أحدث الأخبار

الاحتلال الناعم يهدد الهوية الايمانية

مجلة تحليلات العصر الدولية - أيوب أحمد الهادي

با تت أسلايب الاحتلال العسكري مسألة تكلف الكثير من الخسائر البشرية والمادية وتتطلب الكثير من الجهود والتضحيات وقد يربح فيها المحتل أو يخسر وفي خسرانة قد تحضى الشعوب المراد إحتلالها بالكثير من الغنائم الذي يتركها الغازي بعد خسارته لذلك لجئت الدول المحتلة الى إستخدام أساليب جديدة للاحتلال با ستخدام الحرب الناعمة التي تعتبر من الاساليب الناجحة والغير مكلفة وقد لا تستغرق الجهد والوقت الكثير وذلك عن طريق الجاذبية التي تجعل الشعوب تنجذب نحو الغازي وتفتح له أبوابها ليدخلها على هيئة صديق ثم يقوم بنشر أفكاره ومعتقداته بين أوساط الشعوب المحتلة لتبدأ هذه الشعوب بالتخلي عن قيمها الدينية ومبادئها الايمانية حتى تصبح متجرده من الهوية الايمانية وبصورة سريعة دون أن يشعر بها المحتل

وهو ما لاحظناه من قبل بعض الشعوب العربية التي هرعت الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهويوني والسماح لليهود والنصارى بالتغلل في أوساط بلدانهم وفجئة بدأت هذه الشعوب بالتخلي عن المبادئ والقيم الاسلامية لتتحول الى شعوب لا تحمل من العروبة الى الاسم فقط أمام أعمالهم وتصرفاتهم هي نفس التصرفات التي يمارسها اليهود والنصارى بل وصل بهم الحد الى منع قيام الشعائر الدينية في صورة علنية

أصبح المؤذن لا يستطيع أن يؤذن باستخدام مبكبرات الصوت الخارجية وأصبحت الصلاه ليست كالصلاه المعتادة وإنما صلاة أمام الجدران أو ما يسمى بحوائط المبكى كما فعل أهل الامارات وأصبح العالم يرى المنكرات و لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وأصبح الحاج لا يستطيع أن يحج الى بيت الله الحرام اذا كان من خارج البلاد وأصبحت المراءة تبدي زينتها للرجال دون حياء أو إستحياء وأصبحت المراءة المحتشمة تتعرض للسخرية واللمز والنبز من قبل النساء العاريات وأصبح من كانوا يدعون الى دين الله هم أنفسهم من يدعون اليوم الى الفساد والى المراقص ونوادي الخمور وصالات القمار وأصبح حكام تلك الشعوب لا يملكون قرراتهم لأنهم أصبحوا مملوكين أذلاء يحركهم الغازي كيف يشاء

أليس هذا يشكل خطرا على الامة الاسلامية وعلى الهوية الايمانية
لذا علينا جمعيا أن نواجه هذا الاحتلال الناعم بكل أشكاله وأن لا نسمح لهؤلاء الصهاينة من الاقتراب من بلداننا وأن نواجه هذا الاحتلال بكل ما أوتينا من قوة حتى نصبح شعوب حره ذات سيادة لا كما يشاء اليهود والنصارى لا سيما وأن هؤلاء المحتلين قد تغلغلوا في المنطقة وأصبحوا هم يحركون الأمور حتى تسير كما أرادوا لها أن تسير

إِنَّ تغلغلَ اليهود الصَّهاينة في المنطقة بات خطرا يهدِّد أمن الجميع في مختلف الأبعاد، ولقد لَمِسنا تضاعف وتيرة حركة الفساد والإِفساد على مستوى القوانين الرَّسمية للحكومات المحلِّية المنفصلة عَنِ الشَّعب والهُويَّة الايمانيه والمنعزلة عن الشَّرعية حين سارعت بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهويني بل ومنحتهم الهويات العربية ليتسنى لهم التجول في أرجاء البلاد متى وكيف ما يريدون، فبدخول هذه الغدَّة السَّرطانية المدمِّرة للدُّول والمجتمعات الإنسانية والإسلاميَّة تضاعف التَّوتر الشَّامل للأمن القومي في المنطقة

لذا ينبغي على الشعوب العربية أن توحد صفوفها للتصدي لكل أساليب الاحتلال التي يستخدمها اليهود الامريكان والصهاينة لتنخر في وحدة الامة العربية والاسلامية وأن مسألة التصدي باتت ضرورة قصوى وواجبٌ شرعيٌّ محتَّم لا يسع أيَّ شخصٍ مسؤول وأيِّ جهةٍ مسؤولة التَّهاون فيه

فعلى كل الدول العربية أن تقف مع كلِّ الشُّعوب المقاومة للإستكبار والعدوان والاحتلال، لنصرة دين الله وإعلاء كلمة التوحيد فيجب علينا أن تقف مع كل الشَّعوب المظلومة في مقدمتها الشَّعب الفلسطيني والشعب السوري والشعب العراقي والشعب اليمني فالعدوان والاحتلال واحد، والعملاء هم أنفسهم، والخطر يحيط بكلَّ شعوب المنطقة بلا إستثناء

فعلينا أن نوحد صفوفنا وأن نكرس كل قوانا المقاومة للظُّلم والفساد الحكومي، في الخليج، وفي كُلِّ وطنٍ عربيٍّ، ومسلمٍ، طالبين بذلك وجه الله تعالى وحده، وعزة وكرامة وشموخ أمَّتنا العزيزة، ووطننا الغالي وكلَّ أوطاننا الإسلامية والعربية حتى نقضي على هذا الخطر الذي أصبح يقترب من الامة الاسلامية وبات يسكن في أوساطتها لنعكس هذا الشر الى أصحابة وتكون العزة والكرامة لكل الشعوب العربية والاسلامية والخزي والعار على اليهود الصهاينة والله ولي المتقين وناصر عبادة المؤمنين الموحدين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى