاصة أن المملكة أعطت صكًّا مفتوحًا للعدو على صعيد المعلومات السحابية الخاصة بمواطنيها، فبات يستطيع الدخول إليها بسهولة ودون عوائق، وهو يستفيد أكثر في ظلّ عضوية البحرين في منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.

التحالف يتعدّى بانعكاساته الخطيرة أهل البلد ليشمل إيران. الفايز يُشير الى أن العدو تحدّث بوضوح عن مواجهة المُسيّرات الإيرانية، ولذلك هناك احتمال أن تكون البحرين قاعدة لانطلاق مسيّرات اسرائيلية أو رادارات أو أجهزة تنصّت واتصالات لمساعدة الأجهزة الصهيونية، ولا سيّما أن الخبرة تقول إن العدو لن يترك فرصة ليستفيد منها.

يحذّر الفايز في حديثه من أن شعب البحرين يعيش استباحة كاملة لأمنه من قبل الصهاينة، وهذا ينسحب على الأمن القومي العربي والاسلامي، خاصة أن المملكة الخليجية عضو في منظمات عربية واسلامية.

بتقدير الفايز، التعاون الاسرائيلي البحريني يُحتّم التأكيد أن المعارضين هم أهداف مباشرة للسلطة، وهي تضعهم على قائمة الاستهدافات بطرق مُختلفة إمّا شخصيًا أو معلوماتيًا أو سياسيًا، ولا فرق بين أولئك الموجودين في الدول العربية أو الأوروبية، ولربّما في أوروبا الأكثر سهولة، غير أن الصهيوني يعرف أن تكلفة الاستهداف الشخصي ستكون كبيرة ولن يُغيّر في المعادلة شيئًا.

ولأن أهل الأرض في الواجهة اليوم وعلى تماسٍ مباشر مع الأعداء المتغلغلين في البحرين، يدعوهم الفايز عبر “العهد” الى “المواظبة على مراقبة الأمور بشكل دقيق وأن تكون المقاومة هي الأساس”، ويضيف “على كلّ بحريني أن يتصدّى لأية شبهة ارتباط مع صهاينة سياسيًا واجتماعيًا حتى لا تحصل أيّة عملية اختراق.. على الأهل في الداخل التنبّه لأيّة حركة على صعيد البضائع الصهيونية والرحلات العلاجية الى الأراضي المحتلة التي تسعى إليها السلطة وأن يقفوا بوجه أيّ إغراء من هذا النوع”.

ويخلص الى ضرورة التحلّي بالحسّ الأمني دومًا، والتنبّه لأيّة عملية اختراق ثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى