أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

استعراض الصدر والفتن المقبلة

مجلة تحليلات العصر - ضياء الدين الخطيب

كثيرما يستهان بقدرات بعض الزعامات الجدلية ك(الصدر-الكاظمي) في قدرتها على إدارة مشاريع يستبعد تحققها؛ لكن ذلك وارد بحسب معطيات واقعنا العراقي.

فمثلا شخصية الكاظمي اعتبره رجل مهمات محددة لتوقيتات معينة.

ومن مهامه : (إلازاحة والتأسيس) واقصد بالازاحة: استبعاد نفوذ الأحزاب الإسلامية التي أدارت رئاسة الوزراء لأربعة دورات ونصف الدورة!
أما فيما يخص التأسيس: فأعني به آن وصوله لهذا الموقع الحساس أسس لمرحلة جديدة تجرد الحكومات السابقة من أي إنجاز وتعريها وتالب الشارع عليها وهذه المراهنة على الشارع لقبول بحكومة علمانية تعددية منفتحة مع المحور الأمريكي ومدعومة منه و ساعية لأحكام الحصار الأمريكي على إيران وتحجيم النفوذ الإيراني وتقطيع ترابط وامتداد محور المقاومة الإسلامية في المنطقة.

المشروع الأمريكي خدمه التخبط الشيعي في تمكين الكاظمي لنيل هذا المفصل التنفيذي والذي كانت مهمته مشابهة لحكومة تصريف أعمال لحين موعد الانتخابات.

ارجع لموضوع دعوة سيد مقتدى الصدر لتظاهرات مليونية في عموم محافظات العراق وهذه الخطوة من الصدر تحمل في طياتها الكثير من الأهداف.
الاهداف:

١- تدارك الفشل الذي لحق التيار الصدري في الكثير من مدعياته الإصلاحية.

٢- اخذت الكتل الشيعية دورها في التربع على عرش رئاسة الوزراء ولوجود قناعة الخاصة عند التيارالصدري باستحقاقهم له في هذه المرحلة.

٣- عملوا وسيعملون على قطع الطريق على السيد المالكي وغيره لنيل هذا الموقع و إلاشارات واضحة من الصدر وخاصة بعد دعوته الأخيرة للتظاهر .

٤- أن هذا الاستعراض والاستعداد والتحشيد والتهيئة لمعركة الانتخابات المقبلة ما هو إلا لكسب تحالفات جديدة ساندة وداعمة لحسم الموقف لصالحهم .

٥- تلميحات صالح العراقي الأخيرة توحي بأن الصدر سيترأس قائمة سائرون أو أي مسمى آخر غرضه الدخول لقبة البرلمان لتوحيد صفوف اتباعه وبث الأمل لديهم وقد يكون رئيسا لكتلة وقد يؤسس ائتلاف سياسي شيعي على غرار الائتلاف الوطني الموحد والذي رأسه السيد عبد العزيز الحكيم .

٦- يريد فرض نفسه كلاعب دولي يفرضه ويحصنه الواقع الجماهيري في خلق توازنات مهمة في العراق.

٧- من الأسماء المطروحة لرئاسة الوزراء حسب التسريبات كممثل للتيار هو السيد جعفر الصدر وأيضا قد يحضى السيد احمد الصدر بوزارة أو منصب في البرلمان إضافة لحصولهم على مناصب حساسة في الفترة المقبلة على مستوى الحكومة والمحافظات.

٨- الصدر في حركته هذه وما سبقها من مواقف حدد أسلوبا جديدا لمتبنياته في مقاومة المحتل والتي تكاد تكون مهادنة للوجود الأمريكي من خلال طرح مشروع المقاومة السلمية وبذلك كسب التغاضي الأمريكي عن عرقلة تمكنه في المرحلة القادمة.
وأعتقد أن السيد يريد دعم إيران له في المرحلة المقبلة ولا أعتقد أن إيران ستبخل فايران اليوم بحاجة لتهدئة اللعب وتريد استقرار العراق وتبني جسور الثقة مع أي تكتل شيعي.

بقي هنالك تسائل مهم حول صراع الوجود الدائر بعد أن يحسم فوز (بايدن) مهندس مشروع التقسيم في الشرق الأوسط والعراق.
وماذا يحمل في جعبته من سيناريوهات تخص العراق والمنطقة؟

ما موقفه تجاه مستقبل الحكومة العراقية؟

وهل المصلحة الأمريكية تقتضي حصول الانتخابات وإتاحة الفرصة للحركات الإسلامية الشيعية في التمكن مرة ؟

الايام حبلى بالأحداث وقد تحصل فتنة كبيرة ناتجة عن كبش فداء بسببه قد تقلب الطاولة ويؤجج الوضع في حال تمكن من يعرقل اكمل مشروع الشرق الأوسط الكبير.

ونسأل الله السلامة للجميع

حُرر بتاريخ ٢٦ /١١ /٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى