أحدث الأخبارفلسطين

الإشتباك الثقافي بين العرب ومستدمرة إسرائيل الخزرية

مجلة تحليلات العصر الدولية

أسعد العزوني
كعادتهم فإن العرب يبادرون إل رفع الراية البيضاء في حال كانت المواجهة مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،ومن أي نوع كان،وهذا ما حصل في حالة الإشتباك الثقافي،إذ لم يبد العرب أدنى إهتمام بالثقافة وبالمثقفين ،وإعتبروا الكتابة فعلا خارجا عن موضوعهم .
بينما نجد العكس في المستدمرة الخزرية في فلسطين ،التي ما ان يصدر كتاب في تل الربيع “تل أبيب”،إلا وتصدر معه بنفس اليوم ترجمات عدة باللغات العالمية هنا وهناك ،ويدفعون مئات الملايين من الدولارات للمترجمين الأغيار.
قال الثعلب الماكر صديق الحكام العرب صاحب مشروع وكتاب الشرق الأوسط الجديد شيمون بيريز ذات هرطقة ،ان مستدمرة إسرائيل عبارة عن إمبراطورية عسكرية ،وانهم يسعون لبناء إمبراطورية ثقافية تواكب تفوقهم العسكري.
هنا تكمن المفارقة العجيبة وهي اننا نحارب الثقافة والمثقفين ونحن أصحاب اللغة والأدب ،بينما هم الضالعون في تزوير وجودهم ،يتركون الصف الأول لجلوس المثقفين جنبا إلى جنب مع العسكريين المنتصرين ،مع انهم يعرفون جيدا كيف يحققون إنتصاراتهم.
الوضع في فلسطين مختلف عما هو سائد في الدول العربية ،رغم ان أول جريمة إرتكبتها العصابات الصهيونية بعد تمكينها من إقامة المستدمرة عام 1948 بمساعدة من جيش الإنقاذ العربي،هي شن حرب ثقافية شعواء على الصامدين الفلسطينيين ،وبحسب شهادة المبدع الفلسطيني الأديب محمد علي طه ، من خلال إلغاء الحرف العربي أولا والإدعاء بأن غالبية الأكلات الشعبية الفلسطينية مثل الحمص والفلافل والمجدرة ،هي أكلات يهودية قديمة .
ولا ننسى انهم صادروا الثوب الفلاحي الفلسطيني المطرز،وألبسوه لمضيفات طيران شركة “العال” الإسرائيلية ،والترويج بأنه ثوب يهودي قديم إستولى عليه العرب،وما نلحظه انهم ومن أجل تثبيت إدعاءاتهم بانهم مروا من أرضنا يحاولون إستغلال القفاة كغطاء لكذبهم المتواصل،رغم انهم فشلوا ومنذ ما يربو على قرن في العثور ولو على “شحفة “فخار تقول انهم مكثوا في أرضنا بمعنى الوجود وليس العبور ،مع انهم مارسوا الحفريات بالوكالة في القدس على وجه الخصوص بحجة البحث عن المياه ،ومارسوها بأيديهم بعد عدوان حزيران 1967 ،ونحن نمحو كل أثر لنا ،وأوله ثقافة المقاومة.
ثقافتنا العربية متجذرة ولذلك لا نخاف عليها ،ولكن ثقافة هؤلاء المستدمرين تشبه الشعر المستعار ولن تدوم ،فهم لا ثقافة لديهم تخصهم سوى الثقافة الإرهابية التي يتضمنها تلمود بابل الذي يقطر إرهابا وشرا وتمييزا عنصريا،كما أنهم لا يمتلكون لغة خاصة بهم ،لأن العبرية عبارة عن مركب لغات مسروقة من العربية والفارسية والآرامية والتركية والفارسية وغير ذلك.
مطلوب منا تجسيد ثقافة المقاومة ،ما دام الأمر وصل عندنا حد إلغاء الرصاص والمقاومة الفعلية ،لمواجهة هؤلاء السراق واللصوص المزورون لكل شيء ،والذين خدعوا الجميع حتى اليهود البسطاء لم يسلموا من خديعتهم بقولهم ان فلسطين أرض بلا شعب ،وان العرب لا يريدون بقاء اليهود يعيشون بينهم في الدول العربية، ولذلك قاموا بقتلهم وحرق محلاتهم وبيوتهم ،علما بأن الحركة الصهيونية هي التي إرتكبت كل تلك الجرائم.
صحيح ان النكبة الفلسطينية مؤلمة لكنها أنتجب القضية الفلسطينية ،ومنها إنبثقت ثقافة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات،ورأينا أدب المقاومة الذي أشعل على يد رواده ممن صمدوا في أراضيهم عام 1948 مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وآخرين.
كما ان الإحتلال انتج لنا ادب الصمود وأدب المعتقلات والتشبث بحيثيات المكان في فلسطين ،وكذلك التركيز على أسماء النباتات الشعبية مثل الزعتر والميرمية وهذه الأمور بمجملها ثقافة بحتة.
لكل فلسطيني في الداخل قصة تروى ،وهناك مخزون هائل من الفعل الثقافي في هذا المجال،كما ان لكل فلسطيني يعيش في الشتات قصص تروى أيضا وتتعلق بالمعاناة والحنين والمقاومة والمخيم.
المقاومة الثقافية هي الأهم في القضية الفلسطينية وهي التي حمت الشعب الفلسطيني من الإندثار ،مع ان صهاينة العرب الخيبريين يحاولون كثيرا،ولا ننسى ان الفلسطينيين في الشتات تمسكوا بتراثهم وتقاليدهم من خلال الأعراس الفلسطينية والحداء والزجل الشعبي .
نحن مطمئنون لثقافتنا المتجذرة كجذور الزعتر والزيتون والميرمية ،ولهذا فإننا أيضا مطمئنون على بقائنا خارج إطار الفناء وسنعود يوما بإذن الله ،بينما المستدمرون الصهاينة وفي مقدمتهم دهاقنتهم امثال بن غوريون والنتن ياهو أبدو ويبدون قلقهم على مصير المستدمرة ،ونحن على يقين انهم زائلون زائلون زائلون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى