أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الانطلاقة 34 … انفتاح وطني وقومي ودولي مستحق

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

لا تنفك رؤية حركة ح.م.اس في عامها الـ 34 بضرورة بناء علاقة تكاملية مع الفصائل الفلسطينية، وعلاقة تشاركية مع مختلف القوى الحرة في العالم العربي والإسلامي، عن مساعيها على أرض الواقع بهدف نسج العلاقات وتعزيز التواصل والتنسيق مع فصائل المقاومة التي تشاركها خنادق مقاومة الاحتلال، وعن مساعي عقد سلسلة توافقات واتفاقات مع القوى الفاعلة في عالمنا العربي والإسلامي لأخذ دورهم بشكل عملي في تحرير فلسطين كفرض ديني وواجب عروبي وقومي.
من هنا نلحظ اهتمام ح.م.اس بتعزيز علاقاتها الوطنية مع الكل الفلسطيني، فصائل وشخصيات مستقلة وهيئات علمية ومؤسسات وطنية وعربي وإسلامية في الداخل والخارج.
لا شك أن مساحة التوافقات السياسية بين ح.م.اس والقوى والفصائل قد ازدادت اتساعا في السنوات الأخيرة، مستندة إلى قاعدة الاجماع على مقاومة الاحتلال؛ الأمر الأمر الذي تطلب تنحية الاختلافات الأيديولوجية والفكرية والاجتماعية في إطار الحرص على العمل التوافقي والتشاركي، والبناء عليها لناحية رفض إقصاء أو تهميش أحد، بما يضمن التواصل مع القوى المختلفة، وبما يكفل جمع شتات الحالة الفلسطينية ليأخذ كل دوره على خارطة العمل والقرار الفلسطيني.
الحفاظ على الثوابت، ووقف حالة التدهور والتراجع في مسيرة النضال الفلسطيني التي دشنته أوسلو، يتطلب من ح.م.اس أيضا صياغة سياسة للمقاومة والمواجهة مع الكل الفلسطيني بل والعروبي والقومي كشركاء هدف ونضال، الأمر الذي يستلزم من ح.م.اس التمهيد لذلك بتعزيز المؤسسات الفلسطينية ومدها بعوامل القوة، بما يكفل تحشيد الحالة الفلسطينية لناحية بناء مؤسسات توافقية رافعة تعبر بشكل حقيقي عن الرأي العام، عمادها التوافق إن تعذرت الانتخابات وصناديق الاقتراع.
الأمر الذي يوجب أيضا الاهتمام بالنخب والشخصيات الوطنية والعشائر وقادة الرأي لجهة تصليب صف الاجماع الفلسطيني ومواجهة العدو كجبهة واحدة.
إذا كانت أولوية حماس تقتضي التحرك والعمل السياسي لناحية تعزيز وتوثيق العلاقة مع المكونات الفلسطينية العربية والإسلامية، فنتوقع من ح.م.اس في عامها الـ 34 خطة شاملة من دوائر العلاقات الوطنية والعربية والإسلامية، تترجم على الأرض على شكل تواص ولقاءات دائمة مع مختلف القطاعات والفصائل والمؤسسات والشخصيات الوطنية والعربية والإسلامية في كل مكان، لجهة انجاز خطة واقعية وعملية لاستنهاض المشروع الوطني الفلسطيني وبناء مؤسساته، وتحشيد القوى الوطنية والعربية والاسلامية لجهة صهرها في مشروع تحرري شامل، يستفيد من الهفوات والأخطاء السابقة، ويعالج الآثار المدمرة لأوسلو وتداعياته، ليكون قادراً على النهوض بالمشروع الوطني والتفرغ لمواجهة المشروع الصهيوني المدعوم امبرياليا بإرادة قوية.
أما دوليا فانه بات على ح.م.اس أن تكون أكثر جسارة لناحية توسيع مروحة علاقاتها الدولية، خاصة مع الدول التي لا تتأثر كثيرا بالنفوذ والضغوط الأمريكية والصهيونية، كدول أمريكا اللاتينية التي تتعاطف كثيرا مع قضيتنا العادلة حكومات وشعوب، لناحية ضمان تأييدها لحقنا في المحافل الدولية، فضلا عن فتح أبواب جديدة لضمان دعم شعبنا ومقاومتنا، بأشكاله ومستوياته المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى