أحدث الأخبارالإمارات

اسس الاتفاق بين الإمارات.. والكيان

مجلة تحليلات العصر الدولية

محمد صادق الهاشمي

16/8/2020
……………..

نعم كانت العلاقات بين الامارات( دولة الموامرات ) والكيان الصهيوني فاعلة، وهكذا مع الخليج سرا وعلانية وما حصل الا مرحلة الاعلان وهذا الاعلان يراد منه ابلاغ الراي العام عن مرحلة جديدة فيها :

اولا / لايصح القول ان الاعلان عن العلاقة بين الجانبين لاقيمة كون العلاقات موجود اصلا بنحو وثيق وفي كل المجالات, لذا يبدو ان هذا الاعلان لايتجاوز ان يكون اعلاميا – براي البعض-، ولكن الحقيقة ليس كما يرون فان هذا الاعلان يعبر في جوهره دخول الخليج في مرحلة التحالف مع اسرائيل ضد ايران اولا وبالذات وهذا الاساس في الصراع .

فما زالت ايران ترفع لواء الدفاع عن القضية الفلسطينة وعن الشعوب المسلمة وهي عنصر قوتها وتمكينها فان المخطط الصهيوني يقتضي مواجهتها بنفسه ويستلزم هذا الامر تواجدا له في جغرافيا الخليج مستفيدا من موقع الامارات الجغرافي والاقتصادي.

ثانيا / لايصح القول ان مساحة الاتفاق تقتصر على الامارات وحدها بل تشي الاخبار ان المطابخ تتحدث عن صفقة خليجية واسعة تمتد على مساحات مهمة من عواصم الخليج مهدت له موتمرات بين العرب واسرائيل ( وارسو- 12 فبراير 2019) , ثم تلاها موتمر (شرم الشيخ 5- 5-2019 ) ثم( ورشة الحوارالاسرائيلي الخليجي (27 جون 2019) في البحرين) , هذه المحطات رسمت مستقبل الخليج وازاحت الستار عن الخفايا وصولا الى تطوع دولة الامارات (دولة الموامرات) لوضع الخطوة الاساسية لاسرائيل بنحو علني مع الكيان الغاصب وسوف تليها دول اخرى ممن شاركت في الموتمرات وورش العمل؛ لذا فان اسرائيل الغاصبة لا تكتفي بالامارات بل مساحة تحركها القادم كل الخليج .

ثالثا / لايصح القول ان الدول التي طبعت العلاقة مع الكيان الغاصب لم تنتفع اقتصاديا كما في مصر لان اسرائيل لم توسس علاقاتها مع العرب لتقدم لهم بل ليقدموا لها ,ومن هنا في ظل الازمة الاقتصادية العالمية وفي ظل تنامي قوة ايران وسيطرتها وتفوقها قررت اسرائيل ان تقف على الضفة الاخرى من الخليج ويقف خلفها المحيط الدولي والاوربي والشركات العالمية لتستثمر في الاقتصاد والامن والمجتمع الخليجي, ولتشكل هي ومن يقف خلفها مصدا لقوة ايران المتنامية بعد ان استشعرت اسرائيل ان المساحة الشيعية امتدت على الشام والخليج واليمن وحركت شعوب المنطقة وكادات ان ترسم معالم خليج جديدة وتوازنات اقتصادية متغيرة وسيطرة على المنافذ المهمة .

من هنا يمكن القول ان المعركة تتصف بمايلي :

اولا : لاينظر فيها الجانب الخليجي ولا الاماراتي ولا الكيان الاسرائيلي الى الفلسطيني وحقوقه بالاساس بل المعركة بين معسكرين احدهما الصهيونية بكل تجلياتها والاخر الاسلام الثوري بكل تجلياته وامتدادته ولاحياد في البين الا للموتى.

ثانيا : تتصف اسرائيل بضعفها وهكذا الخليج فقد تاكد لهم العجز عن مواجهة المد الثوري بعد الانتصارات التي حققتها ايران ضد التحرشات الامريكية وبعد انتصار الشعب اللبناني والسوري والعراقي واليمني فليس امام الضعفاء الا الاستسلام او ان يحاولوا الاستعانة ببعضهم وتجميع قوتهم المنهارة وبالتالي فان اسرائيل والذيول الخليجية فاقدة لعنصر القوة والردع والتحدي
ثالثا : الخليج والمنطقة مستقبلا سوف تشهد حضور الاقطاب الدولية ( الروس والصين ) لتزاحم امريكا فليس امامها الا ان تحتل مساحتها وتتموضع في الجغرافيا الخليجية من الان لتكون ممن يرسم المخرجات ولكن في واقع الامر كل المراقبين يرون ان عوامل النصر بيد العنصر الثوري بفعل قدرته الذاتية وتجربته وانتصاراته وجمهوره وتحالفاته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى