أحدث الأخبارفلسطين

الأمة ما بين حريق الأقصى وحرائق التطبيع وما بين ذكري الهجرة واستشهاد القادة .

مجلة تحليلات العصر الدولية

✏د صالح الهمص

ليس في هذا الكون شيء صدفة فكل ما يجري هو بتقادير الله عز وجل ولعل الحدث الأبرز في هذه الأيام هو ذكري حريق الأقصى في 21\8 واستشهاد القادة العطار وأبو شمالة وبرهوم في ٢٣/٨ وما بين الحريق الإماراتي المفتعل في التطبيع الكامل مع دولة الكيان وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة لتكون ثالث دولة عربية تقوم بهذا الامر وبالتأكيد لن تكون الأخيرة في ظل حالة الهوان والذل التي نعيشها في ظل هذه الأنظمة العميلة
كان حريق الأقصى الاختبار الأول لكرة فعل العالم العربي والإسلامي والذي قامت به دولة الكيان بعد احتلالها بقية أراضي فلسطين التاريخية عام ١٩٦٧ يومها صرحت غولدا مائير تصريحها الشهير ( ان هذا اليوم كان في بدايته الأتعس في حياتها لما خشيته من ردة الفعل من الحريق وانه في نهايته كان الأسعد لانها لم تر أي ردة فعل الحريق سوي عبارات الشجب والاستنكار ) ولم يتمخض الجبل العربي الا بولادة فأر سمي بعد ذلك بمنظمة المؤتمر الاسلامي ووصل الانحدار بالقائمين علي هذه المنظمة الي تغيير الاسم فأصبحت رابطة العالم الإسلامي والتي قام امينها العام بالصلاة في معسكر الاعتقال النازي في هولندا وكأن الرسالة ان هذه الصلاة هي تكفير لنا كأنظمة عن ردة الفعل تجاه حريق الأقصى وان صلاة في المعسكر هي بداية لتتويج عهد جديد مع دولة الكيان
هذا العهد الذي افتتحته باتفاقية السلام والتطبيع الكامل مع دولة الكيان والتي من ضمن نصوصها حرية الوصول لاتباع الديانات الثلاث حسب الاتفاقية للصلاة في المسجد الأقصى وهو ما يعني بالإقرار الكامل لكافة الإجراءات التي تقوم بها دولة الكيان من تغيير المعالم والاستيلاء علي حائط البراق وإقامة الصلوات التلمودية داخل باحات الأقصى
ولأن الامة دوما تحتاج الي بقعة ضوء في نفقها المظلم حتي تصوب المسار كان استشهاد القادة الثلاثة بعد ذكري حريق الاقصى بيومين ليؤكد ان طريق ذات الشوكة وطريق الجهاد والمقاومة لدحر هذا المحتل هي الطريق الأصوب والاقدر لارجاع هذه الحقوق وان بالون يطلق من غزة لهو اكثر ازعاجا لهذا المحتل من أساطيل الطائرات الحربية والتي لم تستخدم الا لضرب هذه الشعوب المنكوبة بحكامها
تأتي ذكري الهجرة النبوية الشريفة لتتوج هذه الأحداث كلها ولتؤكد علي طبيعة الصراع مع العدو اولا ومع العرب المتصهينين والمنافقين ثانيا
لتؤكد علي ان الصراع عقدي وانه صراع بين حق وباطل وأن أصحاب الحق قد يدفعون الثمن مؤقتا من الحصار والأبعاد والتضييق ولكنهم في نهاية الأمر هم المنتصرون
فصبرا اهل فلسطين وصبرا اهل غزة فإنكم بإذن الله ينتصرون رغم المعاناة في هذا الصيف اللاهب وان الطريق الذي اختطه القادة الثلاثة لهو الطريق نحو الوصول الي الاقصى مرة اخري
يسالونك متي هو قل عسى ان يكون قريبا باذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى