أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

الاتفاق النووي الإيراني .. مـن التهديد إلى القــوة

مجلة تحليلات العصر الدولية - هادي عيسى دلول / مجلة يمن ثبات

من الانسحاب من الـ (Joint Comprehensive Plan of Action «JCPOA») مذكرة التفاهم النووي الذي صيغ من أكتوبر 2013م كمذكرة مسودة، وتم تثبيتها في أبريل 2015م، وتثبيتها في جنيف كمذكرة رسمية في يونيو- يوليو 2015م بعد 90 يوما.

فكانت الإجراءات أن يكون هناك التزام من الأمم المتحدة والتزام من الاتحاد الأوربي بإجراءات تتعلق برفع العقوبات وسلسلة من الأمور مقابل تجميد وتعليق تقريباً جميع البرامج المدنية الموجودة؛ لتتأكد الوكالة الدولية واللجنة المختصة أن الجمهورية الإسلامية لم تخرج بيوم من الأيام عن التخصيب بالحد المتفق عليه، وتقوم بإجراءات إما تتعلق بخرق للأمن والسلام العمومية أو بإجراء تجارب تتعلق في سلاح نووي عسكري.

وطبعاً للأسف الشديد أتينا لـ 2017 – 2018م بمايو أتى (دونالد ترامب) بدون أي مبرر وبدون أي سبب وبدون أي متطورات أو تقارير رسمية من الأمم المتحدة، وقال: أنا سأنسحب من الاتفاق النووي؛ لأنه غير مرضٍ بالنسبة لواشنطن، علماً بأن 5+1 اجتمعوا متفقين متحدين على هذا الإجراء وانسحب، وكانت التهديدات على الأوربيين؛ لأنه لا يستطيع فرض قانون بالأمم المتحدة مرقوم في عملية إجراء عقوبة على الجمهورية الإسلامية لافتقار تصويت الصين وروسيا، فكانت العملية أن مايكل بومبيو

(Michael ompeo) قام بتهديد الأوربيين بعقوبات وإجراءات إن لم يلتزموا بتطبيق العقوبة الأمريكية على الجمهورية الإسلامية سواءً بالإجراءات المالية أو بالإجراءات النفطية.

في 2015م كنا نرسم خريطة طريق بما يتعلق بالاستثمار التجاري، هناك فائدة من ناحية، وتعليق من ناحية، الفائدة أنه سترفع العقوبات، ستفعل الآلية المالية، سيعمل هناك إجراءات مالية جديدة، قنوات جديدة للجمهورية الإسلامية، رفع العقوبات على الأموال المجمدة، الأسماء المحظورة.

هذه الأمور ستعمل نوعا من الاقتصاد إلى أن تأتي عملية تعويض الإجراءات في 2025م، ويكون هناك إجراء تدريجي لإعادة برنامج إيران النووي، ولكن الآن هناك خسارة بأنه لم يلتزم الأوربيون في هذا الموضوع، فكان القرار بأننا حاولنا أن نعمل مع الأوربيين، قلنا لهم: عليكم أن تقوموا، طالما أن المادة الأمريكيةليست منصوصةبقرار الأمم المتحدة فيمكنكم الالتفاف ولديكم قناة ذهبية التي هو قرار (موغريني) أنها لا زالت على الملف النووي، قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه ليس هناك خروقات، وهذا كاف أن يعطوكم ذريعة تقفون أمام الصهيوني المحتل والأمريكي المتعربد، وتقولوا له: لا، نحن لا زلنا نقوم على إجراءات تتعلق بالأمم المتحدة، الآن ما كنا فيه من حوالي عام ونصفإلى اليوم، هذه المراحل عملية تدريج للتراجع من التفاهم، فلماذا لم يخرج على المنصة الدكتور روحاني وقال: أنا سأنسحب من الوثيقة كاملة، كما قال ترامب: أنا سأنسحب من 12 بندا.

نحن نعلم أن الأوربيين ضعفاء وهناك ضغوطات عليهم، وأعطينا فرصة أن هناك إجراءات، بحيث إننا حينما نأتي لساعة الصفر لا يكون علينا أي لومة لائم أو أحد يأتي من أي جهة كانت ويقول بأننا تسرعنا في إجراء قانوني يكسر البند المنطقي والأخلاقي في استعمال البند الجزائي (36) و(26) من قانون الأمم المتحدة المتفق عليه تحت بند (22، 31).

الآن نحن قمنا اليوم بإجراء فيما يتعلق في منصة الدلتا الجيل من (آي آر 4)و(آي آر 5) (آي آر 6) و(آي آر 2m)أما الجيل من (آي آر 8)لم يتم تجربته وسنرفع كمية أجهزة الطرد المركزي بناء على الحاجة، يعني ليس هناك رقم الآن، هذا الرقم الذي وضعناه اليوم لنصل لمليون جهاز طرد مركزي هو رقم افتراضي، حيث إنه يمكن أن يزيد أو يتناقص بناءً على قرار الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ضمن المعطيات والمتطلبات التقنية التي نحتاجها في مفاعلي(فوردو) و(نطنز) لزيادة عدد الأجهزة ونوعيتها وتوزيعها.

نحن الآن ثبتنا بأننا كسرنا هذا البند بأننا شغلنا هذا الجيل من أجهزة الطرد المركزي ويعتمد عدد الأجهزة بناءً على المعطيات الداخلية وليست الخارجية، لا تقرير أمم متحدة ولا تقرير أمريكي يفرض علينا كم جهازا سيركب؟، هذا يعتمد على الإجراءات بما يتطلب في النظام الداخلي، في الجمهورية الإسلامية، في الطاقة النووية، مع دكتور صالحي، والإجراءات القانونية في الوكالة الإيرانية بما يتطلب في إعادة هيكلة البرامج.

طبعاً علينا أن نضيء لنقطة مهمة بأن الموضوع علق في 2015م، من 2015م إلى 2020م المتطلبات قد تغيرت، الأجيال قد اختلفت، هناك إنتاجات نوعيات جديدة من الطرد المركزي، فبالتالي الأرقام أيضاً تغيرت بعدد الأجهزة.

لذلك لا نربط الموضوع ولكن علينا أن نضع رقما افتراضيا، أن يكون سقفا لهذا الموضوع، وتكون عملية إجراء أننا ليس لدينا قيد اليوم يفرض علينا كم جهازا ؟؛ لأنه في 2015م كان هناك 1500 جهاز طرد مركزي سحب من (نطنز وفوردو) ضمن عملية تقليص الإجراءات، فهذا الرقم لن نلتزم فيه الآن بإعادة التشغيل طالما أنه خرجنا من البند بشكل تدريجي، وهذا الموضوع الآن سيأتي في عملية مثلاً تشغيل جامعة طهران، الآن لم نعول على موضوع جامعة طهران، ولكن ممكن أن نخرج لتخصيب %20 لإنتاج الكعكة الصفراء، وبالتالي تخصيب وقود نووي بنسبة %20 من مادة اليورانيوم (235) لتشغيل جامعة طهران، بغض النظر إن كنا نحتاج لتشغيل جامعة طهران أم لا، ولكن لدينا البند التصريحي أننا أصبحنا قادرين قانونياً إن احتاجت جامعة طهران أن تنتج هذه المادة، وتكون جاهزة للاستخدام.

الآن إن التزمت الأمم المتحدة والمجموعة الأوربية –طبعاً المردود سيكون أسرع- لصرف الأموال المجمدة وتطبيق الإنستكس (INSTEX)، العملية ستكون خلال أسابيع بأن فتح أبواب تصدير النفط والإجراءات المالية.

ولكن حين نأتي للحل الثاني، أن نقوم في برامجنا، هذا يعتمد على ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: إنتاج الكهرباء، وهذا من الأمور التي عرضها الدكتور ظريف على لبنان مثلاً، بأن الجمهورية الإسلامية تدعم لبنان في الكهرباء، هذا ضمن المشاريع من خلال الضغط البخاري أن يكون هناك كمفاعل بوشهر، تطويره بحيث إنه يعطي كمية أكبر تغطي المحيط الخارجي وتعود بعوائد.

المستوى الثاني: …وإنتاج الطاقات المتجددة التي ممكن أيضاً أن تباع للخارج.

المستوى الثالث: هو الدواء، وهذه منطقة حرجة صراحةً، وهذا هو السبب الأساس بمحاربة الأوربي للجمهورية الإسلامية، لماذا؟ لأن اليهودي الأوربي المستثمر للأدوية -للأسف الأدوية القذرة- وهي الـ (Chemotherapy) الذي يعمل دائماً على تسويقها، وأن يبقى مرض السرطان منتشرا؛ كي يبيع الـ (Chemotherapy) المادة الكيميائية للعلاج، ولا يسمح لأي شخص هناك يأتي بأبحاث تعالج مرض السرطان، نجد أنه اختفى، أو أن مشروعه رفض ليعطلوا إنتاجها.

فإن قامت الجمهورية الإسلامية بإنتاج عقاقير تعالجها بأسعار رخيصة، هذا يعني أن هذه الشركات سوف تفلس، فبالتالي أصبح الإيراني عدوا له، ومن هنا يأتي العداء في عملية المحاربة ألّا يخرج البرنامج النووي كما كان في 2015م وما قبله.

ولكن المشكلة عند الصهيوني اليوم هي أنه لم يدرج البرنامج البالستي الإيراني في الاتفاق النووي، هذه هي المشكلة والتي كان ترامب يريد أن يرضي الصهيوني حينما قال: أنا أريد إعادة هيكلة الاتفاق النووي.

فعليا بكامل التفاهم النووي(2231) بالـ (154) صفحة كان هناك بند وحيد عسكري، الذي يقول: بأننا لا نطور سلاحنا البالستي لمستوى أن يكون قابلا بتصميمه أن يحمل رؤوسا نووية، هذا البند الوحيد بالـ(154) صفحة، وباقي البنود جميعها كانت تقنية؛ لذلك رفض موضوع ترامب، والآن استطعنا أن نكبح ترامب في عملية فرض البرنامج البالستي داخل الملف النووي من خلال إجراء قمنا به من حوالي سنة من خلال الدكتور ظريف، وأقفل الملف، بسؤال، نحن مستعدون أن نناقش الملف البالستي ولكن على شرط، إن اعترفت الولايات المتحدة فقط على الأربع السنوات الماضية بكم الأسلحة التي بيعت للضفة الغربية من الخليج الفارسي لهؤلاء الخليجيين بترليونات الدولارات، الذي كم الأسلحة كافي أن يمحو المنطقة بأكملها.

إن اعترف الأمريكي بهذه الأسلحة يصبح جميع الأنظمة التقنية الموجودة عسكرياً داخل الجمهورية الإسلامية منطقياً أن يكون دفاعيا مقابل هذا السلاح.

أعزتي ..لمدة ثمان سنوات كنا نرش بأسلحة من صدام حسين التكريتي، أسلحة بريطانية، أسلحة كيماوية ألمانية، دبابات إيطالية، الجميع كان يمده بأحدث الأسلحة المدمرة ليقتل أطفالنا بمدننا، و كنا نتوسل أن يبيعونا صاروخا واحدا، وكل منهم كان يعطي ذريعة أقذر من الأخرى.

اليوم نحن نمتلك سلاحا صاروخيا لن نعتدي به على أحد، ولكن بامتلاك هذا السلاح الصاروخي لن يجرؤ أحد بأن يطلق طلقة واحدة على الجمهورية الإسلامية، وهذا الموضوع غير قابل للنقاش.

فبالتالي البرنامج العسكري برنامج دفاعي، على ثمان سنوات أجبرنا أن نكون على كل تلك الجهوزية، وكنا في حالة ترقب وحالة توتر في صياغة الاتفاق النووي لأنه كان هناك ضغط جداً قاسٍ من الشعب، حينما كان يقول الشعب لنا: إلى أين تذهبون، من ستفاوضون؟ من قتلوا أطفالنا، من قطعوا أطرافنا بالأسلحة في ثمان سنوات، كانت تلك الكلمات كالخناجر بخواصرنا وكانت توصية السيد الوالد الإمام الخامنئي أن نحذر غدرهم بكل حرف يكتب بالتفاهم؛ لذلك كان واجبا علينا أن نحفظ حق الشعب الإيراني ببنود جزائية، بالاتفاق النووي، وطبعاً سوء الظن كان بمحله، وفعلاً وجدنا هذين البندين ( 26-36 )، ولولا وجود هذين البندين، لما استطعنا الخروج بالست مراحل التي خرجنا بنها والتي آخرها كان نسف باقي البنود كاملة باستشهاد القائدين الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس.

بالجمهورية الإسلامية؛ مستعدون أن نعود عن كل التراجعات ونعود للالتزام ببنود التفاهم النووي، إن كانت الطاولة المستديرة عادلة و متوازية الأضلاع كما كانت في 2015م خلال ساعات ممكن أن نعيد كل شيء كما كان، وكأن شيئاً لم يكن.

وهو ما نلتزم به أمام الأمم المتحدة، والأهم من هذا كله أننا نريد ضمانات، بمعنى إن قامت أمريكا اليوم –وهذا وارد- أن تأتي أمريكا وتقول: حسناً أنا مستعد أن أعود على كل شيء، ويطبق، ونوقف جميع برامجنا ونعود إلى نقطة الصفر كما كنا وبعد ثلاثة شهور أو أربعة شهور أو لربما بانتخابات قادمة يأتي رئيس أمريكي جديد ويعمل كما عمل ترامب بأوباما، فما الفائدة في هذا؟

لذلك نريد ضمانات أن هذه الحماقة لن تتكرر مرة ثانية كي لا يكون هناك أضرار لا على الشعب الإيراني ولا على الحلفاء الذين هددوا؛ لأنهم وقفوا إلى جانب الجمهورية الإسلامية مقابل العقوبات الأمريكية.

هذه الأمور على ترامب أن يفهم هذا الشيء، نحن لم نطالب من اليوم الأول إلا بالقانون، ولكن هم من خرجوا عن هذا القانون، ولهذا السبب نحن نعمل بثقة مطلقة، ليس لدينا أي تردد في هذا الموضوع إن استمر ترامب في هذه الممارسات لن يكون هناك تفاوض، ولن يكون هناك إجراءات إلا أن يأتي بضمانات وأن يعود كل شيء كما كان، ولن يكون هناك حرف زائد ولا حرف ناقص على الـ (Joint Comprehensive Plan) الذي اتفقنا عليه بيوليو 2015م، الملف النووي ليس ملفا وليد اليوم أو من 2015 فلتاريخنا الطويل حتى على أيام مملكة إيران بدأت المناورات بين إيران والأمم المتحدة بعام1957م منح محمد رضا بهلوي تقنيات نووية ضمن إجراءات مسجلة، طبعاً لم يطبق البرنامج وتسلم التقنيات النووية إلا في 1967م بعد عشر سنوات.

في العام الذي تلاه تم تأسيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قنوات الأمم المتحدة، وتم تسجيل مملكة إيران كدولة نووية وقعت على (NPT Non proliferation Treaty) التي هي مذكرة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل.

في 1974م قرر محمد رضى بهلوي أن يحصل على قنبلة نووية ليتوج بها ذكرى 2500 عام على الإمبراطورية الفارسية البهلوية، وكان هناك نوايا عند الأمريكيين والموساد أن يسهلوا هذا البرنامج العسكري النووي، ولكن بشكل غير رسمي، ومن ثم يجرم من جهة الأمم المتحدة بأنه قد خرق الـ (NPT) ويجرم كما حصل في صدام حسين التكريتي، يجرونه إلى مرحلة ومن ثم يأتي القانون ويضعه في مصيدة القانون.

ولكن شاءت الأقدار والحمد لله وهذه إرادة الله قبل كل شيء بعودة الإمام الخميني- قدس سره-، وفجر الثورة المباركة في هذا الشعب، وأسقط محمد رضى بهلوي، وأسقطت حكومة الشاه و مملكة إيران، ونشأت جمهورية إسلامية.

هذه الجمهورية الإسلامية احتفظت بكل التراخيص السابقة، وهنا جُنَّ الصهيوني حينما حوّلت سفارة إسرائيل إلى سفارة فلسطين، وتم محاكمة جميع القيادات العسكرية التي كانت حول محمد رضى بهلوي، ومن هنا بدأ العداء؛ لأن أول قرار تم اتخاذه من السيد الإمام الخميني- قدس سره-، أن علينا أن نعيد القدس، ومن هنا بدأت المعركة الحقيقية مع الجمهورية الإسلامية.

يعني لو أن السيد الخميني توجه إلى أمريكا وعمل عقودا معها واستثمارات بتروكيميائية، ولم يتطرق إلى القدس لما حصل كل هذا، المشكلة أنهم طالبوا بالقدس، وهذه كانت المعركة الأساسية مع الصهيوني، فلسطين للفلسطينيين وأن السماح للصهيوني بامتلاك متر مربع واحد؛ لينصب علمه عليه، فهي خيانة وتطبيع وهو المبرر للخليجيين المطبعين اليوم مع تل أبيب بأنهم يبررون بأنهم يطبقون اتفاق الفلسطينيين هم من وافقوا عليه ب 1948 و 1967 حيث تبرر دول الخليج بالقول: (لماذا يلومنا الناس على التطبيع اليوم علما أن الفلسطيني هو من بادر بتلك الاتفاقيات منذ سنوات؟ حينما تقفل سفارة فلسطين بعواصمنا الخليجية حينها حاسبونا، ولكننا نحافظ على وجود دولتين جارتين وهو نص التفاهم الفلسطيني الإسرائيلي ونحن عليه!!! )لذا من الجمهورية الإسلامية لا اعتراف لا 67 ولا 48، فلسطين كلها للفلسطينيين دون شريك كان..ولو أن الرئيس ياسر عرفات اتحد مع الإمام الخميني وقبل يد العون والاتحاد لما وصلت الأمور لما هي عليه اليوم، وكانت اليوم فلسطين كلها جهادا إسلاميا مسلحا والصهاينة حتما منتهون، ولكن للأسف فضلت القيادة الفلسطينية وقتها حلف السعودية عن حلف الجمهورية الإسلامية، وهذا هو الناتج اليوم الذي يحصده الشعب الفلسطيني من قرارات قياداته؛ لذا كان الإمام الخميني حريصا أن يحملنا أمانة قبل أن يغادر للملأ الأعلى، بأن علينا أن نعيد القدس إلى أهلها، وهذه الأمانة نحن نعمل عليها، وهذه التي حملت الشعب الإيراني كل الضغوطات؛ لأنه شعب محارب للصهيوني والمتصهين الذي يدعم الصهيوني أينما وجد.

فمن هذا الباب كان منطقيا أن تأتي كل دول المحور القذرة والمغيرة ثقافياً، وتتجمع حول الصهيوني، منها من يطبع على العلن، ومنها من يطبع اقتصادياً من خلف الحائط، ومنها من يدعم الصهيوني بالمرتزقة ويحارب الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة؛ لذا كان الضغط على الجمهورية الإسلامية ومحاربة التقنيات النووية، المشكلة الحقيقية اليوم مع الجمهورية الإسلامية هي ليست سلاحا نوويا، لو أن الجمهورية الإسلامية ليست دولة صناعية لمنحوهم طاقة نووية و عسكرية أيضاً، كما حاولوا الآن أن يعطوا السعودية، ولكن حينما تأتي الدولة وتستطيع أن تصنع مسمارا واحدا، هنا خطر على الصهيوني؛ لأن هذا شخص ممكن يفكر أن يطور، وبما أنهم لا يستطيعون أن يجرموا الجمهورية الإسلامية لأنها تنجز أبحاثا طبية وعلمية ومدنية، فيزعمون أنها تعمل برامج عسكرية نووية، هذا ما فعله ( سايكس بيكو) من البداية، تغييب المناطق العربية عن الوعي كي يكونوا أدوات بيدهم إما من خلال ثقافات أو ديانات أو أموال.

في 2011م أنجزنا إنجازا جداً رائع لسوريا بكسر (5+1) وهذا الذي غير جيوسياسية المنطقة بأكملها في اتخاذ القرار.

في القانون الدولي، حينما تأتي بقانون؛ لتخرج إلى الأمم المتحدة ويفرض هناك أياً كان نصه،، برقم مسجل تفرض على جميع دول العالم تنفيذ بنوده، عليك أن تكون قد مررت أولا بمجلس الأمن وحصلت على الستة أصوات دائمي العضويةمتحدين مجتمعين على التصويت على هذا القرار.

يقول القانون: إن اختلف (5+1) يحق لأحد دول (5+1) منفردا أو مجتمعا مع آخر من 6 دول تلك أن يتبنى القرار، ولكن لا يمر في الأمم المتحدة برقم مسجل بقرار منصوص واجب الفرض على كل دول العالم. لذا وجب إخراج روسيا والصين من التصويت مقابل استثمارات وقد حصل وفشلت واشنطن بتسجيل قرار؛ لذلك كان هناك ثغرات في القانون الأمريكي في تطبيق العقوبة، وهذا ما قوّى موقفنا وقوّى روسياوالصين أن تقف لجانبنا. وقد أثمر الأمر أكثر بآخر تصويت لواشنطن على إعادة كامل العقوبات فكانت المبررات الأمريكية، كما أن طهران انسحبت من كامل البنود بالتفاهم، واشنطن أيضا تعيد كل العقوبات عليها فلم تجد واشنطن أحدا؛ بالأمم المتحدة ليصوت معها على القانون ذاك إلى دولة ليس لها أي وزن جزيرة مهمشة بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وكل هذا الانتصار يعود للتأسيس بجذور المحور وانطلاقا من تأسيس أسرة إيرانية متماسكة مقاومة ويمتد هذا النسيج إلى خارجها ليصل ويغطي كل المناطق العربية التي يوجد فيها شرفاء ممكن أن يكونوا مقاومين، دون المساس لا بجنسياتهم ولا بلغتهم ولا بدينهم ولا بعلمهم؛ لأن كلما كثرت ألوان ثقافة محور المقاومة كلما قوي، وكلما كان لون واحد كلما ضعف، كما حصل بتركيا للنظام العثماني، ما الذي أدى إلى انهزام الجيش الرابع بولاية شام شريف ؟ لأن جمال باشا قائد الجيش الرابع بشام شريف كان يريد أن يُتَرّك كل المنطقة ويمسح الصبغة العربية بأكملها، فاضطر العرب أن يلجؤوا إلى الكفار الفرنسيين والبريطانيين بعد لجوئهم لمعسكرات الشريف ببلاد الحجاز الخونة هناك الذين سهلوا لساكس بيكو أن ينفذ على دول شرق المتوسط تحديدا بحجةكسر العثماني جمال باشا السفاح وإسقاط الجيش الرابع، وهذا هو الفرق بقوة محور المقاومة أنه يحافظ على اللغات والدين، وهذا يضرب المخطط الصهيوني أكثر.

نأتي إلى موضوع أمريكا، اليوم هناك صراع بين الكونجرس وبين البنتاجون والحكومة، الكونجرس اليهودي المستثمر الذي استطاع أن يسرق النفط الخليجي مقابل بيع أسلحة لحروب وهمية وتخويفها من الجيران، والبنتاجون الذي يتبع الصهيوني، فأما اليهودي المستثمر أصبح اليوم في حالة إشباع، لأنه لا يريد أي شيء سوى أن يخرج نفطه الذي سرقه من العربان بالضفة الغربية من الخليج الفارسي بأمان، ولا يريد حربا في المنطقة كي لا يخسر ماله خلالها، وحتى إن اضطر أن يعمل تسويات مع الجمهورية الإسلامية مقابل أن يخرج مدخراته آمنة، والأهم دون أن ينصف معه الصهيوني الذي يعتقد أن المدخرات هي هبة الله لشعبه المختار والأميركي موجود ليحقق للصهيوني ذلك الحلم. فطلب من دونالد ترامب أن ينهي كل المدخرات الخليجية لتكون ديونا ممتازة لواشنطن ويهود الكونغرس، ولكن المشكلة كانت تكمن بالصهيوني فكيف سيبرر تحويل كل تلك المدخرات أمام تل أبيب دون تعقيب أو انزعاج؟ فكانت فكرة إعلان صفقة القرن؛ ليطمئن الصهيوني أن كل تلك المدخرات الخليجية سوف تسيل لتعود لتمويل الصفقة، وأعلنت القدس عاصمة ونقلت السفارة الأمريكية إلى هناك وانتهى لم يقدم الأميركي أكثر. مرت فترة زمنية بدأ يشعر الصهيوني أنه هناك أمر مريب وغير طبيعي يدور من حوله فلم تصرف أي أموال على الصفقة لليوم والأميركي مستمر بسحب المدخرات فحينما أعلن انسحاب واشنطن من سوريا كبرت المخاوف الصهيونية أكثر، وكان من المطلوب إجراء سريع للم الموقف إن كان هناك نوايا أمريكية لخيانة، فكان القرار بالتطبيع العلني مع الخليجيين؛ كي يكونوا على مسافة قريبة من المدخرات والتدخل بالوقت المناسب إن حصل أي أمر خارج عن المألوف من قبل الأمريكيين، فكان التطبيع أقنع الصهيوني الخلجان أنه نحن من يستطيع حمايتكم من إيران والحوثي والأميركي إن لزم الأمر، نحن لا نطمع بسوى سلام معكم فقط نريد إسرائيل وطننا ولكم وطنكم هأنتم اليوم كمن يجلس على طاولة قمار خسر عليها كل ما يملك، والأميركي بدأ بنسفكم وخلع القناع فتارة يقول لكم أنتم بقرة حلوب وتارة يجب أن تدفعوا لآخر يوم بحياتكم فليس أمامكم غير تل أبيب لتحميكم ولن تخسروا أكثر مما خسرتموه مع واشنطن لثمانين عاما ولكن من المرحلة الأولى معنا ستلمسون الفرق بتعاونكم مع تل أبيب ..! وقد كان وأقنع الخلجان بتلك المبادرة الصهيونية والأميركي باركها لأنه لا يعلم ماذا يكمن بضمير الصهيوني للمرحلة المقبلة ومعتقد أنه يستطيع كبحه إن لزم .. الحرب الصدامية الحقيقية ستبدأ بمجرد أن يباشر الصهيوني بعد تأسيس سفارته بدول الخليج بممارسة عمل إداري تقني بشركات النفط والغاز الإماراتية والسعودية من خلال تنصيب رؤساء مجلس إدارة صهاينة يتحكمون بالقرار الإداري والتجاري هنا سيضرب ناقوس الخطر بواشنطن وستبدأ مرحلة الصدام اليهودي الإسرائيلي بتوجيه رسائل قاسية من واشنطن لتل أبيب بعدم التدخل بالشؤون التقنية بالخليج ويلزمون وجودهم الدبلوماسي فقط ولكن دون رد عملي من تل أبيب، حينها من الممكن أن تلجأ واشنطن إلى طهران بإبرام صفقة غير رسمية مفادها إنهاء الصهيوني مقابل الأرض ولكن على شرطين الأول أن ينهي كل الصهاينة وسيساعد اليهودي على إعطاء المعلومات الكافية والدعم الدولي لعدم التدخل بين المحور والصهاينة ولكن دون مشاركة الأمريكيين بتلك الخطوة، والشرط الثاني وهو الأهم أن كل صناعات النفط بفلسطين والمنطقة تكون بعقود احتكارية للشركات اليهودية الأمريكية دون أن يشاركهم أحد من آسيا لا روسيا ولا الصين.. ومن هنا نخرج بالمحصلة الأخيرة أن إسرائيل أصبحت على الأيام الأخيرة في وجودها في هذا السرطان في الأرض المحتلة، خذ على هذا موضوع السلاح الداخلي المطور، في الجهاد الإسلامي موضوع السرايا المسلحة التي سُلحت من لا شيء في اليمن، في أنصار الله،هذه الأمور كلها تضغط وتعجِّل في عملية إنهاء حالة الصهيوني في المنطقة فكما تحارب المتصهين هي أيضا تهدد الاستثمارات الأمريكية بالخليج فتداعيات تعاون مع طهران بالمرحلة القادمة تبدو أكثر وضوحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى