أحدث الأخبارالسعودية

الإمارات والسعودية إحتلتا اليمن وخاصة جزيرتي سقطرى وميون خدمة مجانية للعدو الصهيوني

مجلة تحليلات العصر الدولية

عدنان علامه

إن أطماع الكيان الصهيوني لا حدود له. وهو منذ أوائل ستينات القرن الماضي يخطط لتأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.ولكنه واجه ثلاث عقبات:-
1- مضيق تيران.
2- مضيق باب المندب
3- جزيرة سقطرى

1- كان مضيق تيران يشكل عقبة كبيرة لحرية ملاحة السفن المتوجهة إلى والمغادرة من موانئ الكيان الغاصب لخضوع المضيق للسيادة المصرية الكاملة. فجزيرتي تيران وصنافير جزيرتين مصريتين، وبالتالي تُخضع السلطات المصرية كل سفينة للتفتيش الدقيق. فتابع الكيان الغاصب منذ نشأته جعل هذا المضيق مياهاً دولية. وقد أثمرت الجهود المضنية بعد عدة عقود من خلال نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وقد صادق الرئيس المصري السيسي بتاريخ 24 حزيران/ يونيو 2017 على إتفاقية تسمح بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من مصر إلى السعودية، بعد موافقة مجلس النواب عليها، ووأقف قرارات قضائية حكمت ببطلان التوقيع على الاتفاقية فاصبحت مياه مضيق تيران مياهاً دولية.

2- حاول الكيان الغاصب مع الإستعمار البريطاني في ستينات القرن الماضي تدويل مضيق باب المندب لضمان حرية ملاحة سفنه في البحر الأحمر ولما فشلت محاولات بريطانيا فكر في إحتلال باب المندب وجزيرة ميون ولكنه تراجع بعد دراسة جدوى الإحتلال.
ووجد العدو الصهيوني في الإمارات ضالته لتنفيذ الحلم الصهيوني بالسيطرة والتحكم بحرية الملاحة في باب المندب نيابة عنه. لأن إحتلال الكيان الغاصب لباب الَمندب والموانئ اليمنية وجزيرة سقطرى كان سيثير الدنيا ولا يقعدها. ولكن إذا قامت الإمارات والسعودية بالأمر تحت ستار “إعادة الشرعية” فإن الكيان الغاصب وأمريكا سيضمنان عدم تدخل مجلس الأمن والأمم المتحدة وعدم مساءلتهما فيما يتسببان من قتلى مدنيين. وبالتالي نجح الضغط الصهيو-امريكي في منع محاكمة السعودية والإمارات من تهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوات السعودية والإماراتية بحق المدنيين في اليمن وأهمها مجزرة العصر في الصالة الكبرى في صنعاء. الأمر الذي شجع السعودية والإمارات على إرتكاب المزيد من المجازر لتحصيل تنازلات سياسية.
3- ما يجري في جزيرة سقطرى يتماهى مع المشروع الصهيوني لإحتلال فلسطين ويحقق المشروع التي كان يحلم به الصهاينة قبل إنشاء الكيان الغاصب (السيطرة على حرية الملاحة في باب المندب وبحر العرب) دون أن يكلفهم ذلك نقطة دم واحدة. فقد إحتلت الإمارات محمية سقطرى بالنيابة عن العدو الصهيوني وبالتنسيق السري الكامل معه في ظل صمت مطبق لمجلس الأمن والأمم المتحدة.. وتعتمد الإمارات خطوات تنفيذية على مراحل مستفيدة من إحتلالها للأراضي اليمنية بالقوة العسكرية بذريعة “إعادة الشرعية” للرئيس غير الشرعي بفعل إستقالته.
وبعد التوقيع على معاهدة سلام بين الإمارات والكيان الغاصب أعلن نتنياهو عن نيته بإنشاء قاعدة عسكرية متقدمة في الجزيرة لجمع المعلومات الإستخبارية. وللعلم فقد أنشأت الإمارات منذ سيطرتها على الجزيرة عدة قواعد عسكرية سرية في الجزيرة وبالتنسيق السري الكامل مع الموساد. لذا بات من الضروري معرفة الأهمية الإستراتيجية لهذه الجزيرة والهدف من إقامة قواعد عسكرية متقدمة لجمع المعلومات :-

تعتبر الجزيرة بخصوصية موقعها الجغرافي موقعًا عسكريًّا استراتيجيًّا مهمًا في حروب الشرق الأوسط؛ فهي تقع في آخر خليج عدن، وتشرف على القرن الإفريقي وغرب المحيط الهندي بالقرب من خطوط التجارة العالمية. ويتحقق للمُسيطر على الجزيرة السيطرة على أهم المضايق المائية في العالم، وهما مضيقا هرمز وباب المندب، وهذا الأخير بدوره يؤثر في الملاحة بقناة السويس.

واستراتيجية موقع الجزيرة جعلها مطمَعًا للقوى الغربية في مطلع القرن السادس العشر بسيطرة البرتغاليين، قبل أن تنتقل سيطرتها لبريطانيا في فترة الستينيات خلال إحتلال بريطانيا لليمن، وتنتقل بعد ذلك للاتحاد السوفيتي، ويتخذها قاعدة بحرية عسكرية متقدمة، للبوارج والأساطيل حتى أوائل التسعينيات.

ومع حلول التسعينيات، بدأت الجزيرة فترة خضوع غير رسمي للجانب الأمريكي؛ فكانت الجزيرة اليمنية محطة رئيسية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، فضلًا عن تمركز سفنها العسكرية على شواطئها، واستخدامها في فترة الغزو الأمريكي حيال العراق.

وسعت الولايات المتحدة الأمريكية لاستئجار الجزيرة كقاعدة عسكرية أمريكية لمكافحة القرصنة البحرية، لكن قوبلت الرغبة الأمريكية بالرفض من جانب السلطات اليمنية عام 2010، وتحايلت واشنطن على ذلك بإنشاء سجن بديل لسجن غوانتانامو بالجزيرة اليمنية.
وقد كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم، أن الإمارات وإسرائيل توصلتا لاتفاق لتشكيل تحالف ضد إيران لحماية الأراضي الأمريكية والشرق الأوسط. وهذا يؤكد بأن الإهتمام الصهيوني بجزيرة سقطرى ليس وليد ساعته بل هناك تعاون وتنسيق لصيق منذ عدة سنوات سابقة. لأن العدو الصهيوني يعتبر إيران خطرأً وجودياً عليه. ولذا بدأ بالتحضير لمحاربة إيران. وستكون جزيرة سقطرى رأس حرب متقدمة لجمع معلومات استخباراتية عن إيران عبر التعاون الإماراتي الصهيوني الامريكي؛ والتحضير لخوض مغامرة صهيوأمريكية ضد إيران لتحسين الأوضاع الإنتخابية لكل من ترامب ونتنياهو.

وإن غدا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى