أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الإقتصاد مقابل الأمن.. المقاومة في غزة إلى أين؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

منذ فرض الحصار الإسرائيلي على غزة بعد مشاركة حماس ،في إنتخابات السلطة المنبثقة عن إتفاقيات أوسلو سيئة السمعة والصيت عام 2007،ونحن نعيش تطورات دراماتيكية يتحفنا بها الإسلام السياسي ممثلا بحركة حماس ،التي أنشئت أواخر ثمانينيات القرن المنصرم لتكون بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية،وأن تحظى بتمثيل الشعب الفلسطيني ،ولكن الهالك شيمون بيريز رفض عرض القائد الحمساوي خالد مشعل،بمنح حركة حماس صك تمثيل الشعب الفلسطيني مقابل الإعتراف بإسرائيل،وكان رفض بيريز لذلك العرض التاريخ مستندا إلى التوراة التي تحذر يهود من السلم مع الآخرين ،حتى لا يضطرون إلى البحث عن عدو داخلي وإشعال حرب أهلية في ما بينهم ،كون الدم اليهودي محرما على اليهودي،وكان الهالك شارون قد أمر بتصفية مؤسس حماس الشيخ أحمد يسن ،بعد تصريح درامي له قال فيه أنه يقبل بهدنة طويلة الأمد مع مستدمرة الخزر!!!!
نجم عن ذلك الحصار المستمر حتى يومنا هذا إختزال البعض لقضية فلسطين، من قضية مقدسة إلى حالة جوع ورغيف خبز إلى غزة،متذرعين بطبيعة الحال بالحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع ،رغم أن أهل القطاع إنفتحوا على العالم الخارجي من خلال الأنفاق،علاوة على الدعم السخي الذي كان يصل حماس من هنا وهناك،ولكنه وعلى ما يبدو ضلّ طريقه إلى الشعب وإستقر في جيوب القادة وفي حسابات أبنائهم وبناتهم.
الغريب في الأمر أننا كنا بين الفينة والأخرى ،نعيش مواجهات حادة وربما مرسومة ومتفق عليها بين المقاومة والإحتلال ،وكانت المقاومة ممثلة بحماس تخرج منتصرة أمام الرأي العام ،رغم حجم القتل والدمار والتشريد الذي لم يطل قادة حماس أو أي من أبنائهم لسبب لا نعرفه،وآخر المواجهات وقعت في شهر أيار الماضي وإستمرت عشرة أيام حسوما ،رأينا فيها مصير مستدمرة الخز،ولكن حماس ولحاجة في نفس يعقوب قضاها ،أبرمت إتفاقا سريا مجانيا مع الإحتلال ،تبين أنه ينص على السماح لحماس بحكم قطاع غزة رسميا،لكن هذا الإحتلال أبلغ هنية إبان رحلته إلى المغرب وهبوطه سرا في إستانبول ،أنهم غيروا صيغة الإتفاق ،وقرروا أن يكون الجاسوس دحلان رئيسا لغزة ،في حين يكون هنية رئيسا لوزرائه.
آخر ما تمخضت عنه العلاقات السرية بين حماس والإحتلال هو طرح شعار خادع “الإقتصاد مقابل الأمن”،بمعنى أن الإحتلال سيوفر حياة كريمة للغزيين من خلال سماحه لهم بالعمل في مصانعه ومزارعه،مقابل توفير حماس الأمن لمستدمرة إسرائيل ،وهذا بطبيعة الحال يتطلب قيام حماس بالضغط على فصائل المقاومة الأخرى ومنعهم من المقاومة،وهذه وأيم الله جريمة أكبر من جرائم قادة سلطة اوسلو القابعين في رام الله،والذين إختطفوا الضفة الفلسطينية مع المستدمرين اليهود ،وخنقوها ومارسوا التنسيق الأمني مع الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
هذا الشعار في حال تنفيذه،يضع مصير المقاومة في غزة في مهب الريح ،وتقع المسؤولية الكبرى هنا على حركة حماس ،كونها صادرت قرار الجميع ،وسارت على نهج قيادة منظمة التحرير،ومع ذلك لن نبريء الآخرين من المسؤولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى