أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

افعلها يا سيد حسن.. الشعب اللبناني دخل مرحلة الموت جوعا ومرضا.. والحرب الاهلية على الأبواب ورأسك هو المطلوب.. ضع سياسة النفس الطويل وكظم الغيظ جانبا ولن يرضوا عنك حتى لو استسلمت وسلّمت كل صواريخك.. والسعيد من اتعظ بغيره.. وهذه قراءتنا للتطورات وصرخة عضب الحكيم

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالباري عطوان

نسوق هذه المقدمة، التي توثق معاناة شاهد عيان واسرته نيابة عن معظم اللبنانيين، لإجراء قراءة في التصريحات الخطيرة التي ادلى بها السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله صباح اليوم اثناء لقائه مع خطباء المنبر الحسيني، ليس لانها جاءت مباشرة وعفوية، وصادرة من القلب دون اي رتوش او اعداد مسبق وانما لأنها تعكس بشكل دقيق تحديا غير مسبوق، واستعدادا لكل ما يمكن ان يترتب عليها، وما بعدها، من ردود أفعال داخلية او خارجية.
*
يمكن اختصار هذه “الهبّة” المتحدية التي تنتصر لكل اللبنانيين دون استثناء، وتريد اخراجهم من معاناتهم في عدة نقاط، نقرأ ما بين سطورها:
الثالثة: ارهاصات هذا المخطط، حسب قوله، بدأت بإحتجاز السيد سعد الحريري في الرياض واجباره على تقديم استقالته تلفزيونيا لخلق ازمة سياسية، وتفجير الاحتقان الداخلي حربا أهلية مدمرة.
الرابعة: وجود وفد من حزب الله في طهران الآن لاستكمال موضوع البنزين والمازوت الذي سيصل قريبا جدا الى لبنان سواء برا او بحرا، ويمكن ان يكون وصوله عنصر تفجير.
الخامسة: قوله في لهجة غاضبة، سنجلب الدواء من ايران و”ليبلطوا البحر” استيراد الادوية الإيرانية بدأ بالفعل و”اللي بيقول عنه سم فما ياخد منو”، فهذا انتقال من التهديد والوعود الى التنفيذ العملي ووضع كل الاعتبارات الداخلية جانبا.
اقوال السيد نصر الله القوية هذه تؤكد ان كيله طفح، وقرر التخلي عن جميع حساباته وتحفظاته السابقة المتعلقة بالتوازنات اللبنانية الداخلية، لان سكين المعاناة وصلت الى عظم رقبة المواطن اللبناني، ووصل الصبر الاستراتيجي الى نهايته، ولم تعد سياسة الحكمة والتعقل تفيد، واذا كانت أمريكا وإسرائيل وعملاؤهما في الداخل يريدون الحرب، فأهلأ وسهلا، وعليهم تحمل النتائج كاملة، او هكذا فهمناها.
الشعب اللبناني بات في عمق دائرة الموت جوعا، والهدف النهائي هو رأس “حزب الله” وصواريخه التي باتت تشكل تهديدا وجوديا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يبق امام السيد نصر الله من خيارات غير اللجوء الى الحليف الإيراني لجلب الدواء والمحروقات فاذا كان البعض من حلفاء إسرائيل وامريكا يعتبرون هذا الدواء “سما”، وهذه المحروقات الإيرانية “نجسة” و”غيرها حلال” فلماذا لم يأتوا بالحلال منها من أمريكا وفرنسا والسعودية ودول الخليج الأخرى؟
ما لا يعرفه المتآمرون على لبنان والمنطقة بأسرها ان الزمن تغير، وان ايران بات يحكمها الآن رئيس “ثوري” منتخب، اسمه إبراهيم رئيسي، يقف خلفه المرشد الأعلى وكل مؤسسات الدولة الثلاث التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، بدأ يفرض معادلة جديدة على دولة الاحتلال الإسرائيلي تقول “تضربوننا في سورية سنضرب سفنكم في بحر العرب والمحيط الهندي، اما مقولة الرد في الزمان والمكان المناسبين سقطت الى غير رجعة”.
*
الصواريخ الثلاثة التي انطلقت من جنوب لبنان اليوم وضربت مستوطنة كريات شمونة في الجليل المحتل، قد تكون اول الغيث، ورسالة تحذير التي تنبئ بالعاصفة القادمة، فحزب الله ينتقل الآن من استراتيجية الردع الدفاعية الى استراتيجية الهجوم، ومعه كل اذرع محور المقاومة.
افعلها يا سيد نصر الله، وتذكر دائما ان رأسك، ومقاومتك، ورجالك، هو المطلوب، ولن يرضوا عنك مهما ابديت من مرونة، وضبطا للنفس، وكظما للغيظ، القيادات التاريخية لا تستلم لأقدارها، بل تواجهها وتغيرها بشجاعة، ولا يفل الحديد الا الحديد، وانت اهل لها.. وستجد كل الشرفاء معك وما اكثرهم.. والأيام بيننا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى