أحدث الأخبارالإسلامية

الإمام الصادق أعظم عالِم في التاريخ وأمين سر الرسالة المحمدية!

مجلة تحليلات العصر الدولية - خليل إسماعيل رَّمال

أحسن الكاتب الأميركي مايكل هارت الذي شكَّل لائحة من ١٠٠ شخصية عظيمة كان لها الوقع الأكبر على مسار التاريخ، باختياره الرسول الأعظم، محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم، في صدارة هذه اللائحة وبقي على قناعته رغم نزول هذا الإختيار على رؤوس الغربيين والجهلة والحاقدين نزول الصاعقة.
ومع ثنائنا على موضوعية هارت وصرامته العلمية إلا أنه لو بحث وتبحَّر أكثر من ذلك لانتقى الشخصية الثانية بعد الرسول، وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وذلك كمسار طبيعي للمعيار الذي استخدمه لانتقاء النبي العربي على رأس لائحته. ولو تمعَّن أكثر لعلِم أن الإمام علي (ع) هو باب مدينة علم الرسول (ص) والذي يريد ارتياد مدينة العلم يدخلها من بابها لا من نوافذها.
ولو درس هارت أكثر لعرِف أن الشخص الذي يليهما مباشرةً هو الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) باقر العلم وأعظم الشخصيات الكونية التاريخية الدينية والعلمية والفكرية والإجتماعية في العصر الماضي والحالي وهو أمين سر المدرسة المحمدية التي شع نورها في العالمين ومؤسس العلوم العصرية والمدارس الإسلامية وأقطاب المذاهب الأربعة جميعاً هم من تلامذته.
وعلى جري عادته، بَخَسَ التاريخ الإسلامي المُزيَّف الذي كتبه وُضَّاع الأحاديث من الأمويين والنواصب والمخالفين، حق هذا الإمام العظيم وفضله على علوم ومعارف العصر القديم والحديث لكن حتى علماء الغرب يعرفون يقيناً فكر وعلم الصادق الموسوعي الذي وضع القواعد الأولى لعلوم الطب والكيمياء والفيزياء والفلك والجغرافيا والفلسفة إلى جانب علوم الفقه والتفسير وعلوم الحديث وكل ما يتصوره العقل من علم. فلا عجب لأنه ورث علم جده رسول الله ووصيه بحيث حاكى دعوة أمير المؤمنين للناس بقوله “سلوني قبل أن تفقدوني” وهو الذي كان مدماك الحضارة الإسلامية المزدهرة، وأساساً للحضارة الغربية الحديثة.
وُلِدَ الإمام الصادق (ع) يوم الإثنين في ١٧ ربيع الأول في المدينة المنورة سنة ٨٣ هجرية. واستُشهِد في شهر شوال سنة ١٤٨ هجرية بالعنب المسموم من قِبَل الطاغية المجرم العباسي المنصور وقيل في ٢٥ من الشهر، وكان عمره الشريف ٦٥ عاماً، ودُفِن في البقيع في المدينة المنورة التي هدمها بُني سعود وصودف ذكرى تدميرها في هذه الإيام. مقامه مع جده ١٢ سنة، ومع أبيه ١٩ سنة. أما مدة الإمامة فكانت ٣٤ سنة.ألقابه: الفاضل، الطاهر، الصادق. كنيته: أبو عبد اللَّه وأبو إسماعيل.

علوم الصادق
لا ريب أن الإمام الصادق (ع) كان على معرفة أكيدة بالطب، وقد خصص فيما ألقاه على المفضل بن عمر الجعفي فصلاً تحدث فيه عن الطبائع وفوائد الأدوية ووظائف الأعضاء وقد كان الطب من أحد العلوم التي كان يقررها الإمام الصادق في مدرسته، ويفيض في كشف أسرارها وخفاياها. ومن خريجي مدرسة الإمام الصادق العلمية في مجال الطب والصيدلة جابر بن حيان، فهو بالإضافة إلى تخصصه في الكيمياء، صنف مؤلفات في الطب.
والثابت أن الإمام الصادق (ع) كان على علم بخواص الأشياء منفردة ومركبة، وأنه درَّس علم الكيمياء في مدرسته، وقد اشتهر من تلامذته في هذا العلم هشام بن الحكم وجابر بن حيان الذي دوّن في ألف ورقة و٥٠٠ رسالة من تقريرات الإمام في علمي الكيمياء والطب. وتمكن من تحقيق وتطبيق جزء كبير من نظريات الإمام العلمية.
كانت الفيزياء من العلوم التي تُدرَّس – حسب علماء الغرب – في مدرسة الإمام الباقر (ع)، وقد سبق الإمام الصادق (ع) عصره بدحض نظرية أرسطو عن أصل الكون وعناصره الأربعة والتي استمرت ألف سنة، فكشف كشفاً مُعجِزاً أن هذه العناصر مركبة كالهواء مثلاً وهو ما برهنه علمياً في القرن ١٨ الميلادي العالم الفرنسي لافوازيه فحلّل الهواء واستخرج منه الأوكسجين، وبرهن على أثره الحيوي الفعّال في التنفس وفي حياة الإنسان وفي عمليات الاحتراق.
وكان للإمام الصادق (ع) نظريات في نشأة الكون والجاذبية وانعكاس الضوء وأساس علوم الذرة والكهرباء والالكترونيات من خلال معرفته بالقطبين المتضادين ومعنى الزمان والمكان وخلق الإنسان. ومن النظريات التي قال بها الإمام الصادق، وكشفت عن نبوغه العلمي وإحاطته الواسعة بدقائق العلوم، نظريته المتعلقة بانتقال بعض الأمراض عن طريق الضوء من المريض إلى السليم.
ويؤخذ من البحوث التي أجريت في المركز العلمي السوفياتي خلال ربع قرن، والتي عززتها تجارب علمية مماثلة في الولايات المتحدة، أن خلايا جسم الإنسان تصدر عن كل منها أشعة فوق بنفسجية، كما أنها تستقبل هذه الأشعة، وتنتقل العدوى مع هذه الأشعة من الخلايا المريضة إلى الخلايا السليمة دون انتقال أي ميكروب أو فيروس.
وقد أنعش هذا الكشف العلمي العظيم آمالاً عريضة في إمكانية التوصل بهذا الأسلوب لمعالجة الأمراض المستعصية كالسرطان الذي عرفه الإمام وتكفل بدوائه لكنه لم يصل الينا بسبب إجرام المعادين لأهل البيت.
هذه نقاط من بحار علوم أعظم شخصية علمية تاريخية لن تفيها هذه السطور القليلة حقها فالسلام عليك أيها الإمام الموسوعي وحافظ علوم الأئمة، يوم ولدت ويوم استُشهدت ويوم تُبعث حيَّاً وعظم الله أجوركم باستشهاد إمامنا العظيم وحشرنا معه ومع آله أجمعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى