أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الانتفاضة الكردية مصاديق ولاء إلى الوطن وثورة ضد الفاسدين والقتلة

مجلة تحليلات العصر الدولية - حسين فلسطين

 

هكذا ينبغي أن تكون الثورة وهكذا يجب أن يصطف الوطنيين إلى جانب شعبهم المختطف منذ عقود ليست بقليلة ، نعم فالواجب الوطني والأخلاقي والقانوني يحتم على الجميع الدفع بقارب المنتفضين الكرد الذين ثاروا من أجل كرامتهم المسلوبة بعد أن بدأ الجوع ومصادرة الحريات اكثر الأسباب التي تخط ورقة شهادات الوفاة !

انتفض شمال العراق رغم الممارسات القمعية ذات العقيدة البعثية المتجذرة في قلوب الحاكم الكردي الخبيث بالرغم من تعمد محلي واقليمي ودولي في عدم إصدار موقف يدين تلك الممارسات البشعة التي أنتجت في ساعاتها الأولى عشرات الشهداء والجرحى الاّ أن اتساع رقعة الاحتجاجات بدأ واضحاً دون أن تنصب خيمة (دعبول) وبالرغم من شحة اموال (طحنون) واختفاء سفارة الشر و ضياع الكيان السعودي !

ان عملية إجهاض الثورة الكردية بدأت منذ لحظاتها الأولى من خلال التعتيم الإعلامي ومماسة قنوات الفساد والطائفية سياسة الهاء مبطنة غايتها استصغار شأن انتفاضة الشمال كونها اول مصاديق الولاء إلى الوطن ، فحلفاء الحاكم الكردي الفاسد اعلنوا رغم عدم الاعلان الصريح انهم مع العصابات الكردية التي تستبيح الدماء وتسرق الثروات .

ان المشاهد التي جسدت مظاهر الانتماء إلى العراق رغم قلتها تعد نصراً لمصاديق الولاء والانتماء عبر أساليب قانونية جسدت الروح الوطنية في قلوب المنتفضين الذين هم الآن بأمس الحاجة لمن يحميهم من بطش السلطات الانفصالية القمعية وعليه فإن واجب الثناء على مواقف بعض المتظاهرين وحمايتهم أصبح منوطاً بجميع مؤسسات الدولة كذلك تنمية المواقف الوحدوية التي صدرت من قبل بعض الناشطين وإن كانت ضمن إطار إداري ومالي ، لذا فإن مؤازرة الاخوة في الوطن وتجنببهم صراع الزعامة المحتدم بين أحزاب السلطة أولى الخطوات التي من شأنها إعادة الامور إلى نصابها والاّ فإن النتائج ستكون عكسية اذا ما استطاعت تلك الأحزاب المليشياوية اختراق التظاهرات السلمية وأبعادها عن أهدافها المشروعة ، فالزعامات الانفصالية تمتلك قدرة المطاولة ولديها إمكانية استثمار الأحداث لصالحها خصوصاً وإن بغداد أصبحت شيئاً فشيئاً تحت عبائة اربيل ولست مبالغا فأن العاصمة أصبحت بفضل تقاعس حكامها وانبطاهم ليست اكثر من حديقة خلفية خارج حدود قلعة هولير !

ان تذكير المواطن الكردي بسياسات زعامات الأحزاب كفيل بأحياء الثورة خصوصاً فيما يتعلق بأيواء العوائل الحاكمة لقتلة الشعب الكردي من مجرمي البعث الذين قتلوا عشرات الآلاف بالغازات السامة والأسلحة الكيماوية وصواريخ الإمداد الخليجي ، إضافة لفتح ملفات سرقة النفط و مبالغ بيعه إلى الكيان الصهيوني بمليارات الدولارات في الوقت الذي يرزخ المواطن الكردي تحت وطأة الفقر والبطالة..                                                                                                                                        ٨ ديسمبر ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى