أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

الإنسانية الأممية كدعوى دحضها اليمن

مجلة تحليلات العصر الدولية - خالد العراسي

تسعى الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان إلى إيقاف إطلاق النار في مأرب بذريعتين، الأولى هي إنقاذ النازحين وحماية المدنيين، والثانية هي الحفاظ على المنشآت المنتجة للغاز المحلي الذي يغذي كل المحافظات، متناسين مبادرة الأنصار المكونة من تسع نقاط بشأن مأرب وجميعها متعلقة بالجانب الإنساني الذي يتذرعون ويتحججون به متجاهلين مأساة شعب عانى ومازال يعاني من حصار خانق جاء تحت مسمى “منع تدفق الأسلحة”، بينما منع تدفق كل مقومات الحياة وسمح بدخول كل ما يفتك بالأرض والإنسان، كالمبيدات الزراعية المغشوشة ومنتهية الصلاحية والسجائر المهربة الرديئة المصنعة في جبل علي، وغضوا الطرف أيضاً عن إغلاق مطار صنعاء والانتهاك الحقوقي السافر لحرية وحق التنقل وما تسبب به ذلك من مآسٍ إنسانية وبالذات للمرضى الذين هم في أشد الحاجة للسفر إلى الخارج.
الموقف الانتهازي للدول المعنية بحقوق الإنسان واضح وقد ظهر في فترات سابقة، فمثلا لم نسمع لهذه الدول أي اعتراض أو إدانة لعشرات المجازر والجرائم التي ارتكبها العدوان في اليمن رغم بشاعتها، بل إن أغلب الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان عقدت مع دول العدوان على اليمن صفقات لبيع الأسلحة، وبعد مرور ثلاثة أعوام من العدوان الهمجي دعت هذه الدول إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم، فيما بدا أنها مجرد دعوة للابتزاز، حيث سرعان ما تحولت تلك الدعوة إلى اتفاق بأن يقتصر الأمر على تشكيل فريق من الخبراء.
ولم ننسَ المسرحية الهزلية عندما تم إدراج السعودية ضمن قائمة قتلة الأطفال، ثم بعد 24 ساعة تم استبعادها من القائمة. عن أي حقوق يتحدثون بعد أن أفضى إجرام العدوان إلى أن يعيش الشعب اليمني أسوأ كارثة إنسانية في المنطقة؟! وبالتأكيد لم يقترف العدوان هذا الكم الهائل من المجازر والجرائم والانتهاكات إلا بعد أن تمكن من شراء صمتكم وبعد أن قبضتم ثمن دمائنا ومعاناتنا.
فإن كانت الإنسانية تعنيكم -وهذا مستبعداً تماماً- فكان عليكم منع تمترس المرتزقة بمخيمات النازحين واستخدامها كمخازن أسلحة، لاسيما بعد أن أثبت إعلامنا الحربي ذلك للعالم أجمع من خلال مقاطع فيديو أثبتت الاستغلال القبيح من قبل المرتزقة لمخيمات النازحين، علما أن بعض المخيمات عبارة عن ثكنة عسكرية لا يوجد بها أي نازحين، مما يشير إلى أنها مجرد أسطوانة يستخدمها العدو علها تمكنه من إيقاف طوفان أبطال الجيش واللجان الشعبية.
ولو كان لديكم أدنى اهتمام بالنازحين لحرصتم على فتح ممرات آمنة لهم، ولحرصتم على أن يتم نقلهم إلى أماكن بعيدة عن نقاط المواجهات.
ولو كانت الإنسانية تعنيكم لضغطتم باتجاه تنفيذ اتفاقيات تبادل الأسرى على الأقل بدءا بالمرضى وكبار السن، بحسب مبادرة رئيس وفدنا المفاوض بشأن الأسرى، إن لم يكن تبادلاً شاملاً وكلياً.
لقد أوضحت سنوات العدوان على اليمن بكل ما فيها من مآسٍ أنكم ومن على شاكلتكم من مدعي مناصرة الحقوق الإنسانية ومناهضة الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها البشر كنتم أكثر من خذل الإنسانية، وبات جليا أن شعاركم الزائف مجرد أداة تستخدمونها للوصول إلى الثراء.
وليكن في معلومكم أن قيادتنا وقواتنا أحرص منكم على دماء كل المدنيين، ولو لم يكن الأمر كذلك لتمكن أبطالنا من تحرير مأرب خلال فترة وجيزة جدا، فوفروا قلقكم ومشاعركم الزائفة لربما تحتاجون إليها في ساحة أخرى ضحاياها لم يكتشفوا حقيقتكم بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى