أحدث الأخبارشؤون آسيوية

الأردن بين سندان الدهقنة ومطرقة المراهقة السياسية في الخليج

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

عادة وعندما يكون كاتب الرواية متمرسا ولديه دهاء ،فإن آخر عبارة في الرواية تدلك كقاريء حصيف على فحوى الرواية،وهذا ما هو حاصل بالنسبة للتحالف الصهيوني ضد الأردن ،إذ كانوا يريدونه فقيرا ضعيفا ،ظنّا منهم أنهم بذلك يستطيعون السيطرة عليه وتوجيه الضربة القاضية له وقت ما يشاؤون،ولكن رؤوسهم تكسرت على صخرة صمود الأردن وقيادته ،وتبين لهم أنهم أمام حالة صعبة،فباتوا يضربون في الجهات الأربع ،وحاولوا ضرب الداخل الأردني من خلال النفاذ إلى العائلة المالكة،وظنوا وخاب ظنهم أنهم يلعبون في العتمة والظلام شأنهم شأن الخفافيش،ولم يعلموا أن القيادة في الأردن بكل مقوماتها كانت ترصد حركاتهم وتسجلها بالصوت والصورة.
لم يسلم الأردن يوما من التهديد الخارجي وخاصة من قبل مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،وحلفائها الذين عقدوا معها التحالف الإبراهيمي مؤخرا،وقد حمي وطيسهم منذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الحكم في 7 شباط /فبراير 1999،وكالوا له تهمة مشرفة وهي رفض التطبيع معهم،وإشتعلت نيران حقدهم على جلالته عندما وقف كالطود في وجوههم ورفض التنازل لهم عن الوصاية الهاشمية،وحرّك مكامن القوة لديه دفاعا عن مصلى باب الرحمة،وبعدها إصراره على انتزاع منطقتي الباقورة والغمر من براثن الإحتلال وأعادهما إلى حضن الوطن ،وإنفرطت المسبحة ،وإتسعت ساحة النزال وإنضم إليها فرسانا آخرين ظننا يوما أنهم منّا ،و”عادت حليمة إلى عادتها القديمة” ،وتم فتح المف مجددا وكانت القدس والوصاية الهاشمية والحكم الهاشمي هي الأهداف التي يركزون عليها ،ولكن يا جبل ما يهزك ريح.
أول تهديد خطير تعرض له الأردن كان بداية العام 1969،عندما بعث الملك فيصل بن عبد العزيز رسالة تهديد من الدرجة إلى الأولى إلى الراحل الحسين بتاريخ 3 كانون ثاني/يناير 1969،الموافق 14 شوال 1388،وحملت الوثيقة رقم 421 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي ،وهدده فيها أنه في حال رفض إنهاء المقاومة الفلسطينية وطردها من الأردن ،فإنهم سيشعلون ثورة في الأردن ينهون النظام الهاشمي والمقاومة الفلسطينية على حد سواء ،لأنهم لا يتحملون ثورتين ضدهم إحداهما في الشمال والثانية في الجنوب”الأردن واليمن”.
هذا ما يخص تهديد الدهقنة ،أما بالنسبة لتهديد المراهقة السياسية فقد كرروا محاولات الضغط التي رفضها الراحل الحسين بداية سبعينيات القرن المنصرم،بأن يسمح لهم برفع علمهم إلى جانب العلم الأردني فوق الأقصى مقابل مليارات لتنمية المنطقة وليس الأردن فقط،وطالبوا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بالتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية وإنضم إلى مبس هذه المرة مراهق سياسي جديد هو مبز،وحاكوا مؤامرة جديدة ضد الأردن ولكن الله سلّم ،وتمكنت الأجهزة الأمنية من إعتقال وسيطهم التي تربى عندنا وتسنم المناصب العليا وهو إبن زلخا نيسان بطبيعة الحال أو من يحمل الإسم المستعار باسم عوض الله ،الذي قايضه مبس بثلاثة مليارات دولار ،ويقال إنه مستعد لدفع عشرة مليارات مقابل إعادته إليه،وقد بعث رسالة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مفادها”إما باسم عوض الله أو يجوع الأردن”،وأظهر مبز قبحه الشديد عندما وجه تهديدا من طرفه لجلالة الملك “إما القدس أو مغادرة الحكم”.
ما يحز في النفس أن هؤلاء وبكل الأوصاف المقذعة التي يتصفون بها ،تجرأوا بعد تحالفهم مع كيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،على الأردن وهم يعرفون جيدا ما قدمه لهم بعد إخراجهم من “اللفة”البريطانية ،على الصعيد الرسمي وبنى لهم المؤسسات الأمنية والعسكرية ،وحمى مؤخراتهم وأرسل قواته للدفاع عن عروشهم،ويحمي حاليا حدودهم من العبث والمخدرات،وقد إنطبق عليهم “أعلمه الرماية كل يوم xفلما إشتد ساعده رماني”،ولكننا وفي حال لم يرعو هؤلاء الصبية ،سنقوم بتكسير خشومهم ونطلقهم وسط الصحراء كي يرووا للقبائل ما فعلناه بهم….للصبر حدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى