أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

اغتيال الأدمغة المفكرة لن يوقف مسيرة النضال

مجلة تحليلات العصر الدولية - وفاء الكبسي

قتل المفكرين أو اغتيال العلماء والباحثين والأكاديميين، فاجعة وخسارة جسيمة علينا لأنها محاولة لتفريخ المجتمع اليمني من كوادره الضخمة من علماءنا ومفكرينا الذين حملوا على أعناقهم مستقبل هذا البلد، أنَّ هذه الإغتيالات الغادرة ماهي إلا بتدبير من الدول المعادية التي لا تريد لنا أي تقدم أو ازدهار علمي، فعادة هذه الدول القيام بإغتيال المفكرين عن طريق أذرعها الإرهابية الخائنة في البلاد كما حدث الآن مع الدكتور الأكاديمي محمد نعيم دكتور القسم المعماري بجامعة صنعاء حيث أقدم أحد العناصر الأرهابية المدعو فؤاد صليح باغتياله بالرصاص في شارع تونس بالعاصمة صنعاء، إلى حد الآن لم نعلم ماملابسات هذه القضية ، غير أن إغتيال الدكتور نعيم وغيره من المفكرين يدلّ على أن العُلماء والأكاديميين اليمنيين محصّنون وعصيُّون على الاستقطاب، مما أرعبهم واغاضهم وإلا ماذا يشكّل اغتيال المفكرين والباحثين والأكاديميين للدول الراعية للإرهاب، وعلى رأسها الإدارة الأميركية والكيان الإسرائيلي؟ هل هو الخوف والعجز أمام تلك العقول المُبدِعة؟أم أنها تشعر بالضعف أمامها كونها تشكّل خطراً حقيقياً عليها كون الحروب الحديثة في العالم لم تعد حروب عسكرية بل هي حروب الأدمغة، والنصر يكون في أية حرب هو للأدمغة والعقول المفكرة الواعية التي تدير الحروب بعقولها وبفكرها وبوعيها وهي التي ترى ما لا يراه الآخرون؟

إن هذه الحرب الدنيئة على العقول المفكرة تعكس حال الهيستيريا التي تعيشها الدول المعادية لنا، فرغم كل التحديات والمؤامرات وقف الشعب بكافة أطيافة بصمود أسطوري وخاصة المفكرين والأكاديميين الذين لم ينحنوا أمام ارهابهم وأمام اغراءاتهم على كافة الأصعدة، ولذلك ليس غريباً أن نرى أن تلك الدول المعادية(أمريكا وإسرائيل ) لا تكتفي بالحروب العسكرية والإعلامية والاقتصادية والثقافية بل إنها تعمد إلى قتل تلك العقول لمنعنا من امتلاك أسباب القوة والتطور والنصر، ولن ننسى ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت إبان احتلال العراق: “ماذا نستطيع أن نفعل مع العراق غير تدمير عقوله التي لا تستطيع القنابل أن تدمّرها”؟ حيث قامت الإدارة الأميركية إثر احتلالها للعراق عام 2003 بتهجير العقول والأدمغة العراقية وقتل مَن تبقّى منهم داخل العراق من خلال أذرعها التي كانت منتشرة داخل القطر العراقي الشقيق، نفس السيناريو ونفس السياسة الممنهجة التي تتبعها أمريكا معنا والتي تسعىمن خلالها إلى افشال أي تقدم علمي او عسكري، فهذا العدوان يعيش حالة من الرعب إمام تلك العقول والأدمغة المفكرة والتي يعني بقاؤها زوال هذا العدوان وأدواته وإلى مالا رجعه، فقد أثبتت هذه الإغتيالات أن البصمة أمريكية إسرائيلية .
إغتيال الدكتور محمد علي نعيم وسابقية كالبرفسور أحمد شرف الدين والدكتور عبدالملك المتوكل وغيرهم لا يقتصر القتل فيه على الجانب الجسدي فقط، بل هو تحول إلى آلية لسفك دماء لاحقة ممّن يمكن أن يختط خطّ المغتال نفسه، لأن ذنبهم الوحيد أن كتاباتهم ومواقفهم الفكرية لا تروق لهم، فكان مصيرهم الاغتيال، وكأنّ عجلة العنف والوحشية تجدّد نفسها مع كلّ دورة للمتوحّشين الظلاميين، سواء كانوا من المختبئين في الجحور، أو في قصور الدول المعادية.
اغتيال العقول والأدمغة المفكرة لن يوقف مسيرة اليمن النضالية في حربها ضد العدوان الإرهابي الكوني الآثم عليها، ولهذا نشد يد الدولة للمسارعة في إجراءات التحقيق والمحاكمة العلنية لهؤلاء الأرهابيين ليكون عبرة لمن بعدهم من الظلاميين، فالمماطلة جريمة أكبر من جريمة الاغتيال فمع بداية الحرب الكونية على اليمن أمتدت يد الغدر إلى العديد من العلماء والباحثين والأكاديميين كالبرفسور أحمد شرف الدين والدكتور عبدالملك المتوكل، والدكتور المرتضى وغيرهم الكثير، على الرغم من مرور العديد من السنوات على اغتيالهم إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يحاكم أحد في قضاياهم، والذي يعد أمراً محيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى