أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الإرهاب حُمَّى المُسْتَنقَعات

مجلة تحليلات العصر الدولية - حازم أحمد فضالة

الإرهاب يمتد بجذوره العفنة في العراق عميقًا، بأفكاره السود، وعقيدته المشوَّهة، وثقافته الدموية.
فمنذُ أنْ أباد آلُ أمية معسكرَ الإمام الحسين (ع)، ولم يُبقُوا منه إلا بضعة نفر، وبعدها تسلَّم راية الإبادة العبّاسيون؛ ظل إرهاب الدولة يتجذر ويتوالد، وصولًا إلى ابن الشيطان والجحيم (الطاغية المقبور صدام) الذي دعم التطرف الأموي والعباسي بنسخته المُطوَّرة بمدارسه وجوامعه وكتبه وأئمته.
إرهابُ صدام طحنَ الشيعةَ في العراق طحنًا، وفتح عليهم أبواب الجحيم في الحروب، والإعدامات، والحصارات، والتعذيب، والتشريد، ونهب أموالهم، ونكران أصولهم.

السعودية راعية الإرهاب في العراق

نعم، فتاوى تكفير الشيعة تتوالى من السعودية الوهابية، والدعم المالي لأئمة التكفير في العراق يفوق التصور؛ فهو لم يصنع الجامعات المتقدمة، ولا المدارس المتطورة، والمصانع… بل صنع أدمغةً تنتمي إلى زمن آل أمية والعباسيين القَتَلة؛ تستكمل القضاء على من نجا من معركة الطف، ومِن قبضة العباسيين السفّاحين.
ولأجل ذلك، كانت المدن العراقية التي تمتاز بنسبة عالية من تلك الأدمغة المعطلة على مرحلة تاريخية غابرة؛ كانت تضرب الجيش العراقي بالحجارة وتنعته بنعوت شتّى، نحو: الجيش الصفوي، جيش المالكي… حتى إذا وقفت (داعش) على أسوارها؛ رحَّبَت تلك الأدمغةُ الطاغيةُ على المدن (بداعش) أيّما ترحيب!.
لأنّ (داعش) كانت تمثل العودة المطلقة إلى تلك المِنطقة الزمنية الموغلة بالدم والأشلاء وصرخات الأطفال، وغضب الإله.
فاحتضنت تلك الأزقةُ والأحياءُ داعشَ بقيادة الأدمغة المتوحشة، المتعطشة للفتك والهتك وسفح الدم المُحرَّم!.

ازدياد صادرات الأسلحة في العالم بعد احتلال العراق 2003!

ذكرَ (معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام – سبيري) إنّ السعودية تصدرت القائمة باستيراد الأسلحة بصفتها أكثر دولة تستورد الأسلحة في العالم؛ إذْ تجاوزت السعوديةُ دولَ العالم بنسبة (11%)!
أميركا تتصدر المركز الأوَّل (لتصدير الأسلحة)، وتُسيطر على سوق تصدير الأسلحة لوحدها بنسبة (36%).
وما عليك إلا أنْ تعلم الآن مِنْ أين كُدِّسَتْ أطنان الأسلحة في مخازن السعودية؛ التي رمتها على رأس العراقيين واليمنيين والسوريين… !

يؤكِّد بيتر وايزمان (الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام – سبيري) قائلًا:
«إنّ نصف صادرات أميركا من الأسلحة للعالم تُصَدَّر للشرق الأوسط [غرب آسيا]، وإنَّ نصف هذه الكمية تذهب إلى (السعودية!) وإنّ مبيعات الأسلحة وصادراتها في العالم قد زادت منذ عام (2003) بنسبة (5.5%)»
فالمعهد يؤكّد ارتفاع الزيادة مع تاريخ احتلال العراق من قبل أميركا، وبداية زجّ شِرذمة الإرهاب الأميركي عن طريق وكلائه الخليجيين!
ويقول وايزمان:
«وقد زادت واردات دول الشرق الأوسط [غرب آسيا] بنسبة (61%) خلال تلك الفترة، وشكلت (35%) من إجمالي الواردات العالمية للأسلحة خلال السنوات الخمس الأخيرة».
وباتت السعودية المستورد الأول للأسلحة في العالم؛ متقدمة على الهند مع زيادة في الكميات بلغت نسبتها (130%)!
وتُعَدُّ أميركا (المزود الأول للسعودية) مع (73%) من واردات هذا البلد، تليها بريطانيا مع (13%)!

أميركا الدولة التي ترعى رُعاةَ الإرهاب العالمي

هذه هي أميركا في حقيقتها، داعمة أصيلة للسعودية الوهابية، ومِنْ ثَمَّ لحواضن الإرهاب في غربي وشمالي العراق.
«قد يتحرك السعوديون بسبب عودة النفوذ الإيراني؛ من خلال دعم الجماعات والقبائل السنية بالتمويل أو بالأسلحة للدفاع عن أنفسهم… »
هذا ما نشرته (مجلة فورن بوليسي – Foreign Policy) في مقال تحت عنوان:
(الانهيار الاقتصادي للعراق يمكن أنْ يكون أول مشكلات السياسة الخارجية لبايدن)
للكاتبين: كينيث م. بولاك، فرهاد علاء الدين
بتاريخ: 14-كانون الأول-2020.

تحريضٌ أميركي للسعودية أنْ تُحرِك تلك المستنقعات الآسنة الراكدة؛ بصفتها الحواضن المناسبة التي تعجُّ بحمّى المستنقعات، نعم فهي لا يليق بها تسمية (منابع الإرهاب)، هي حُمَّى المستنقعات، لأنّ المنابع لا تتَّسِق وصفًا مع الخبيث والنَّتِن، لكن حُمَّى المستنقعات هي الوصف الأشدُّ اتِّساقًا وملاءمة أكثر مِنْ أي وصفٍ آخر بين الإرهاب والخُبث، ذلك لأنها تعني (الملاريا) نعم، حُمَّى المستنقعات ناتجة عن (الملاريا)، والعراق لا بُدَّ أنْ يُجفِّف تلك المستنقعات للقضاء على الملاريا النازحة منها.

والحمد لله رَبِّ العالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى