أحدث الأخبارفلسطين

«اسرائيل» فشلت في إعلان سيادتها على القدس رغم تظاهرات يهوديّة غير مسبوقة واجتياح ساحات الأقصى مئات الشبّان الفلسطينيين والفلسطينيّات حملوا الأعلام وقاوموا في القدس رغم القمع الوحشي ضدّهم أين هي دول التطبيع مع العدو الإسرائيلي من استباحاته الأقصى المبارك والقدس الشريف؟

شارل ايوب
الديار

30 أيار 2022

فشل العدو الاسرائيلي في اعلان سيادته على مدينة القدس المحتلة، رغم تظاهرات يهودية غير مسبوقة، حيث اجتاح ساحات الاقصى الشريف اكثر من 2000 متظاهر يهودي تلمودي للصلاة، وقد حشدت «اسرائيل» 3 كتائب من جيش الحدود واكثر من 1000 شرطي. الا ان فلسطين لن تكون إلا لاهلها، والقدس لن تكون للتلموديين والمتعصّبين اليهود.

في السنة الماضية تظاهر 40 ألف يهودي، ومنعهم يومها رئيس وزراء العدو نتانياهو من اجتياز باب العمود على مداخل بوابة مسجد الاقصى المبارك. اما هذه السنة، فتم تقدير المتظاهرين بـ 43 ألف متظاهر يهودي تلمودي من حملة الاعلام.

مخطط العدو الاسرائيلي منذ 1967 احتلال كامل القدس، وكانت اول تظاهرة عام 1968، ومن يومها يعمل العدو الاسرائيلي على تهويد القدس وجعلها لليهود بنسبة 80 في المئة وللفلسطينيين بنسبة 20%، لكن هذا المخطط لن ينجح كما اراده العدو الاسرائيلي، وكل ما حصل، ان عدد الاسرائيليين الذين اقامتهم اسرائيل واسكنتهم في القدس والمستعمرات حول القدس هو 61%، في حين بقي عدد الفلسطينيين 39%، مع العلم ان عدد اليهود ارتفع في فترة من الفترات الى 69 %، لكن الهجرة اليهودية من منطقة القدس الشريف الى تل ابيب والمدن حولها، جعل الرقم يهبط الى 61% يهود و 39% فلسطينيين مقدسيين. ومع ان العدو الاسرائيلي هدم 5 آلاف منزل لمواطنين فلسطينيين في القدس وحول القدس، ورغم ذلك لم ينجح مخططه.

اليوم كان الموعد مع تظاهرات من اليهود التلموديين الذين حملوا الاعلام، واكثريتهم من المتدينين المتشددين بيهوديتهم، حتى ان منظمة شاس حملت اعلامها ونزلت مع المتظاهرين، وهي منظمة قتلت الكثير من الفلسطينيين.


ورغم التظاهرات غير المسبوقة، التي فاقت 50 الف متظاهر بحسب وسائل اعلام اجنبية، فان مئات الفلسطينيين والفلسطينيات والاطفال والفتيان دون سن الـ 15 نزلوا الى شوارع صالح الدين والرشيد والسلطان سليمان في قلب القدس، واحرقوا دواليب، وقطعوا الطرقات، ورشقوا الشرطة والمتظاهرين اليهود بالحجارة، ولم يهابوا قمع الشرطة وكتائب جيش الحدود، واظهروا بسالة ومقاومة وشجاعة في وجه الاحتلال.

الا ان كتائب حرس الحدود والشرطة قامت بقمعهم بوحشية بالغة، واستعملت العنف المفرط ضد الفتيات وضد المقاومات والفتيان الذين هم تحت سن الـ 14 عاما، وضربتهم ضربا مبرحا، واوقفت الفتيات والنسوة، فيما تم الافراج عن الفتيان الذين هم تحت سن الـ 14 لكن بعد ضربهم ضربا مبرحا وبوحشية.

تجمّع اليهود التلموديين على باب العمود، واراد المستوطن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيت، ان يظهر ان القدس هي عاصمة اسرائيل الابدية، ولكن القدس لا يمكن تقسيمها لا اليوم ولا غدا… والى الابد.

وبالتزامن، كان طائرات اسرائيلية تحلّق على علو منخفض فوق غزة، كما ان تدابير عسكرية اتخذتها قيادة جيش العدو الاسرائيلي مع لبنان، حيث عززت القبة الحديدية تخوفا من قصف صاروخ يأتي من لبنان على مواقعه وعلى المستعمرات.

حدة الاشتباكات بين التلموديين والفلسطينيين بدأت عند الخامسة من بعد الظهر قبل بدء مسيرة حملة الاعلام، والقيادة الاسرائيلية تفاجأت بمقاومة الفلسطينيين، عندها اعطى رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بينت ضوءا اخضر لليهود اليمنيين المتعصبين باستكمال المسيرة. فقد اراد بينت ان يعطي انطباعا ان حكومته قوية وانها متعصبة دينيا، كي يحافظ على وضعه السياسي المهتز في رئاسة الحكومة.

اما على مدى الضفة الغربية، فقد نشر الفلسطينيون اعلام فلسطين على سطوح منازلهم وعلى الطرقات، وجرت اشتباكات في نابلس ورام الله والخليل وجنين، وفي سائر المدن، حتى انه تم رفع العلم الفلسطيني على سطوح بيوت الفلسطينيين الذين يسكنون في فلسطين المحتلة منذ عام 1942 وحتى يومنا هذا.

حرب قومية ودينية بكل معنى الكلمة

وبعد تدنيس اكثر من 2000 مستوطن اسرائيلي لساحات المسجد الاقصى المبارك، فان الحرب الدينية اصبحت واضحة بين اليهود والمسلمين، وبين اليهود الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين ايضا، لكن الاكثرية الساحقة هي المسلمين الفلسطينيين لانهم الاكثرية، ولم يعد في فلسطين المحتلة من المسيحيين الا اقلية .

والسؤال المطروح، ماذا عن القرارات الدولية رقم 42 ورقم 838، وخاصة رقم 838؟ ماذا عن دول التطبيع الذي قالت انها تطبع على قاعدة اقامة دولتين، دولة يهودية اسرائيلية ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وعدد من المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية؟ وهذا ما لم تحترمه اسرائيل ابدا، بل تقوم كل يوم بتهجير منطقة فلسطينية تختارها لاقامة مستعمرة يهودية، بدلا من القرى الفلسطينية التي عمرها مئات السنين.
ماذا تقول الدول التي قامت بالتطبيع مع اسرائيل؟ باستثناء الاردن الذي اصدر بيان احتجاج على الصلاة من قبل ألفين يهودي في ساحات مسجد الاقصى المبارك، والتي اعلنت في بيانها ان الاردن هي المسؤولة عن الاوقاف الدينية المسيحية والاسلامية في القدس الشرقية.

اما دول التطبيع من الخليج ومصر وبقية الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع العدو الاسرائيلي تحت الطاولة، فانها ترى مخططا عدوانيا اسرائيليا يقضي باستباحة كامل فلسطين وتهويد القدس نهائيا، بعدما اعترفت الولايات المتحدة وعدة دول، بان القدس عاصمة اسرائيلية في زمن الرئيس الاميركي السيىء الذكر دونالد ترامب ضمن مشروع ابراهام.

المطلوب مؤتمر عربي اسثتنائي يبحث قضية فلسطين.

فلسطين هي الدولة الاولى لكافة الشعب العربي، فاين هي الجامعة العربية؟ واين هم رؤساء العرب لا يجتمعون؟ هم في خلافات في ما بينهم، بينما العدو الاسرائيلي يغتصب فلسطين واراضيها، خاصة في الضفة الغربية والقدس قطعة وراء قطعة.

شارل ايوب
شريط الاحداث
اقتحم ألفا مستوطن صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل «مسيرة الأعلام» المقررة في القدس المحتلة، في المقابل، دعت هيئات فلسطينية المقدسيين للاحتشاد في باب العامود والبلدة القديمة لمواجهة المسيرة.

مسيرة الأعلام «الإسرائيلية» وصلت مدخل باب العامود، واتجهت صوب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسط استنفار كبير لقوات الاحتلال، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعليقا على المسيرة «إنه لا يمكن لأي قوة غاشمة أن تغير عروبة وفلسطينية القدس».

وكان صباحا، رفع مستوطنون الأعلام «الإسرائيلية» داخل المسجد الأقصى ومحيطه، وأدوا رقصات علنية في باحاته، وسجدوا للمرة الأولى بشكل جماعي وفي وقت واحد داخل الحرم القدسي، من دون أي تدخل من شرطة الاحتلال.

وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغلاق المسجد القبلي، وحاصرت المعتكفين داخله لتأمين اقتحامات المستوطنين، واعتلت أسطح المسجد القبلي ومنعت دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى منذ صلاة المغرب السبت. كما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين والمصورين الفلسطينيين من دخول الأقصى وهددتهم بالاعتقال.

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجرا باحات الأقصى، من جهة المصلى القبلي تمهيدا لاقتحامه من قبل المستوطنين. كما أغلقت قوات الاحتلال المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية وحاصرت المصلين داخله.

وأفادت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية، بأن مستوطنين رشوا غاز الفلفل على المصلين بالقرب من باب الحديد، وقد رفع مستوطنون أسلحة نارية في وجه مصورين يغطون اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى.

في المقابل، قام الفلسطينيون الذين نجحوا في دخول المسجد منذ أمس الاول، بالتكبير وأداء صلاة الضحى في ساحات المسجد للتشويش على اقتحام المستوطنين.

بدوره، قال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني إن ما يجري في الأقصى من اقتحامات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال وعدد من المستوطنين المتطرفين «لن يغير من إسلامية المسجد الأقصى». وحذر من أن رسالة الاحتلال هي أنه يريد نقل المعركة إلى داخل المسجد الأقصى.


الهلال الأحمر الفلسطيني
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني «إن طواقمه تعاملت منذ الصباح مع عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي والضرب خلال اعتداء شرطة الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في البلدة القديمة وفي محيطها بالقدس المحتلة». وأضاف «أن طواقمه تعاملت مع أكثر من 140 إصابة في الضفة الغربية، بينها 18 بالرصاص الحي».

من جهته، أفاد «نادي الأسير الفلسطيني»، بتسجيل 56 عملية اعتقال مؤكدة في القدس ومناطق أخرى بالضفة الغربية.

الاحتلال
وأعلنت شرطة الاحتلال حالة الطوارئ القصوى، ونشرت آلاف الجنود لتأمين اقتحامات المستوطنين ومسيرة الأعلام، كما قامت بشن حملة اعتقالات استباقية طالت عشرات الشبان الفلسطينيين، وأصدرت قرارات بإبعاد مئات الشبان المقدسيين عن المسجد الأقصى.

كما شارك عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير في المسيرة، وكان أيضا في مقدمة مقتحمي باحات الأقصى في فترة ما قبل الظهر، وأطلق تصريحات وصف فيها عمليات الاقتحام وتحضيرات المستوطنين لما تسمى «مسيرة الأعلام» بأنها «يوم سعيد للقدس».

الفلسطيني هو صاحب الحق والتاريخ والمكان
وتعليقا على المسيرة، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، «إن مسيرة المستوطنين واعتداءاتهم أمر مدان وستترتب عليه تبعات خطيرة، مطالبا المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية».

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» حازم قاسم «إن مدينة القدس كانت وستبقى فلسطينية عربية»، مؤكدا «أنه لا يمكن لقوة غاشمة أو مستوطن غريب عابر أن يغير هذه الحقيقة الخالدة».
أضاف «أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والتاريخ والمكان، وسيواصل دفاعه عن حقه حتى طرد المستوطن الصهيوني، وسيحمي هوية هذه المدينة المقدسة في معركة مفتوحة ومتواصلة مع الاحتلال الصهيوني».

القدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين
من جهتها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية «أن التصريحات الإسرائيلية لن تعطي الاحتلال الشرعية للسيطرة على مدينة القدس، وأن القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين». كما أكدت في بيان لها «أن القدس بمقدساتها ليست للبيع، وأن السلام لن يكون بأي ثمن».

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وأداء صلوات تلمودية بحماية الشرطة. وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاقتحامات ونتائجها وتداعياتها على المنطقة، وطالب البيان المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بالخروج عن صمتهما وتحمل مسؤولياتهما تجاه القدس.

كما أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين سماح الاحتلال للمستوطنين بتنظيم مسيرات استفزازية وأداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى المبارك.

وقالت اللجنة في بيان لها «إن حكومة الاحتلال تقود المنطقة إلى تصعيد خطير، مخالفة بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية»، مشيرة «إلى أن حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى إلى فرض تطهير عرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتهويد المدينة المقدسة».

قطر: لتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال الإسرائيلي
هذا، وأدانت دول عربية اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى، وحذرت من مغبة الاستمرار في الانتهاكات الخطيرة بحق الأقصى.

ففي قطر، أدانت وزارة الخارجية اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وقيامهم بأداء صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال. واعتبرت أن ذلك يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وامتدادا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد، واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم.

وحذرت من أن استمرار الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية بحق المسجد الأقصى يكشف بوضوح رغبة الاحتلال في توجيه الصراع إلى حرب دينية.وشددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال الإسرائيلي.

الاردن حذرت من تفاقم الأوضاع
كما أدان الأردن السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. وحذرت وزارة الخارجية الأردنية من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة. وأكدت أن اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية، تُعدّ انتهاكًا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي. كما شددت على أن الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة الأوقاف الأردنية هي الجهة القانونية المختصة حصرا بإدارة شؤون الحرم.


مصر: لوقف الممارسات التي تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس

من جهته، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على ضرورة وقف أي إجراءات أو ممارسات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها، وكذلك تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وحذر شكري لدى لقائه جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح من تأثير ذلك على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. واعتبر مواصلة التوسع في النشاط الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين تقويضا لفرص التوصل إلى حل الدولتين وأفق إقامة سلام شامل وعادل في المنطقة.

كما شدد على موقف بلاده الراسخ من دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأهمية إحياء مسار المفاوضات وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الأمم المتحدة تدعو لتجنب العنف
ومن جهتها، دعت الأمم المتحدة، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب العنف.وعبّر منسق الأمم المتحدة الخاص المعني بعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن قلقه للغاية بشأن ما وصفه بـ»دوامة العنف المتصاعدة التي أودت بحياة الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة».

ودعا وينسلاند «جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب صراع عنيف آخر لن يؤدي إلا إلى إزهاق ال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى