أحدث الأخبارالعراق

اصبع على الجرح .. حينما اكل الفرع الأصل .. بقلمي …

مجلة تحليلات العصر الدولية

عبد الأمير المرشدي

في صبيحة يوم ساخن من يوم الثاني من آب 1990 استيقظنا على انغام موسيقى عسكرية وأناشيد الحرب التي تمجد بطولات القائد الهمام حارس البوابة الشرقية للأمة العربية تبثها اذاعة بغداد وصوت الحماهير وتلفزيون الشباب لتزف لنا خبر الأخبار وبطولة البطولات وكارثة الكوارث فقد قرر فارس الأمة العربية ان يمزق الأمة طولا وعرضا ويحتل دولة الكويت التي زف لنا المذيع خبر تحويلها إلى المحافظة رقم ١٩ من محافظات العراق وهو يصيح خسف الله الأرض بقارون الكويت فكان ماكان وما لم يكن مثله في كل الأزمان وكل مكان من حيث انطلق قطار سواد الوجه التمام في العراق بسرعة تجاوزت سيطرة اخو هدلة وصدر ديوان على ربان القيادة فتساقطت على طول سكة الرحلة مفردات وثوابت القيم والاخلاق والمبادىء والتعليم والقضاء واطلال ما تبقى من الدولة في جمهورية الخوف الصدامي فتهاوى النبلاء والشرفاء وذبلت وريقات الحياء وذل العزيز وارتفعت رايات السراق الماهرين في الهزيمة وهم محملين بطاعون الرشاوي الذي تساقط في كل المرافق حيث نخر ماتبقى من الشخصية المزدوجة ليترك العقلاء والحكماء والاشراف يتفرجون وهم عاجزين عن الكلام فكيف بفعل مستحيل .. في مثل هذا اليوم فقد الكثير من العقلاء عقولهم وتنازل بعض الحكماء عن حكمتهم فانقلب الحرام حلالا والحلال حرام فلا دين ولا عقل (ولك يا طويل الذراع ) . يوم اسود تهدمت فيه البنى التحتية للبلاد وتشرعنت آفات الفساد وتلاشت آخر معالم الدولة وانفردت العشيرة بالحكم بعدما أمر القائد الضرورة أن تكون لكل عائلة شجرة العشيرة تعلق في الاستقبال ولم يمتلك فرفة استقبال في بيته يعلقها في الحمام فتوالد شذاذ السادة وأصحاب الريادة وصار بعض الحراميةوالرفاق سادة من الاشراف وتحولنا حيثما كنا في بلاد الرافدين الى مدينة بلا هوية وشعب بلا قضية وأمة تساقط إلى المنية ورجال بلا تعليم وشعب بلا مستقبل. نعم انها العوجة العاهرة وأبناءها الفجرة اشد كفرًا ونفاقاً . يوم كان العن من لعين واتعس من تعيس وارعب من الكابوس على العراق وشعبه . اما الكويت الجارة التي تذكرت نفسها صباح الثاني من آب إنها محافظة عراقية بامتياز فقد اغتصبت فيها النساء وأجهضت الحوامل وأسر الرجال وسرقت المنازل والبنوك لتتحول الى زمهرير في بُطُون سارقيها وما أكثرهم وتحول بعض ما تحول في ساسة الكويت إلى حقد على شعب العراق المسكين المبتلى يدفع ثمن تداعياته حتى اليوم . اخيرا وليس آخرا . أتذكر ضمن ما اتذكر ان سماحة السيد علي السيستاني قال كلمته الشهيرة في رد على سؤال وجهه له احد الطلبة عن رأيه بمن اخذ من أموال الكويت وحاجات أهلها ومدى حليتها من حرامها فقال السيد السيستاني بما معناه .. ان من لم يمد يده على أموال اهل الكويت فهو طاهرا نقيا كمن ولدته بطن أمه فهنيئا له .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى