العراق

اعــلان امــريكا الــحرب بـالـوكــالة ضــد الـحشــد الـمـقـدس !!

مجلة تحليلات العصر الدولية

اعــلان امــريكا الــحرب بـالـوكــالة ضــد الـحشــد الـمـقـدس !!
هـل هـو ســياســات تـأديـبـيـة انـتـقـامـيــة ؟
أم فـتــح جـبـهــة لأشـعـال حــرب فـي المـنـطـقــة لـتـرحـيــل ســيـاســاتـه الـفاشــلة وإخـفـاقـاتــه فـي مـواجــهـة الـكـورونــا وإفــلاس شــركات الـنـفـط داخـل الولايــات اللامـتـحـدة الامـريـكيــة ؟

بقلم: صالح الصريفي

يأتي الغدر الامريكي الاخير والعراق المأزوم والضعيف والجريح يعاني من ثلاثة تحديات استراتيجية ومصيرية ستحدد مستبقله ومصيره في قادم الايام

التحدي الاول:
المعركة الضارية التي نشبت ليلة امس ومازالت جارية حتى ساعة كتابة هذه السطور بين عصابات داعش المدعومة امريكيا وقوات الحشد الشعبي المقدس في محور محافظة تكريت في بلدتي بلد والكفيشة والذي سبقته قبل ايام هجومات متفرقة للدعواش في محوري ديالى وكركوك تمثل الاعلان الرسمي للبنتاغون والجيوش الامريكي في العراق الحرب بالوكالة ضد الحشد الشعبي المبارك ، وعلى الرغم من قناعة الادارة الامريكية بأن قرار البرلمان العراقي بطرد القوات الاجنبية من العراق لايساوي ثمن حبر كتابته ولن تستطيع اية حكومة تطبيقه (كما بينا في ساعة صدوره العام الماضي بان القرار عبارة حبر على ورق فيما اذا أُسند الى الجهود السياسية والدبلوماسية لتنفيذه)!! ، ولكن الامريكيين من ساعتها بدأوا فعليا بالتحضير للحرب بالوكالة ، وعلى أكثر من صعيد من خلال اتخاذ خطوات استباقية سياسية تأديبية ضد القوى التي أقرت القرار وتحضيرية ولوجستية حربية ضد الحشد الشعبي من اجل تفكيكه ثم انهائه:
الخطوة الاولى : التهديد بالتلويح بورقة العقوبات الاقتصادية والسياسية في حالة تنفيذ هذا القرار
الخطوة الثانية : قصف مواقع الحشد الشعبي ومقراته وكذلك مطار كربلاء المدني وكانت بمثابة ايصال رسائل لمن يهمه الامر
الخطوة الثالثة : اعادة التموضع للجيش الامريكي من خلال الانسحاب من بعض القواعد الامريكية في العراق
الخطوة الرابعة : عرض الادارة الامريكية على الحكومة العراقية مراجعة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية وفقا للشروط الامريكية وأملاءاتها
الخطوة الخامسة : نقل قيادات عناصر داعش من سوريا الى العراق وتوفير الدعم اللوجستي وتوفير الحماية والغطاء الجوي لهم في مقراتهم الجديدة في جبال حمرين ومكحول فضلا عن تزويدهم بالعتاد والاسلحة والمعلومات الاستخبارية
الخطوة السادسة : الاتفاق مع بعض القوى السياسية والعشائرية السنية في رفض قرار طرد القوات الامريكية والمطالبة بسحب قوات الحشد الشعبي من مناطقهم مقابل تحقيق حلمهم بالاقليم السني وأغرائهم بوعود الاستثمارات الخليجية والامريكية
الخطوة السابعة : قصف مطار كربلاء كانت تمثل “القشة التي قصمت ظهر البعير” كما يقال لانها بيد حليف واشنطن ميثم الزيدي لأنها عززت مبرراته وإدعاءاته في تقسيم الحشد الشعبي المقدس الى حشد الولاية الايراني الذي يريد تنفيذ الاجندة الايرانية في طرد القوات الامريكية من العراق ومنطقة غرب آسيا والثأر لقائدي النصر الشهيد ابو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني
وحشد المرجعية العراقي الذي يريد عدم تحويل الحشد الشعبي كما يدعي ميثم الزيدي الى (مطية) لتنفيذ الاجندات الايرانية ، وتجنيب العراق من الدخول في صراع المحاور وتحويله الى ساحة صراع بين ايران وامريكا ، والاكتفاء بمحاربة ارهاب داعش داخل العراق بالتعاون مع الجيش العراق وقوات التحالف الدولي

اما التحدي الثاني:
يتمثل بالتوتر والصراع والتنافس غير المسبوق والذي وصل الى حد الصدام المسلح بين الحزبين الكرديين ، الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد الوطني ،
في منطقة ” زيني ورتي ” الحدودية بين محافظتي السليمانية واربيل الاسبوع الماضي 17Apr ، وقد تفاقمت الخلافات بين الحزبين لسببين رئيسين :
1- بعد تدهور اسعار اسواق النفط العالمية وتوقف الشركات الامريكية والاجنبية عن الانتاج في الاقليم نظرا لكلفته العالية التي وصلت اضعاف سعره
2- شروع تركيا بتنفيذ فتح معبر (اوفاكوي) الحدودي الجديد الذي يمر عبر مدينتي الموصل تلعفر وفقا لاتفاق وقع مع العراق
ليكون بديلا رئيسيا عن معبر الخابور الدولي في كردستان وكخطوة استراتيجية لغلق معبر الخابور مستقبلا
هذان السببان هما اللذالن يقفان وراء التوتر وتفاقم حدة الخلافات ، وهما السببان اللذان دفعا الحزب الديمقراطي الكردستاني الى الضغط على حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لتقاسم واردات معابر التهريب المتعددة مابين العراق وتركيا والعراق وايران التي يسيطر على معظمها حزب الاتحاد الوطني ويرى المراقبون بأن تداعيات هذا الصراع ستتضاعف والخلافات ستتفاقم وستمتد الى كافة مناطق الشمال الوسط .
التحدي الثالث :
يتمثل بعجز الحكومة العراقية المالي وتلكؤها والخشية من عدم قدرتها على دفع رواتب موظيفيها اذا ما استمر انهيار اسواق النفط وهبوط سعره ، فضلا عن تفاقم الازمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها الخطرة على الدول ذات الاقتصاد الريعي والذي يمثل العراق احدها واكثرها ضعفا واضطرابا .

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية حول هذا المقال:

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى