أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الأونروا والمسؤولية عن سكان حي الشيخ جراح

مجلة تحليلات العصر الدولية

لمن لا يعلم فان حي الشيخ جراح بالقدس أنشئ العام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة “أونروا” والحكومة الأردنيّة.
استوعب الحي 28 عائلة فلسطينيّة هجرت من أراضيها المحتلة ابتن النكبة 1948.
يسعى الاحتلال لتهجير قرابة 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي، وهذه المنازل مهدّدة بالاستيلاء على أيدي جمعيات استيطانيّة بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، والتي أصدرت مؤخراً قراراً بحق سبعة عائلات.
تتحمل كل من السلطة الفلسطينيّة والحكومة الأردنيّة ووكالة “أونروا” والمجتمع الدولي المسؤولية عن حي الشيخ جراح، فالتنكر لحقوقهم وعدم نصرتهم هو في الحقيقة مشاركة للانتهاكات الصهيونيّة بحقهم.
يقع على عاتق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” مسؤولية قانونية تجاه أهالي حي الشيخ جراح كونهم لاجئين، وذلك بموجب الاتفاق بين الأردن ووكالة “أونروا”، إبّان فترة إدارة الأردن للضفة الغربية وكذلك مدينة القدس حتى عام 1967، حيث تثبت الوثائق تثبت ملكيّة سكان الحي الجراح لعقاراتهم.
التحرّك القانوني الجاد من طرف السلطة الفلسطينية والأردن والأونروا، من شأنه أن يوقف إخلاء سكّان حي الشيخ الجراح من منازلهم وعقاراتهم التي يتهددها الترحيل القسري من طرف سلطات الاحتلال.
عدم توظيف السلطة الفلسطينية للوثائق التاريخيّة- مراسلات وعقود إيجار وحدات سكنيّة تعود لأهالي حي الشيخ جرّاح بمدينة القدس، والتي يسعى الاحتلال لإخراجهم منها عبر قرارات إخلاء لا تستند لوثائق- والتي أعلن الأردن أنّه سلّمها للسلطة الفلسطينيّة في الحادي والعشرين من شهر أبريل/ نيسان الماضي جريمة وطنية ينبغي عدم السكوت عليها.

المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز، قال في تصريحات سابقة إنّ سجلات المملكة الرسميّة والعائدة لوزارة الإنشاء والتعمير سابقاً، بيّنت بعد البحث الدقيق والمطوّل، إبرام عقود تأجير وحدات سكنيّة لعدد من أهالي الشيخ جراح في عام 1956، لافتاً إلى أنّه جرى في عام 2019 وفي هذا العام تسليم السفارة الفلسطينيّة في عمَّان، بناءً على طلب من الجانب الفلسطيني، نسخ مصدقة من كافة الوثائق التي تم العثور عليها.
الوثائق عبارة عن عقود إيجار ومراسلات وسجلات وكشوفات بأسماء المستأجرين، وتم تسليم السفارة الفلسطينية في الأردن نسخة مصدّقة من الاتفاقية بين وزارة الإنشاء والتعمير ووكالة “أونروا” عام 1954، فيما عملية البحث مستمرة لوثائق تعود لأكثر من 60 عاماً.
ما دام الأمر كذلك فلماذا تدير السلطة ظهرها لسكان حي الشيخ جراح، الأمر الذي يثير الشكوك حول كون السلطة شريك في المؤامرة على إخلاء حي الشيخ جراح من اصحابه الفلسطينيين!!.
ما دام الأمر كذلك فما سر صمت الأونروا كمنظمة دولية ذات بعد أممي مؤثر عن نكبة حي الشيخ جراح!!.
الغريب في الأمر أن المؤسسات المعنية باللاجئين الفلسطينيين وعلى رأسها دائرة اللاجئين في منظمة التحرير، التي تكرر ليل نهار انها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بلعت لسانها، والتزمت الصمت عن نكبة اللاجئين في حي الشيخ جراح في القدس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى