أحدث الأخبارشؤون امريكية

الأهداف الصهيونية على طبق من (عرب )

مجلة تحليلات العصر الدولية - بلقيس علي السلطان

الصهيونية حركة خبيثة يقودها ثلة من أشرار العالم الذين كرسوا جهودهم وحياتهم لتدمير البشرية والسيطرة على العالم ، ووضعوا لهم أهداف تعرف ببروتوكولات حكماء صهيون يتولون تحقيقها في العالم وهي قابلة للتجديد والتطوير وفقاً لما يقتضيه الزمان والمكان ، فكان من أهدافهم السيطرة على ثروات العالم وإشاعة التنازع والتناحر في العالم ، وخلق معسكرات متعادية ، ودعمها وإشعال فتيل النزاع فيما بينها ليتسنى لهم تحقيق أهدافهم في العالم ، وما أن وطأت أقدامهم على أرض فلسطين _ والتي كانوا يسمونها بأرضهم الموعودة _ حتى بدأت تجني ثمار مخططاتها التي صاغتها بمنتهى الذكاء والخبث ، وهنا بدأت أهداف أخرى تصاغ ومنها تمديد نفوذ دولتهم والمحافظة على أمنهم في المنطقة ، وبما أن الدول العربية هي من تحيط بها فكان لا بد لها أن تحظى بالنصيب الأوفر من الخطط والأهداف ، فالدول العربية تمتلك موقعاً جغرافياً هاماً ولها ممرات مائية استراتيجية وحيوية ، ولها ثروات طبيعية هائلة يجب الاستفادة منها وتسخيرها لصالح الصهيونية العالمية ، ولتحقيق كل تلك الأطماع ادركوا أنه لا بد من التحكم في كراسي السلطة الحاكمة في الدول العربية ومن يرفض منهم الخضوع للوصاية الصهيونية يكون مصيره الفناء والقتل .

بدأ الصهاينة في تنفيذ خططهم بالتحكم بالدول العربية من خلال قاداتها من ملوك وامراء ورؤساء ، فزرعت بني سعود في قلب نجد والحجاز وفي أهم الأماكن قداسة للمسلمين ، ومسحت غبار الصحراء عن بوادي صحراوية وساعدت في استخراج ثرواتها واعمارها فكانت قطر والبحرين والإمارات والكويت ، وبالتالي بات من الضرورة بناء قواعد عسكرية تحت مسمى الحماية وبغطاء أمريكي ، أما العراق والذي بدأ يشهد نهضة اقتصادية وعمرانية كبيرة كان لا بد من كبح جماحه وإيقاف عجلة نموه ، وسلب ثرواته فأشعلت فتيل النزاع بينه وبين إيران ، ثم الحرب مع الكويت وأخيراً الحرب المباشرة مع أمريكا واحتلالها وسفك دماء شعبها وسلب ثرواتها ، وهنا حققت الجزء الأكبر من هدفها في العراق ، وأما دول الجوار فقد شنت حرباً ضدها واحتلت جنوب لبنان وسيطرت على الجولان السورية وسيناء المصرية وأجزاء من الأردن ، وخلال مفاوضات سرية تم الانسحاب من سيناء مقابل التطبيع مع مصر وكذلك الحال مع الأردن وكان لا بد لسوريا من الحرب والدمار ، وكذلك في لبنان ، وأما اليمن وبعد قتل إمامها المتوكلي الذي كان يستحيل أن يرضخ للهيمنة الصهيونية ، ثم القضاء على الرؤساء الذين تولوا زمام السلطة في اليمن والذين لم يرضخوا للمطالب الصهيونية ، حتى تولى السلطة فيها من دان بالولاء المطلق للهيمنة الصهيونية وهو الرئيس الهالك علي عبدالله صالح وضع الصهاينة رحال خططهم في اليمن ، وكذلك الحال في المنطقة العربية بكلها .

لقد ظن الصهاينة أن عجلة خططهم تسير كما تم التخطيط له ، وبأنها أصبحت دولة نووية قوية لها نفوذها وعملاءها في المنطقة ، حتى انبثق صوت حر من مران فطن بجميع خططهم وخطرهم على الإسلام والأمة تحت المظلة الأمريكية ، عندها استنهضت جهودها لاسكات ذلك الصوت قبل أن يصل صداه ليفيق من غفل وضاع في دوامة الصراع الذي خلقه الصهاينة ، لكن هذا الصوت أصبح أصواتاً ، بل وتحول إلى صرخات تجئر بالموت لإسرائيل ولإداتها أمريكا ، فكان لا بد لهم من أن يستنهضوا حلفائهم وعملائهم في المنطقة لتلافي الخطر المحدق بهم ، فشنوا حرباً كونية خبيثة على اليمن غير آبهين بطفل او امرأة ، بشجر أو حجر ، المهم هو إسكات صوت الحرية والاستقلال قبل أن يصل صداه إلى بقية الدول وتحت مبرر الخطر الإيراني على المنطقة .

بعد مرور مايقارب الستة أعوام على الحرب التي قادتها أمريكا وإسرائيل وبرعاية حلفائها في المنطقة ، وبعد الانتصارات المتلاحقة لانصار الله في اليمن ، وفشل الحلفاء في تحقيق أهدافهم من هذه الحرب، وكذلك كشف الستار عن حقيقة العلاقة السابقة بين صالح والصهاينة والأمريكان ، كان لا بد من إشهار الكرت السري وهو إعلان الدول المتحالفة على اليمن التطبيع العلني مع إسرائيل تحت مبرر حمايتهم وحماية عروشهم من التمدد الإيراني الحوثي كما يزعمون ، فسارعت مملكة الزجاج لإعلان التطبيع وتبعتها دويلة البحرين ومن ثم عسكر السودان بعد أن تم تهيئة الساحة السودانية وامتصاص ثورتهم وتحويل مسارها لصالحهم ، حتى أتى الدور على دولة أخرى من دول تحاف الحرب على اليمن وهي المغرب ومازالت بقية الدول تأخذ نصيبها من الصفع والركل لكي تخرج معلنة التطبيع علانية ، وبهذا يقدم حكام العرب الأهداف الصهيونية لقادات الحركة على طبق من عرب ، مكلل بدماء أطفال سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا ، ويزدان بجزيرة سقطرة وباب المندب ، ويحفه الثروات العربية من نفط وغاز ….وغيره ، وكذلك استباحة أجواء الاماكن المقدسة في مكة والمدينة ،
فهل سيقف اللعاب الصهيوني السائل على الدول العربية عند هذا الحد ؟
أم مايزالون يخفون في بروتوكولاتهم المزيد من الخطط والاهداف ، الأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد عن خططهم وأهدافهم ، التي تجبرهم على كشفها تقدمات وانتصارات الأحرار في الجبهات وبتكاتف جبهات المقاومة الرافضة للتواجد الصهيوني في المنطقة وفي العالم ككل ، وطالما نمت صرخات الموت لإسرائيل وتمدد صداها فسوف تثمر نصراً وعزاً على مكرهم وخبثهم ، وستبقى العزة لله ولرسوله وللمؤمنيين ، والعاقبة للمتقين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى