أحدث الأخبارالعراق

الاطار والتيار اي المشروعين اهدى سبيلا ؟/ محمود الهاشمي

محمود الهاشمي

حتى الان لم يرد التيار الصدري على تصريح المالكي الاخير بان التيار مشروعه خارجي
وانه لايمكن التوافق معه الا اذا تنازل عن (مشروعه الخارجي )
المعلوم ان (التيار )يسارع الرد خاصة اذا جاء من شخصية مثل المالكي لهم معه خصومة (تقليدية)!
التهمة بان للتيار (مشروع خارجي )فيها
تداعيات كثيرة وخطيرة كون التيار غالبا مايتحدث عن (المقاومة ) و(كلا كلا امريكا )و(كلا كلا اسرائيل )وايضا يتهم خصومه ب(التبعية)!
عدم الرد يوحي بامرين الاول ان لدى المالكي من الوثائق مايؤكد ماذهب اليه ،والخشية ان يضطر لعرضها ،والثاني ان يكون التيار غير منزعج من هذه (التهمة)كأن يعتقد العلاقة مع دول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا حالة طبيعية تفرضها حاجة اي كتلة سياسية للاستقواء بالخارج على حساب خصومه ،مستفيدا من تطابق رؤاه ورؤاهم معا !
الحاج هادي العامري خلال لقائه بالسفير البريطاني صرح بثلاثة امور مهمة الاول ان بريطانيا تتدخل بالشأن السياسي العراقي بشكل مستمر والثاني ان جهات مخابراتية زودتهم بالمعلومات والثالث ان الاطار لن يتنازل عن تشكيل الكتلة الأكبر التي تحفظ حق المكون الشيعي في الحكومة والاتفاق على مرشح رئاسة الوزراء”.))!
هذا يعني ان بريطانيا تتدخل لاضعاف المكون الشيعي وتمنع تشكيل الكتلة الاكبر ،بالمقابل فان السفير البريطاني لم يرد على تهمة (التدخل )ولا على (نوع التدخل )انما اكد ان دولته تسعى الى تشكيل حكومة قوية بالعراق !!
بمعنى ذات المنطق الذي يورده (الثلاثي)!
من جهته فان المالكي اكد للسفير التركي ذلك ايضا (لا يكون لتركيا دور في دعم أي مشروع يثير أزمة ويستهدف مكوناً) اذن كل الاطراف التي تتدخل بالشأن السياسي العراقي هدفها (استهداف المكون الشيعي)!
وبذلك فان (الثلاثي )ذاهب الى ذات الاهداف والدليل ان الاطار حمّل السنة ومسعود مسؤولية استهداف المكون الشيعي ومحاولة تصغير حجمه واخراجه من معادلة (المكون الاكبر ).
من هنا تبدأ المشكلة وهي ان التيار يتهم الاطار ب(التبعية) كما يرد بتغريدات سيد مقتدى وثقافة انصاره وكذلك الاطار يتهم التيار بالتبعية لمشروع بريطاني اميركي تركي خليجي.
السيد المالكي اوضح مشروع العلاقة مع ايران مؤكدا (طالبنا ايران بعدم التدخل بالشأن السياسي العراقي فامتنعوا عن التدخل لكن حين وجدوا حجم التدخلات الخارجية بالضد من المكون الشيعي وايران ،اعلنوا (ان ايران تدافع عن امنها القومي )اي لاتسمح لاميركا ان ترسخ وجودها بالعراق وتنشيء القواعد العسكرية وتعمل على خلع العلاقة بين الدولتين الجارتين (ايران والعراق)..
المشروع الاميركي البريطاني الخليجي يقضي
بربط العراق بدول “التطبيع “وانخراطه بمخطط (صفقة القرن ) وحل الحشد الشعبي
ومنع المقاومة وابقاء القواعد الاميركية والابتعاد عن ايران ومحاربتها بكل الوسائل المتاحة .
هناك ملامح كثيرة تؤكد هذا المشروع من قبل التحالف (الثلاثي ) ويظهر جليا بالتواجد الصهيوني باربيل وفي مشاهد العناق بين الحلبوسي والخنجر برعاية تركية وبحضور مدير اردوگان ومدير المخابرات التركية !
تفكك التحالف الثلاثي رغم الضغوط الخارجية بات مقبولا خاصة وان تمدد رئيس مجلس النواب على صلاحيات نوابه اوجد (صدمة )لدى التيار كما ان موقف الاتحاد الوطني الكوردستاني بقربه من الاطار وشخصياته وفضح حقائق واسرار اربيل وقادته من قبلهم عبر الاعلام اوجد (صدمة)لدى الديمقراطي وادرك ان السليمانية باتت خصما وفي الطريق الى الانفصال التام عن اربيل ومناطق نفوذها .
السيد عادل عبد المهدي قدم مقترحات لحل (الانسداد السياسي ) بالبلد ،توقفتُ عند احد نقاطه التي يدعو فيها الاطار الى الانتظار لحين (التهدئة الدولية )ولاشك يقصد جملة الحلول بالمنطقة مثل العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات عن ايران وحل مشكلة اليمن وعودة العلاقة بين ايران والسعودية ،والانسحاب التدريجي لاميركا من المنطقة وتداعيات حرب اوكرانيا وازمة الطاقة والغذاء ! بمعنى ان جميع هذه التداعيات لصالح (الاطار ).
سياقياً من الصعب ايجاد مشتركات تفاهمية بين التيار والسيادة والديمقراطي الكوردستاني
لان (الاطار )يتفهم التعامل مع (التيار )لانهم ابناء بيئة دينية وطائفية وسياسية وجغرافية وتاريخية واحدة ،فيما لايتحمل الحلبوسي مثلا
نزعات التيار وتبدلات مواقفه السريعة وعبوديته لقياداته فيما يرى مسعود ان العلاقة مع التيار (غير مضمونة ) في ذات الوقت لايرى من الصلاح خراب البيت الشيعي وتحميله المسؤولية التي تنعكس على مصالحه وعلى علاقته مع ايران .
التيار ايضا بات يرى بالمشروع الخارجي مجرد (وهم ) حيث يطالع هزيمة اميركا بافغانستان
وهزيمتها باوكرانيا ويشهد انحسار النفوذ الاميركي بالمنطقة وتنصل اميركا عن اصدقائها وان دول الخليج تعيش حالة من القلق على مصيرها ،وان ايران دولة فرضت نفسها عالميا .
كما ان الذهاب بعيدا عن (البيت الشيعي) سيجعل انصار التيار يعيشون (الغربة )وسط مجتمعهم (الشيعي) وقد تحدث (ردة )من قبل قيادات بالتيار وستجد من يناصرها ،كما ان التيار يعلم ان (السنة )ينظرون لهم ك(شيعة) ليس اكثر وانهم كانوا وراء مقتل المئات من ابنائهم ،اما الاكراد فلهم اجنداتهم وارتباطاتهم ومصالحهم ،وان (امارة الجنوب ) الموعودين به جاء (متأخرا)!
التيار يعيش مشكلة الان بين ان يمضي في (مشروعه )وقد تنصل عن دعمه كثيرون او ان يذهب للاطار (مرغما )وبذا لاتغيبر في المعادلة ،كما ليس من السهل تقبله من (ايران ) ثانيا !
المستقلون هم بالطريق الى ادراك (كذبة امريكا )
الاطار يقف على قدمه (الان) ومن حوله مجتمعه الداخلي ومصادر قوته الخارجية فقد راهن على (المكون والحشد والمقاومة ) فثبتت اقدامه بالارض بقي الى اي حد ان يتفهم المستقبل ذلك يتوقف على دور الامة التاريخي ومثابات الانطلاق واعتماد المشورة والترفع عن الصغائر من فساد اداري ومالي والتوجه نحو صناعة دولة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى