أحدث الأخبارالعراق

الأطروحات الأساسية في تفسير الثورة الحسينية

مجلة تحليلات العصر الدولية

من ينعم النظر في كتب التاريخ الإسلامي التي ظهرت في القرون الخمسة الهجرية الأولى يجد ثلاث أطروحات في تفسير حركة الحسين (ع) ونهضته تبعا للنظرة إليه.

الأولى/ الأطروحة الأموية:
تبنى الإعلام الأموي عرض الحسين (ع) على أنه ثائر من أجل الملك مارق عن الدين وخارج على الخليفة الشرعي، وقد تبنّى بعض الكتّاب المعاصرين هذه الأطروحة نظير الشيخ الخضري ، قال :
(وعلى الجملة فإن الحسين أخطأ خطأً عظيماً في خروجه هذا الذي جرَّ على الأمة وبالَ الفُرقة والإختلاف وزعزع عماد إلفتِها إلى يومنا هذا).

الثانية/ الأطروحة العباسية:
تبنى الإعلام العباسي عرض الحسين (ع) على أنه ثائر من أجل الملك، وأنه كان من حقه الثورة وطلب الخلافة، غير أن تقديره للأمور لم يكن صحيحاً حين اختار الكوفة، رغم كثرة الناصحين له، وأن مسؤولية قتل الحسين (ع) تقع على ابن زياد والكوفيين من شيعة علي (ع)، وقد كرس أبو مخنف ونظراؤه من الرواة والمصنفين المعاصرين له رواياتهم لهذا التفسير، وقد تبنى أغلب المؤرخين الذين كتبوا التاريخ في العهد العباسي هذه النظرة كالطبري وغيره، وحذا حذوهم بعدهم آخرون كالذهبي وابن كثير وغيرهما من القدامى وكثير من المعاصرين.

الثالثة/ أطروحة الائمة من ذرية الحسين (ع):
عرض الأئمة (ع) الحسين (ع) على أنه وارث الأنبياء وإمام الهدى وحجة الله على خلقه، وأنه نهض لأجل هداية الناس بعد أن عمت ضلالة بني أمية التي تمثلت بتحريف الدين وطمس أحاديث النبي (ص) في أهل بيته (ع)، وعرض علي (ع) على انه رمز للفساد في الاسلام، وعرض بني أمية على انهم ائمة هدى وحجج الله على عباده.
وهذا التفسير للحركة الحسينية يجده الباحث واضحا جليا في تراث اهل البيت (ع).

💫 روى ابن قولويه بسنده عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال الصادق (ع): قل…
اللهم إني أَشهَدُ أن هذا قبرُ ابنِ حبيبِك وصَفوتِك من خلقِك،
وأنه الفائزُ بكرامتِك،
أكرمتَه بكتابِك،
وخصَصْتَه وائتمَنْتَه على وحيك،
وأعطيتَه مواريثَ الأنبياء،
وجعلته حجةً على خَلقِك،
فأعذَرَ في الدعاء وبذَل مُهجتَه فيك،
ليستنقذَ عبادَك من الضَّلالة والجهالة والعَمى والشَّكِ والإرتياب إلى باب الهدى .

_____
📚 من كتاب الإمام الحسين (ع) الظلامة الفاتحة الهادية للعلّامة المحقق السيد سامي البدري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى