أحدث الأخبارشؤون امريكية

الإدارة الأمريكية وسياسة المراوغة

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

مضت فترة الجمهوريين العنصريين بقيادة فظة غليظة أخرجت أمريكا من الساحة الدولية لأنها صارت تمارس العهر السياسي، والبلطجة، والسرقة، والنهب المعلن غير الخفي، وصار الرئيس الأمريكي قائد إمبراطورية الشَّر الأقوى في العالم وكأنه رئيس شركة استثمارية بالنسبة للبعض، ورئيس عصابة ومافيا عابرة للحدود والقارات بالنسبة للبعض الآخر، وأعلن ذلك الترامب بكل صلافة وجرأة وصلت حدَّ الوقاحة لا سيما في تعامله مع صبيان الأعراب في خليج الذهب الأسود (النفط)، والأبيض (الغاز)، حيث مارس سياسة الحَلب أو الحرب حتى آخر لحظة في حكمه البائس، وصدَّقه الأغبياء وسلموا له أنفسهم وبلادهم وأعطوه كل مدَّخراتهم.. ولما رأى أصحاب القرار في البيت الأسود ذلك وأنهم إذا استمرَّ الحال بالجمهوري العنصري الترامب بنفس السياسة ولمدة أربع سنوات أخرى فإنهم فعلاً سيخرجون من الساحة الدولة مفسحين المجال للصين الناهضة كالتنين، وروسيا المتربصة كالدب القطبي الجريح، وربما يخرجون من التاريخ أيضاً لأن محكمة التاريخ لا تنتظر ولا ترحم أحداً من المتخاذلين عن اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، فاتخذوا قراراً بإعادة الديمقراطيين إلى البيت الأسود والحكم لإعادة إمبراطورية الشر العالمي إلى الساحة السياسية الدولية من جديد، وتمثل ذلك بالرجل العجوز جوزف بايدن الصهيوني المخضرم بالسياسة الدولية منذ عهود سبقت وهو المضمون المأمون على الإرث التوراتي والحلم الصهيوني في فلسطين وقدسها الشريف.. فالذي يُراهن على الحكومة الديمقراطية ورأسها بايدن، هو كما راهن على الجمهوريين برأس ترامب تماماً لن يحصد إلا الخيبة، لأنهما وجهان لعملة واحدة، وحقيقتهما المرة تكمن ليس فيهما بل بالمنظومة والمؤسسة العالمية (الماسون) وإدارتها العالمية للفساد والدَّمار المنظَّم للعالم وقتل الشعوب واستباحتها لهم، فهم لا يملكون القرار كما يتصوَّر البعض، بل هم واجهة لتمرير القرارات وإبلاغها بالطرق الدبلوماسية المعروفة. فإمبراطورية الشر الأمريكية لا يحكمها أشخاص بل يحكمها منظومة متكاملة تُخطط على مستوى العالم أجمع، وتُحاول أن تأخذ محل رب العالمين فتقتل مَنْ تشاء، وتترك مَنْ تُريد، وتُخطط الآن لإبادة ثلث سكان العالم، وإفساد كل شيء فيه لتتحقق نبوءة التوراة ويظهر الماشيح (المسيح) كما يُريدون، والأمبراطورية الأمريكية هي وسيلتهم وقوتهم من أجل ذلك ولذا لن يسمحوا لترامب وأمثاله بتخريب كل ما فعلوه خلال آلاف السنين. وما نراه اليوم نسمعه من تصريحات من الإدارة الديمقراطية الجديدة هي مراوغات على كل الاتجاهات يُريدون أن يُلمِّعوا الصورة الأمريكية التي شوَّهها – أي أظهرها على حقيقتها – ترامب وإدارته العنصرية، وهي لن تحمل الجديد إلا بالطريقة والأسلوب فقط، والمخطط يسير بسهولة ودون أي تعقيدات تُذكر، فيُعطون الوعود ولا يُنفِّذون منها إلا ما يخدم الصهاينة اليهود. فلا تفرحوا بالقادم فماضيه قاتم فهو جزء لا يتجزأ من الحرب العالمية التي بدؤوها في بداية القرن هذا باحتلال العراق وتدميره، ثم طرحوا نظريتهم للمسألة في المنطقة (الفوضى الخلاقة)، التي تخلق أفضل الظروف لهم لتدمير البلاد العربية والإسلامية والسيطرة على مقدراتها، وقتل شعوبها لتسهيل بسط السيطرة الصهيونية عليها وتحقيق حلمها بدولة (من الفرات إلى النيل).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى