أحدث الأخبارايرانشؤون امريكية

الإتفاق النووي مع إيران “حاجة” أميركيّة -أوروبيّة..

مريم نسر
كتّاب الديار

العصر*بالتوزاي مع الترسيم البحري مع لبنان إنشغل الإعلام الإسرائيلي بالملف النووي الإيراني التي توحي المعطيات بقرب توقيعه.

الضجيج الإسرائيلي يندرج في سياق العرقلة ما قبل الاتفاق أو التشويش على الإتفاق كحدٍ أقصى، حيث أن الأميركي يعلم حدود تعاطي وقدرة الإدارة السياسية هناك والتي باتت هزيلة وضعيفة، تماماً كتلك الموجودة في المملكة العربية السعودية حيث يجمعهما الموقف من الإتفاق، وبما أنهما يعلمان أن الأميركي ذاهب الى الاتفاق وهذا ما تبيّن خلال زيارة بايدن الأخيرة الى المنطقة اعتمد الطرفان سياستين مختلفتين، فالإسرائيلي برفع صوته يريد إيصال رسالة للدول العربية وتحديداً دول التطبيع وليس للأميركي على خلفية الموقف من ايران أما دول الخليج وتحديداً السعودية والإمارات ذهبا أكثر باتجاه ايران والتحاور معها.



أما فيما يتعلّق بالإتفاق النووي وإمكانية قرب توقيعه وشروط كل من الأميركي والإيراني، فالرئيس الأميركي جو بايدن ليس قادراً على إعطاء ضمانات للجمهورية الإسلامية باستمرار الإتفاق بعد انتهاء ولايته لأن هذا الأمر مرتبط بالكونغرس بشكل مباشر لكن هذه المرة بحال الإنسحاب من الاتفاق، هل ستستطيع أوروبا الإلتزام بالقرار الأميركي خاصة بعد الحرب الروسية-الأوكرانية، فخسائر الإنسحاب الأول يفوق قدرتها بالوقت الحالي خاصة وأن العلاقة مع ايران باتت حاجة أوروبية.

أما فيما يخص عقدة رفع العقوبات عن الحرس الثوري، فإن المَخرج الأميركي سيكون برفع العقوبات عن الشركات التي تتعامل مع الحرس وهذا ما تعتبره إيران تنازل أميركي مهم جداً.

أما العقدة الثالثة والتي يُعتقد أن من ورائها الإسرائيلي وبعض الدول الأوروبية هي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذهبت الى ايران ووجدت آثار يورانيوم في مواقع لم يُعلَن عنها فقاموا بفتح تحقيق بالحادث، الجمهورية الإسلامية تريد وقف التحقيق، والأميركي الذي سار فيه للحصول على مكاسب أكثر في الإتفاق معني أيضاً بإيجاد مَخرَج للوصول الى التوقيع.

فبعد عرض كيف يتم التعامل مع العِقَد يبدو أن الأمور باتت محصورة بالعقوبات والتعويض عن النفط الروسي من الناحية الأميركية أما من الناحية الإيرانية يبقى السؤال؟ هل ستذهب الجمهورية باتجاه تعويم السوق الأوروبية؟ الجواب المنطقي أنه لن يتم إلا ضمن اتفاق مع روسيا والصين.



أما عن الربط بين الإتفاق وملفات أخرى، فهناك تأكيد أن إنجاز الإتفاق ليس له علاقة بحلحلة بقية ملفات المنطقة كما يزعم البعض أو يأمل البعض، إلا أن تشابك الملفات من العالم الى المنطقة لا بدّ له أن ينعكس إيجاباً على بعضها كالملف اليمني بمعزل عن تفاصيل ومضمون الإتفاق النووي، فالظرف الدولي والإقليمي والوضع الجديد الذي نعيشه صحيح أنه يتحرّك بسلاسة لكنه يتحرّك بقوة أيضاً لمصلحة روسيا والصين وإيران ومحور المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى