أحدث الأخبارايرانشؤون امريكيةمحور المقاومة

الارهاب النووي

مجلة تحليلات العصر الدولية - الشيخ علي العريبي

بعد الرد الايراني على اغتيال الشهيد سليماني والمهندس بقصف قاعدة عين الاسد، انكفأ التهديد الامريكي بشكل كبير على كل القضايا سواء” ادارة ترامب او بايدن، فاخذت دولة الاحتلال الاسرائيلية هذه المهمة الكبيرة عليها على عاتقها فلبست لباسا فضفاضا لتبدأ معركة شبه علنية بينها (ومن خلفها الامريكي الخليجي) وبين الايراني ، فكانت مواجهة سيبرانية شرسة بينهما، ومن المعلوم ان اسرائيل تعتبر من الدول المتقدمة جدا في هذا المجال وخاصة وحدة ٨٢٠٠ التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية “امان”، المسؤولة عن الحروب السيبرانية وهي متحالفة مع وكالة الامن القومي الامريكي وقيادة الفضاء الالكتروني ،وكذلك ايران اصبحت من الدول المتطورة في هذا المجال بعد اعتراف العدو لقدراتها، وانتقلت المواجهة الى البحار وذلك بضرب السفن البحرية من الطرفين ، ولكن الاخطر من كل ذلك المنهج الذي اتبعه الصهاينة وهو ضرب القوة النووية لايران، وذلك بتضعيف وتأخير البرنامج النووي الايراني باغتيال العلماء واخرهم فخري زاده، ولكن ماذا حصل اليوم، انتقل الاسرائيليون من معركة مباشرة غير مؤثرة على البرنامج الى معركة مباشرة مؤثرة حسب نظرتهم، فكان الانفجار في مفاعل “نطنز” النووي ضاربا الامدادات الكهربائية التي تغذي اجهزة الطرد المركزية، الذي حصل بالسيبرانية او مباشرة من العملاء، حصل في ظل اجتماعات فيينا وبعد تشغيل الموقع بأدوات متطورة للطرد المركزي تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل اسرع.
وعليه اعترف كبار قادة الجمهورية الاسلامية بضلوع اسرائيل وخاصة جهاز الموساد بالعملية ، نعم انها المرة الاولى التي تستهدف اسرائيل منشأة نووية ايرانية بشكل مباشر ومن المؤكد ان امريكا وافقت وزودت الموساد بالمعلومات المطلوبة وخاصة تزامن الاعتداء بوجود وزير الدفاع الامريكي في تل ابيب، هذا الفعل الصهيوني الارعن كان يمكن ان يشعل المنطقة ، فما الذي دفع بنتنياهو وبايدن لهذا الفعل.
جمهورية الاسلام ردّت بشكل سريع بقذف السفينة الاسرائيلية بالصواريخ قرب الامارات، وبعدها هجوم من فرقة تابعة لجهاز الاستخبارات الايراني موقعا للموساد في اربيل العراق ،والتفجير في موقع تابع لصناعة الصواريخ البالستية في الكيان وهذا ما فاجأ العدو من سرعة الرد ، فهل اثّر الاعتداء سلبا على ايران او تحوّل الى ربح في المعادلة، فمن المعروف ان الايرانيين يستثمرون الاحداث لصالحهم، فبعد الحادثة مباشرة استنكرت الدول الكبرى هذا الاعتداء الارهابي،ولخص الاستنكار في المضي  باجتماعات فيينا للوصول الى اتفاق نهائي ، مما شكل احراجا لامريكا لانها من الاساس تتلكأ وتتماطل بالاجتماعات ،  وكما ذكر قائد الثورة حفظه الله ان امريكا غير جديّة واذا استمرت بهذا المنوال سوف ننسحب من الاتفاق.
ان الرد الاكبر على الاعتداء هو رفع مستوى التخصيب الى ٦٠ ٪، مما يعني الوصول الى مرحلة متقدمة من التخصيب بنظر الاعداء للوصول الى القنبلة النووية، وكما ذكر مستشار العسكري لقائد الثورة ان الضغط الكبير علينا سوف ينتج القنبلة النووية.
دولة الاحتلال تسعى جاهدة لضرب اي دولة في الشرق الاوسط من اجل عدم الحصول على الطاقة والعلم النووي، فضربت مفاعل في العراق ومنشآت في سوريا وهي تمنع اي دولة من حلفائها العرب من التفكير بشيء اسمه نووي، وهي تمتلك حوالي ٤٠٠ رأس نووي  في قلب الامة العربية – فلسطين…
الخلاصة ان الرد الايراني اربك العدو، وان اللعب على اوتار الزمان والمكان ليس بيد امريكا واسرائيل، بل هناك دولة اقليمية عالمية يقف ورائها محور تستطيع قلب الطاولة في اي لحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى