أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

استقالة النصر لسلطة النحر

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. شريف نورالدين

تحية محبة وود من قلب عشق الكد والجد،إلى وزير الوزراء في زمن الحقراء، وإلى الاعلامي العلم في عصر الدجل من اهل القلم، الاستاذ والمعلم جورج قرداحي المخضرم المحترم المكرم…

انت القدر من اختارك لوضوح افكارك، لتكون خاتمة النصر المعجل بقلب مبجل وعقل مجلل…

هي الاستقالة التي عاب عليك أن تقدمها للصغار على طبق من فخار في بلد التجار…

هي استقالة الكبار عند لعبة الأمم بين يدي من تختار لتزلزل بها اهل الفجار…

هي استقالة الكرامة في بلد يعيش حكامه المهانة والذل والاهانة، عند اعتاب العروش والمكانة والفخامة والزعامة…

هي استقالة اللاستقالة طالما فقدت عناونيها البراقة، وانت عنوان المرحلة بعد المسائلة والمزاحمة، ليقدموك عربون اذلالهم ومهانتهم قربانا على طاولة نحر المشاحنة، لكنك افتديت نفسك لوطن من أجل المسامحة وانت المسامح الكريم والغريم عند سلاطين الحريم…

هي استقالة خطها قلمك بملء الإرادة، لا إفراط ولا تفريط، بل عزيمة قائد من اهل القيادة…

هي استقالة النصر المعجل لتاريخ مسجل، عنوانه انت مع كل رجالات المجد والفخر والعز المكلل…

هي استقالة وزير لرجل كبير، شهد عليها كل غني وفقير وشيخ وصغير، صححت بها مسار طويل من العنفوان والجرأة والشجاعة، بين المتخازلين والنيافة والسماحة، وعند اهل السلطة المباحة، وهم من تنازلوا عن السيادة والثروة المتاحة، باعوا لبنان وشعبه لاشقاء من أجل ثمن صندوق برتقال وتفاحه…

لا نصر لهم في استقالتك، بل هزيمة وعار، لأنهم اعتدوا على كرامتك، وهي أكبر منهم ومن نفطهم ومالهم وعروشهم وطغيانهم ومكانتهم وجبنهم، ويا ليت فلسطين كانت قبلتهم، وهيهات من وجهتهم على أبواب قصور اسيادهم وتقبيل حذائهم…

هي استقالتك! استقالة كل الاشراف والاحرار ومن معك في نفس المضمار، لتنقذ بها من يتذلل ويتهاون ويستهين بلبنان عند الصغار…

وتبقى استقالتك بعد صلابة موقفك حبر على ورق لا تبقي ولا تذر، وانت القائل الرابح مليون والرابح انت قلوب ملايين البشر…

لبنانك انت! وانت لبنان صنوان لا يفترقان، وصخرة صوان، لا تهزها الرياح ولا يجرؤ عليك اي انسان…

وانت وزير زمانك وسيد مكانك وجميل احلامك، في زمن خنعت وخضعت الرؤوس فيها، ليبقى راسك مرفوعا شامخا مع رؤوس اهل وطنك وكل الأوطان والشعوب الحرة اوطانك …

وتبقى وزيرا وريسا عظيما، عند أهل الشيم العظماء والجود والحكماء…

ومهما علا شأنهم لا ينالوا من حذائك، يا من وهبتهم ردائك ليستروا عيبهم في هجائك، ومدحتهم في عطائك فانكروا وفائك…

وتبقى انت كما أنت! لا تتغير ولا تتبدل ما قبل الاستقالة ومابعدها، فخطابك اليوم خطاب المنتصر في وطن منتحر وشعب منكسر…

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى