أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

اعصار اليمن حدثا تاريخيا في الشرق الاوسط والعالم

مجلة تحليلات العصر الدولية - خالد الهمداني

الصواريخ البالستيه والطائرات المسيرة التي ضربت مطاري ابو ظبي ودبي ومنشأت نفطية وعسكرية في يوم الاثنين في 17 كانون الاول 2022 وكذلك عملية اعصار اليمن الثانية ردا على التصعيد الاماراتي السعودي الامريكي ضد اليمن مثلت حدثا فارقا في تاريخ اليمن والمنطقة كلها وكشفت من خلال الهلع الصهيو امريكي ان الانظمة الخليجية تمثل جزءا مهما من الكيان الصهيونية وان الامارات بالذات لاتقل اهمية لدى العدو الاسرائيلي عن تل ٱبيب .

عملية نوعية نقلت اليمن من الصفوف الاخيرة عالميا في الجانب العسكري الى الواجهة وغيرت نظرة العالم الى اليمن الذي يرزح تحت وطاة العدوان والحصار لاكثر من سبع سنوات .

عملية اعصار اليمن كان صداها اكبر ووقعها اشد ألما على من يقفون خلف الامارات، والسعودية , كالاسرائيلين والامريكين والبريطانييين .

وباعتبارها ردا على تصعيد الامارات وتراجعها عن قرار الانسحاب من العدوان على اليمن فإن الفترة الزمنية بين الوعد والتنفيذ واختيار الاهداف وكثافة الهجمات ودقتها تعني اننا كما قال السيد القائد عبدالملك حفظه الله جاهزون لضرب اهداف داخل اسرائيل . وكل من يصعد في عدوانه ضد بلدنا فان مواقعه الحيوبة ستكون في متناول اسلحتنا المختلفة بفضل الله .

اعصار اليمن بنسختيها الاولى والثانية ..
كشفت الدور البارز والعميق الذي تلعبه اسرائيل في العدوان على اليمن وكشفت ايضا ان المحرك الرئيس للحرب على اليمن هو امريكا واسرائيل ,كماهي الحقيقة وراء معظم الحروب والنزاعات في العالم وان العائلات الحاكمة في الخليج انما تعمل وتضخ مليارات الدولارات من اجل حماية الامريكيين والاسرائيلين وتخدم اهدافهم في الشرق الاوسط والعالم .

بعد سبع سنوات اتضح ان خيارات اليمن بقيادة انصار الله تتسع وتصبح خارج قدرات العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي على مواجهتها واحباطها .

الحصار الذي لم يسمح لسفن النفط والاجهزة التقنية ومنها الطبية والعلاجات بالدخول الى اليمن فشل في احباط تطور تاريخي لم يشهده اليمن عبر تاريخه .

القصف الجوي المستمر لسبع سنوات والذي لم يستثني الاحياء السكنية ولا صالات العزاء والافراح ولا الاسواق الشعبية ولا المستشفيات ولا المدارس ولاحتى مزارع الحيونات والمخابز فشل في احباط قدرات اليمن في الوصول الى العمق الاماراتي وقبله السعودي وارعاب الكيان الصهيوني الذي ملأ العالم عويلا وصراخا خوفا من امتداد قدرات اليمن الى مواقعه الحيوية .

لقد بدا العدوان بكل ادواته وبكل تقنياته بعد اعصار اليمن لايملك سوى طريقة واحدة متكررة وهي قصف المدنين ورغم الطاقات الني يحشدها اقتصاديا وعسكريا وتقنيا واعلاميا عبر العالم فقد ظهر بخيارات محدودة وعاجزة .

فمنطقة الخليج المدججة بالقواعد الامريكية وقواعد القوات المشتركة (امريكية -بريطانية -فرنسية -اسرائيلية) والمليئة بالخبراء وترسانات الاسلحة المختلفة وهي المنطقة التي لا يخفى على احد انها تحت ادارة ورعاية المؤسسات العسكرية والامنية الامريكية والصهيونية اصبحت امام الوجود العسكري اليمني منطقة غير آمنة .

بهذه العملية التاريخية انكشف الغطاء عن الكيان الصهيوني الذي ادرك انه في مرمى سلاح ذي تقنية لاتستطيع دفاعاته الجوية ان تصدها فقام بتحركات جاده ومنها دعوة العالم على لسان وزير خارجيته الى اتخاذ اجراء ضد انصار الله ووجه رئيس الوزراء بينيت مؤسسات الامن الاسرائيلي بتقديم كل انواع المساعدة التي تحتاجها الامارات استخبارتيا وامنيا ، جاء ذلك في رسالته الموجهة لمحمد بن زايد عقب عملية اعصار اليمن الاولى وهو اجراء لا يتم اتخاذه عادة الا عند ادراك او التاكد من وجود خطر حقيقي على مصالحه ومصالح شركاءه ..

ان تعالي صيحات المحلليين الاسرائيلين عسكريين ومدنيين والوقوف الجاد والعلني من قبل الكيان الصهيوني في العدوان على اليمن جنبا الى جنب مع الامارات والسعودية والذي من ابرز مظاهره زيارة الرئيس الاسرائيلي الى ابو ظبي والتخوفات التي نشرت في اغلب صحف الكيان الصهيوني كل ذلك وغيره يشير الى ان الخليجيون يعملون في هذا العدوان كمقدمة دفاعية عن اسرائيل وامريكا وهو ما تحدث عنه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه والسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وفي هذا الخندق يقف كل الذين تزعجهم الصرخة بالشعار في جه طغيان وهيمنة امريكا واسرائيل .
فكثير من الاصوات الصهيونية المتعالية استنجت انه طالما وقد وصلت القدرات الصاروخية اليمنية الى الامارات فانها حتما ستصل الى اسرائيل كون المسافة بين ابوضبي واليمن هي ذاتها بين اليمن واسرائيل .

اجرت قناة الجزيرة وقنوات اخرى ووكالات انباء مقابلات مع مسئولين عسكرين امريكين في البنتاجون وكذلك مع قادة عسكريين امريكيين يعملون في القواعد الامريكية في الخليج والشرق الاوسط وقد ظهر مدى الارباك الذي يتملك هؤلاء وكذلك الحيرة في الوصول الى تحليلات نهائية عن ماهية التكنولوجيا التي وصل الى اليها اليمن في ظل الحرب والحصار وكيف تم تنفيذ الهجمات الصاروخية وافلاتها من الدفاعات الجوية المتطورة التي تحيط بدبي وابو ظبي من كل الاتجاهات وبهذا البعد من المسافة الذي يصل الى 1500 كيلومتر وهذا ما يعني ان موازين القوى على وشك ان تتغير تماما في المنطقة وان محور المقاومة ضد قوى الشر دخل مرحلة متقدمة في استعداداته المعطيات في الواقع وان التفوق التقني العسكري لم يعد حصريا على الدول الكبرى والدول المهيمنة عالميا ويؤكد هذا الحقيقة المطلقة ان القوة لله يؤتيها من يشاء وانه وحده على كل شي قدير وانه يؤيد المؤمنين بنصره ويجعلهم ظاهرين على عدوهم .

بعد سبع سنوات من الحرب والحصار .. سبع سنوات من القصف الجوي من قبل العدوان ومحاولات الزحف على الارض واستخدام كافة الاسلحة لم تتوقع قوى العدوان على اليمن ان الذي ينتظرها هو تقدم كبير لليمن في مجال التصنيع العسكري ..

على الصعيد الانساني والقيمي قد كشفت عملية اعصار اليمن مدى الوعي الذي وصل بالكثير من ايناء الامتين العربية والاسلامية وفي بعض دول العالم الذين وقفوا الى جانب اليمن رغم محاولات قوى العدوان بكل الطرق اسكات هذا الصوت الحر وتظليل الرأي العام وتزييفه كما كشفت في الوقت ذاته عن سيطرة راس المال الخليجي والدوائر الامنية الاسرائيلية والامريكية على الموقف الرسمي العربي ومعظم الاسلامي وكذلك مواقف دول كثيره عبر العالم ..ويمكننا القول ان حدث اعصار اليمن اعاد عملية الفرز بين قوى الحرية والقيم الانسانية وقوى الشر والهمينة الشيطانية عبر العالم .. (وما كان الله ليترككم على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) لقد امتاز الخبيث عن الطيب في هذا الموقف في الشعب الواحد وفي المؤسسة الواحدة وفي البيت الواحد .

فبمجرد ان تصل بضعة صواريخ بالستيه ومجموعة من الطائرات المسيرة وتحقق اهدافها في ابو ظبي ودبي سارعت قوى الشر واذنابها للادانة والمساندة للامارات احدى ابرز الدول التي تشن عدوانا على اليمن وتطبق حصارا جائرا منذ اكثر من سبع سنوات .

بدت المصالح في الامارات التي تديرها الاستخبارات الاسرائيلية البريطانية والامريكية اغلى من الانسان وتستحق المساندة والحماية على حساب الانسان اليمني .

لقد ظهر الموقف العربي الرسمي ومعظم المواقف الاخرى عبر العالم بنظرة ازدواجية مخزية تعبر عن مدى الوحشية التي وصل اليها العالم بقيادة امريكا والصهاينة وعن المدى الذي وصلت اليه هذه القوى في افساد العالم وصناعة مراكز نفوذ وقوى وافراد وجماعات ومنظمات تنتهج كل السلوكيات الشريرة ضد ,البشرية وتناصرها .

فعندما تتم ادانه عمليه دفاعية استهدفت منشٱت رسمية لدولة معتدية بعد سبع سنوات من الدمار والحصار ويتم التغاضي في ذات اليوم عن مجازر كبيرة وجرائم حرب ضد الانسانية وانتهاك للقانون الدولي كما حدث في قصف الابرياء في الاحياء السكنية في صنعاء وقصف السجن الاحتياطي في صعده والذي راح ضحيته ما يقارب المائة شهيد وثلاثمائة جريح يعني ان العالم في سيظل في خطر مادام تحت الهيمنة الامريكية والصهيونية

.ان هذا السقوط الذي وصل اليه الموقف العربي الرسمي في المقدمة يحتم على الاحرار في الوطن العربي اعادة تقييم دور راسمال المال الخليجي ودوائر الاستخبارات التابعة لمحور الشر في صناعة مراكز القرار العربي واتخاذ اليات مناسبة لتغير هذا الواقع المؤلم الذي يشكل خطرا على مستقبل شعوب المنطقة والعالم .
ولعل اعصار اليمن قد مثل خطوة هامة في طريق تنفيذ هذه المهمة .

لقد آن الاوان للجميع ان يراجعوا قناعاتهم وافكارهم وان يتحروا قبل ان اصدار موقف فالموقف الذي يدين دفاع الشعوب عن نفسها وحريتها واستقلالها واراضيها ضد المعتدين والغزاة والمجرمين الدوليين والاقلميين والمحلييين هو بمثابة اعطاءهم شيكا مفتوحا في قتل المدنيين والابرياء وتدمير مصالح الشعوب و يعمل على تكريس الخضوع لمن يعتقد انه اقوى وكذلك يجعل القيمة المادية للمال اهم من قيمة الانسان وكرامته .

آن الاوان لندرك ا المنظمات التي صمتت عن جرائم العدوان بعد وقبل اعصار اليمن و تدعي حماية حقوق الانسان هي مراكز نفوذ (كل بمستواها اما محلية او اقليمية دولية) صنعتها قوى الشر لخدمة اهدافها والتغطية على جرائمها وشرعنة هيمنتها و اعتداءاتها المستمرة في العالم كله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى