أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الانتخابات ما بين سيناريو القائمة المشتركة والفردية

مجلة تحليلات العصر - د. حسام الدجني

الانتخابات هي أداة من أدوات الديمقراطية، يقول الشعب فيها كلمته في ممثليه، والأصل في الانتخابات المنافسة الشريفة التي تساهم في استقرار النظام السياسي لأي دولة، ولكنة ثمة خصوصية للحالة الفلسطينية تتلخص في أنها تعيش تحت احتلال، وانقسام، وعليه وجب علينا كمراقبين أن ندرس سيناريو القوائم المشتركة ونضع مزاياه وعيوبه، وكذلك ندرس القوائم المنفردة وندرس مزاياها وعيوبها ونخلص في نهاية المقال بتوصيتنا التي تحتمل الصواب والخطأ لصانع القرار.
أولاً: سيناريو خوض الانتخابات بالقوائم المنفردة.
جوهر هذا السيناريو أن تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ضمن تنافس بين فتح وحماس واليسار والمستقلين إلخ… ويمثل الشعب الفلسطيني الشخص أو القائمة التي تحصد أكبر عدد من الأصوات، وهذا ما حصل في الانتخابات الرئاسة عام 2005 والتشريعية عام 2006م.
مزايا هذا السيناريو:
1. محفّز لمشاركة سياسية كبيرة نظراً لحالة الاستقطاب المحتملة بين القطبين الكبيرين فتح وحماس.
2. تنافس بين القوائم الانتخابية، وتمنح الشعب إلى قول كلمته في إدارة كل طرف للمشهد السياسي.
3. استفتاء حقيقي على البرامج السياسية، والأحزاب، والشخصيات الاعتبارية.
عيوب هذا السيناريو:
1. يتطلب توفير بيئة سليمة وشفافة لممارسة العملية الانتخابية بعيدة عن حالة الانقسام وإدارة كل طرف لمناطق نفوذه.
2. سيحدث مزيد من الاستقطاب بين القوائم.
3. سيزيد من فرص المساس بالعملية الانتخابية من أي طرف يجد أن الانتخابات قد تفقده مصالحه، فقد تشكك فتح في نزاهة العملية الانتخابية في غزة والعكس صحيح.
4. قد تشكل النتائج مادة جديدة لانقسام جديد.

ثانياً: سيناريو خوض الانتخابات بالقائمة المشتركة.
جوهر هذا السيناريو يتمثل في خوض حركتي فتح وحماس ومن يرغب من الفصائل الأخرى الانتخابات التشريعية والمجلس الوطني بقائمة مشتركة والتوافق على شخص الرئيس عباس كرئيس توافقي.
مزايا هذا السيناريو:
1. تقليل حالة الاستقطاب، وهو ما سيمهد الطريق لصياغة وعي جمعي لجيل كبير من الشباب على العمل المشترك، وزيادة أواصر المحبة فيما بين شبيبة فتح وحماس.
2. لا يوجد أي مبرر للطعن في الانتخابات من أي طرف، أو الاختلاف على مرجعية القضاء في الضفة وغزة.
3. وحدة موقف ستحسن من صورة القضية الفلسطينية لأمام العالم.
4. ستساهم في دفع المجتمع الدولي بالقبول بنتائج الانتخابات.
5. تلبي الحد الأدنى مما هو مطلوب داخلياً وخارجياً وهو إجراء انتخابات كضرورة وطنية وقانونية ومطلب خارجي، وبين تعقيدات المشهد الذي فرضها الانقسام والاحتلال.
6. ستساهم في تعزيز فرص التيار الثالث نظراً لأن من يرفض القائمة المشتركة سيذهب للتصويت العقابي ويكون صوته للتيار الثالث وهم كثر ويشكلون جزء من جماهير فتح وحماس.
7. أول تجربة تحالف انتخابي بين فتح وحماس، قد يشكل مدخل بعد ذلك لذلك لتحالفات سياسية لبرامج مختلفة أي يؤسس للتوافق على برنامج متوافق عليه وطنياً.

عيوب هذا السيناريو:
1. يشكل تقاسم للسلطة بين فتح وحماس من وجهة نظر البعض.
2. سيضعف من المشاركة السياسية في الانتخابات.

الخلاصة: في تقديري أن القائمة المشتركة والرئيس التوافقي له استحقاق على الأرض يتمثل بخطوات حقيقية على الأرض مثل: الحريات العامة والخاصة، والافراج عن المعتقلين السياسيين، وإعادة الحقوق لأصحابها من موظفين، وإلغاء العقوبات وما ترتب عليها، وإنهاء تداعيات الانقسام لاسيما قضايا الدم. وعليه أرى أن الذهاب نحو هذا الخيار يمهد الطريق نحو نجاح حوار القاهرة ونجاح العملية الانتخابية كخطوة أولى في طريق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى