أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

أعجوبة الزمان

مجلة تحليلات العصر - سميةالكحلاني

عندما نقلب صفحات التاريخ المُشرفة يتراءى لنا في مخيلتنا روعة ما كُتب من ملاحم ومعارك وبطولات أسطورية؛ تُترجم إلى مشاهد واقعية تراها أعيننا كأنها وليدة اليوم.
هُنا يلمع في الأُفق نجم الإباء،العزة والكبرياء،نجمٌ مازال يلمع في كبد السماء ولم يخفت ضوءه أبداً بل يزداد شعاع ضوءه ليملئ جوف السماء؛ كم أنت جميلٌ وبهيّ أيها النجم كيف لا تكون كذلك وأنت وطني “يمن العزةوالصمود،يمن الإيمان والحكمة،يمن الشموخ والإباء”.
منذ الآف السنين تعرض اليمن للكثير من الحروب من قبل إمبراطوريات وممالك الحقبات السابقة من قبل الميلاد وكانت محط أنظار و أطماع غرب ومسلمين منها الحملةالرومانية التي طالت بلدان عربيةمثل سوريا،ومصر بحيث جعلت من مصر ولاية رومانية فشلت خطط الإمبراطور”اغسطس” ومعاونه” ايليوس كاليوس” في السيطرةالعسكريةعلى اليمن؛ بعد سفر دام ل6 اشهر مشياً على الأقدام رجع” ايليوس كاليوس” وجيشه إلى مصر وهم يجرون خلفهم اذيال الخيبةوالهزيمةوراءهم بعد وصولهم إلى مشارف مدينة” مأرب” مملكةسبأ آنذاك.
هُزم” الرومان” بعد أن حوصروا من قبل أجدادنا السابقين، بفضل إرادتهم الحُرة وعزيمتهم القوية؛ ورفضهم منذ الأزل مبدأ الإحتلال والخضوع للمحتلين،وكان لهزيمةالرومان أثراً كبيراً عليهم بحيث أنهم لم يتجرأو بعد ذلك على التفكير في السيطرةالعسكرية على أي دولة عربية.
يأتي بعد ذلك الإحتلال العثماني والأطماع البرتغالية في إحتلال اليمن والتي إنتهت بطرد البرتغاليين من البحر الأحمر من قِبل العثمانيين،مر الإحتلال العثماني بمرحلتين ذاق خلالها اليمنيين أشد صنوف العذاب،والقهر ،ولكن الإرادة الحُرة التي لاتُقهر ولا تُكسر ،ستظل تسري في عروق اليمنيين حتى قيام الساعة؛ توحد اليمنيين تحت راية الإمام” القاسم بن محمد” الذي ما فتئ يخطب في الناس بإستمرار عن أهمية قتال المحتل وطرده وعدم الخضوع له،نلاحظ في كل ما مر به اليمن من حروب على مر الزمن يهيئ الله لليمنيين قيادةمؤمنةعظيمة تجمعهم على وحدةالصف لتكون اليمن آنذاك أول دولة تحقق الإستقلال الوطني في العالم العربي من الإحتلال العثماني.
قامت عدة ثورات في فترة الإحتلال العثماني ومنها ما أُحبط بدايةً بسبب القوةالعسكريةالضخمة،التي كان يمتلكها العثمانيين في ذلك الوقت ولكن إرادةالله الدائمةتقضي بإن أصحاب المظلوميةوالقضيةالعادلةوالمحقة هم من ينتصرون لتسقط بعد ذلك القوةالعسكرية العثمانية في يد الثوار الأحرار إلى جانب ذلك كان لتقاتل الولاةالعثمانيين فيما بينهم بسبب اطماعهم دور في طردهم وإخراجهم من اليمن نهائياً ولاننسى السبب الأول والمهم الا وهو كفاءةوقوةوحنكةالقيادةالعظيمة في كل مرحلة التي وحدت صف اليمنيين تحت رايتها ولمت شملهم وجعلت منهم أعزاء عظماء،هزيمةالعثمانيين وخيبتهم جعلت منهم محط سخريةعند شعبهم بحيث أطلقوا على أرض اليمن ” مقبرةالأناضول” “مقبرةالغزاة”.
ماحصل من الآف السنين يُعاد الآن بطريقةٍ جديدة تحت مسمى ” إعادةالشرعية” وفي باطنها احتلال لليمن ” العدوان” بقيادة أمريكا وإسرائيل عبر أذيالهم في المنطقة ” بني سعود” و” بني زايد” وجميعهم لا أصل لهم ولا دين ،ولكن بالرغم من كل مايحصل؛ ستظل اليمن” مقبرةً للغزاة” بفضل الله وبفضل المسيرةالقرآنية،وبفضل القيادة العظيمةالحُرة،وبفضل تضحيات الشهداء وجراح الجرحى،وبفضل المجاهدين الأبطال المرابطين في الثغور.

سيبقى اليمن ” اعجوبةالزمان” في صموده وصبره وقتاله طواغيت الأرض،وتدمير فخر الصناعات الغربية بتوكله على الله وإيمانه بقضيته العادلة ومظلوميته التي لم يحدث مثلها في التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى