أحدث الأخبارالثقافة

الأنا الأعلى وأثره على واقع الأمة

مجلة تحليلات العصر الدولية - منتصر الجلي

ما أسوأ الإنسان حين يخرُج عن منطق الإنسانية والفطرة والحقيقة ؛وما أسوأُه وهو يخطوا على طريق الشيطان شعر بذلك أم لم يشعر ‼️
قد جعل الله في البشرية فطرة الحقيقة وصبغها بالدين والتوجه للتوجيهات الربانية والإرشاد الحكيم في كتبه وآياته .

ولكن من المخجلِ أن تطرأ عيوب شوهّا ذات سُفوح عوجاء بذرتَها الحضارةُ العمياء اليوم، التشبع بنظريات ( الأنا الأعلى) الذي سخِط بكل جميل ومبدأ لدى الإنسان خصوصا في عصر الواقع ، لم تترك الثقافة المُكتسبة أي سماحة للإنسان بل جعلته يعيش متاهت الأقاويل المُنخرِطة في غموض الهوى ،عبر وسائل العالم المسموعة والمقرؤة والمرئية والتقنين حول النظرية الوضعية للإنسان المُخاطب بالتكليف القرآني في كتاب الله.

المُمعِن في عالم العلم ونبوغ المعرفة التي لم تُقيَّد بالمسؤولية والتفهم الصحيح لمعاني التكليف للإنسان العربي على وجه الأخص جعله على حالة من التيهِ الذي غيّر مُدرك ماهيّاتِ المعرفة التي يحملها وما مصيرها وما الدلالات التي يمكن من خلالها يحكم بنفاذ ذلك العلم للحقيقة العظيمة التي أرادها الخالق العظيم.
إن فصل الرُّوح وعرفانها الإلهي عن ضوابط الطريق واستقامة المصير والتوجه يؤدي للتأرجح الداخلي للشخص بين المفاهيم الميتافيزقية للعلوم المتناثرة على حسب قوالبها المختلفة. المقدمة فيها .
“إن الأنا الأعلى ” والأنانية العلمية جعلت من المستشرف للمستقبل العلمي العربي في واقع دولنا العربية والمسلمة في بُعد عن الواقع الصحيح الذي يعيشه المواطن العربي في أيُّ دولة كان، ليحول من إنسان فردي إلى نوازع وأهواء مُتباينة حسب جغرافية العقل للحاكم العربي.
إذ تجد التبرير والتأويل والفتوى والتصحيح والتأييدُ لكلِ مايصدرُ عن بلاط الحاكم سواء كان جمهورياً أو ملكياً بعد أن غابت الحكومة العادلة التي أرادها الله.

إن التفنن والتبعية والخوض المدمج في قالب السلطان من ذوي الألسُن والإعلام والساسة والدين وشرائح الفكر جعلت مردام الباطل يسود على الحق في كوكبنا العربي الإسلامي .

فالشهرة والمال والأخذ والرد أصبح ديدن العقول بعض العربية في أغلب الدول إلا من استنار بنور الله ووجه الحقيقة في عالم الذات والسمو الروحي واللسان الصادق.
إن الخوض المعرفي غير مُمانع ولكن في إطار الشمولية الواقعية لِماتمرُّ به الأمة ومسايرة الأحداث بوجهها الصحيح بغير مداهنة أو رياء، فالعالم من حول جغرافيتنا العربية لم ينموا من وجود خوارق أو شخوص هي معجزة ، لا بل اتسق مع الوحدة المعرفية ومتطلب الواقع والإخلاص للوطن والظفر بوجه الحقيقة ، والشعور المطلق بأهمية خدمة أبناء جنسهم ومجتمعهم على مستوى فرد ودولة.
المحاكاة للفرضية العربية نجد النزاع المفعم بالمشوِّهات والهوامش العريضة التي لايتفق عليها مجتمع عربي مُسلِم بسبب الثقافات التي حكمت وسادت وغيّرت في صلاحيات كل شيئ في المجتمع على مستويات

أولأ الشعب :
أصبح ينظر للرئيس أو الأمير أنه في موقع القرار النافذ والصواب الحتمي دون تعديل للخطأ أو تصويب للقرار ، فضُربت الشعوب بالصمت فساد الغرب ونام السُّلطان وهُلكت الشّعوب.

ثانيا السلطان والحاكم:
وجد الحاكم العربي فوبيا الخوف تُسيّطِرُ على رقعة شعبه وأنه في حماية رجال الدين والنظريات الدينية التي عبَّدت الشعوب للحاكم والخروج عنه يُعدّ جريمة دينية قبل أن تكون مظلوميةوبذلك ضمن بقاء الكرسي والعرش والمنصب.

ثالثا رجالات الدين والنُخب :
طبقة ضمن المجتمع ولكن لها حديقتها الخاصة محاذية قصر الأمير والحاكم ، فالمال يصنع متغيرات المراحل ولو بأسم الدين ،أما رجل العلم الأكاديمي فلديه الرؤيا المتزمته مواكبة الآخر ولو على حساب الشعب ولو الولوج في باطل المهم يرى ملامح الحرب الناعمة والتشدد السياسي والقتل والإبادة فلا يضره ذلك دام هو في مرتكز الإعلام .
وفي أجواء من التمحور الأّمسؤول لدى البعض من نُخب الأمة ومثقفُوها ورجال دينها ومراكز الرأي الدينية جعل الحُكم بالغيب والحُكم بالباطل على الآخر يسود المرحلة .

الأحداث التي تُوجد ووجدت على الساحة العالمية غربلت الناس إلى فريقين أو معسكرين_معسكر يقوده الاستكبار العالمي بزعامة _ أُمُّ الإرهاب أمريكا _ وآخر يتجذر من نبع المعاناة العربية بعيدا عن قرارات الحكام وتشوهات السلطة، معسكر ” محور المقاومة” الذي يقوده قادة الأُمةالحقيقيون الذين يمثلون الدور السامي في ألفية اليوم ، مجانبين للحزبية أو المكون أوتعددية الرأي واختلاف المذهب، المهم التوحد تحت رأية الدفاع عن الأمة ومقدساتها الدينية ورموزها وثوابت البقاء لديها، من ذلك نرى التأثير الكبير لها في الساحة مرورا بالدولة الإيرانية و الحشد الشعبي وأنصارالله وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية وغيرها من شعبةالمحور الوطني والجغرافي والديني للأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى