أحدث الأخبارسوريا

اعتراف ترامب انه حضر لاغتيال الرئيس بشار الاسد هل يحتم الضربات الاستباقية؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

بسام ابو شريف

عندما نستعرض تاريخ رؤساء الولايات المتحدة ، وحلفائهم المتصلة بقرارات تتعلق بدول وقادة دول تجرأوا على معارضة الولايات المتحدة ، أو على المطالبة بحقوق بلادهم والتخفيف من عمليات النهب الاميركي لثروات بلادهم ، عندما نفعل ذلك نصل الى خلاصة أكيدة أن رؤساء الولايات المتحدة هم أفراد عصابة تحكم اميركا ، وتحاول أن تحكم العالم ، وان كلف ذلك قتل الملايين من أبناء البشر ، قتلة لابد للعدالة أن تصل الى رقابهم .لقد كتبنا كثيرا حول هذا الموضوع ، لكن كما هي العادة لايلتقط أحد المعلومات ليستخدمها بنضال قانوني يضع هؤلاء الرؤساء ” المافيا ” ، في السجون … بالأمس اعترف دونالد ترامب بأنه كان ينوي قتل الرئيس بشار الاسد … بشار الاسد ، رئيس سوريا المنتخب عارض السياسة العدوانية الاميركية ، ويرفض الانصياع لقرارات واشنطن ، ويقاوم خططها وصفقاتها في الشرق الأوسط ، وله موقف ثوري تحرري يؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها والتحكم بثرواتها لصالح شعوبها ، ويرفض عمليات النهب الذي تمارسه الولايات المتحدة ، وفوق هذا يقف الرئيس بشار الاسد موقفا صلبا وثابتا من العدو الاسرائيلي ، ويبني لمواجهة هذا العدو الذي احتل الأراضي العربية في فلسطين والجولان ، وأعلن بمباركة واشنطن وحاكمها المافيوزو ضم الجولان واراضي فلسطينية ، ومنها الجولان الفلسطيني لدولة الاغتصاب والعدوان دولة الارهاب الاسرائيلي ، أعلن ترامب أنه أعد كل شيء لاغتيال بشار الاسد واستخدم تعبير: – ” رتبت العملية تماما ” ، وكان قد أعلن أنه اغتال الفريق قاسم سليماني المسؤول الايراني الكبير الذي كان يقوم بزيارة رسمية للعراق ، وكذلك القائد المهندس الذي كان باستقباله .حكام اميركا يغتالون القادة الذين يعارضونهم ، ويناضلون للحفاظ على حقوق شعوبهم ، منذ الخمسينيات أسست المخابرات الاميركية أجهزة مخابرات في البلدان التي ترى أن مصالحها الاستراتيجية ترتبط ارتباطا وثيقا بها ، واستخدمت لهذا الهدف دورات التدريب والكليات الأمنية والجامعات العسكرية لتربية جيل من ضباط الأمن القادمين من هذه البلدان ، وربطهم بوكالة المخابرات المركزية الاميركية ، أو بالاستخبارات العسكرية الاميركية لتنفيذ ماقد يطلب منهم تنفيذه ، وأثبتت الأحداث أن ولاء هؤلاء ” الصفوة المختارة ” ، من تلك البلدان كان للمخابرات الاميركية ، وليس لوطنهم ( والدليل الأكبر كان اغتيال الملك فيصل الذي تجرأ على وقف تصدير النفط مما أدى الى نشوب أزمة كبيرة في الولايات المتحدة ) .ومع هذه البدايات بدأت علاقة المخابرات الاسرائيلية ( التي كانت أيضا في طور التأسيس ) بالمخابرات في بعض البلدان العربية خاصة تلك التي تتحكم بها الولايات المتحدة الاميركية ونمت هذه العلاقات وتعمقت منذ أن تراجعت الولايات المتحدة عن ما تعهدت به ، وتمويل مشروع السد العالي ، وقاد وزير الخارجية الاميركي جون فوستر دالاس الحملة ضد جمال عبدالناصر منذ ذلك الوقت ، وأصبح عنوان التعاون بين مخابرات هذه الدول خاصة السعودية بعد عام 1956، التصدي لجمال عبدالناصر والنهضة القومية العربية في الوطن العربي وبامكاننا استعراض لوائح طويلة من عمليات القتل والاغتيال والخطف .اميركا اللاتينية واوروبا والشرق الأوسطاستباحت المافيا الحاكمة في الولايات المتحدة بلدان اميركا اللاتينية ، وحولتها الى ” بقرات حلوب ” ، ونهبت ثرواتها وأجبرت البلدان على أن تتحول الى مزارع للولايات المتحدة وقتلت زعماء وطنيين وثوريين ، وعلى رأسهم تشي غيفارا وسلفادوراليندي في تشيلي ، ومازالت تمارس هذا الارهاب الدموي ، وتفرض عقوبات على كل من يرفض الانصياع لأوامرها  واستخدمت كل ما يلزم من صرف أموال ، وتجنيد عملاء لانجاح رئيس للبرازيل يدين يالولاء لها ولاسرائيل ، وحاولت اغتيال مادورو بعد أن سممت تشافيز ، لقد تعاونت المخابرات المركزية الاميركية مع الموساد الاسرائيلي بتسميم تشافيز سعيا لاعادة فنزويلا تحت سيطرتها لاستكمال عمليات نهب ثروات البلاد النفطية ، وجندت المئات من المرتزقة في الدول المحيطة تهيئةلاشعال عمليات ارهابية داخل فنزويلا ، حديث القارة اللاتينية يطول لكنها ساحة رئيسية للمافيا الاميركية .وفي اوروبا لم يعد سرا أن السي آي ايه كانت تتصرف ومازالت كحاكم مطلق ، فأقامت سجونا خاصة في بلدان اوروبية لاتعرف عنها الحكومات الاوروبية ، وتفرض المافيا الاميركية قراراتها على اوروبا حتى وان كانت تتعارض مع أحكام القانون والقضاء كما جرى مع جورج عبدالله ، فقد رتب الرئيس شيراك مع الجزائر الافراج عن الملحق الثقافي الفرنسي الذي اختطف في لبنان مقابل الافراج عن جورج عبدالله ، لكنه لم يفعل بأمر من واشنطن وعندما أنهى جورج عبدالله الحكم الذي أصدرته المحكمة الفرنسية ، وجاء موعد الافراج عنه أمرت واشنطن فرنسا بعدم الافراج عنه ، ومازال في السجن خرقا للقانون .والشرق الأوسط ، هو الموقع الخطير الذي مارست فيه الولايات المتحدة بالتعاون مع اسرائيل والعائلة السعودية اجرامها العصابي والدموي أكثر من أي مكان آخر ، منذ صعود نجم جمال عبدالناصر سارعت الولايات المتحدة لاحتواء ثورة 23 يوليو ، وحاولت اظهار نفسها كداعمة للانعتاق من ظلم الملكية والطغاة في الشرق الأوسط ، وحاولت التقرب من جمال عبدالناصر  وسجل المبعوث الذي كان يبذل الجهد ” مايلز كوبلاند ” ، في كتاب قصة تلك المحاولة .لقد قامت الولايات المتحدة بالتعاون مع الموساد والمخابرات السعودية باغتيال عدد كبير من القادة والوطنيين في الشرق الأوسط ، فأنا ” تحليلا ” ، أعتقد أنهم اغتالوا جمال عبدالناصر اذ أن العائلة السعودية اعتبرت جمال عبدالناصر عدوا لدودا يجب التخلص منه ، وازدادت هذه الرغبة بعد أن ساند الانقلاب الذي قام به عبدالله السلال في اليمن ، وقضى من خلاله على الملكية والاقطاع ، وأطاح بعائلة بدر الدين والامام بدر الذي حكم بعد الامام يحيى ، فقد شعرت العائلة بخطر داهم الى جوارها ، وراحت تغدق الأموال على القبائل والعشائر كي تثور على عبدالله السلال ، وتلغي الجمهورية العربية اليمنية .وهناك من يتساءل بأن اعتراف ترامب بأنه رتب بشكل كامل اغتيال الرئيس بشار الاسد قد يعطي الحق ليس لسوريا فقط ، بل لكل الثوريين في المنطقة بالرد على جرائم واشنطن بعمليات خاصة تعلم الاميركيين أن العنف الثوري ، هو الرد على ارهاب مافيات واشنطن وتل ابيب والرياض …. يجب أن نأخذ هذا الاعتراف لنستدل على برنامج واشنطن ، فهي تحاول الآن شراء بعض الفلسطينيين والسوريين والعراقيين ، واشترت العديد من اللبنانيين لتجنيدهم ضمن مخططها لبسط الهيمنة الاسرائيلية الاميركية على المنطقة ، ونحن نوجه التحذير بشكل خاص لاخوتنا في اليمن بأن اسرائيل والرياض وواشنطن يعدون ويحضرون لسلسلة من عمليات الاغتيال والتدمير.اتهام ايران بأنها تخطط لاغتيال سفيرة واشنطن في جنوب افريقيا ، هو استباق لتنفيذ عمليات اغتيال وعمليات ارهابية بحجة احباط عمليات أعدها محور المقاومة . كاتب وسياسي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى