أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الانطلاقة 34 … يوم للوفاء والثبات

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

بتلقي التهاني والتبريكات من شركاء الوطن، وبالتفاف ومشاركة شعبية واسعة، تحتفل حركة ح م ا س بذكرى انطلاقها ال 34، لتشكل لوحة وطنية مشرفة للشعب والقضية، ولتؤكد على مواصلة مسيرة النضال الفلسطيني والجهاد والصبر والرباط والثبات المرير على امتداد المئوية الماضية.
وفي الوقت الذي تستحضر فيه ح م ا س بروح الوفاء في هذه المناسبة جيل المؤسسين الرواحل في الداخل والخارج، وجيل الروّاد العظماء من أصحاب الهمم العالية والمبادرات الوثابة، فإنها تفتخر بقوافل الشهداء الأبرار، والأسرى الأحرار، والجرحى الميامين، والمبعدين الصامدين، الذين كانوا كالشموع الذين أضاءوا الطريق نحو التحرير والعودة، بدمائهم وأرواحهم وحريتهم وعذاباتهم، فح م اس تفتخر وتعتز بجميع من ضحى وقدم من أبناء هذا الوطن على مذبح الحرية، فلا فرق بين دماء وأرواح الأكرم منا جميعا.
تحتفل ح م ا س بانطلاقتها وهي تشعر مع شعبنا بالفخار لما حققته كتائبها المظفرة كتائب عز الدين القسام، ومختلف القوى والفصائل والكتائب المناضلة، وجميع المقاتلين من أبناء شعبنا، الذين رسموا طريق الحرية والتحرير والعودة بتضحياتهم ودمائهم الزكية.
حرصت ح م ا س على ترجمة فعاليات انطلاقتها ال 34 على شكل مبادرات تعكس مشاعر الوفاء والشكر والمحبة نحو شعبنا العظيم، برجاله ونسائه، وآبائه وأمهاته، وبشبابه وفتيانه، وبمدنه وقراه ومخيماته، وبجميع مكوناته وأطيافه في كافة أماكن تواجدهم.
كما لم يفت حماس اظهار مشاعر الشكر والوفاء لأمتنا العربية والإسلامية الممتدة، وكذلك الأصدقاء من أحرار العالم في كل مكان، والتي كانت فلسطين موضع اهتمامهم ودعمهم، ومصدر فخرهم واعتزازهم.
تمر الذكرى ال 34 لانطلاقة ح م ا س في ظل تنامي مساعي ومؤامرات تصفية القضية وتذويبها، لكن أنى لهم ذلك وشعبنا يواصل مقاومته العظيمة وتضحياته الجسيمة، ليقول للجميع أن فلسطين قضية تحرر وطني، وأنها قضية شعب يصر على حقه في الحرية والتحرير والعودة، وأن استعادة فلسطين والقدس والمقدسات من العدو، فرض ديني ووطني وقومي لا يجوز التفريط فيه مهما بلغت الأثمان والتضحيات.
وأن جبهات المقاومة في القدس والأقصى في مواجهة التهويد والتدنيس ستبقى ملتهبة، وأن جبهات النضال لإنهاء الحصار المضروب على غزة منذ 15 عاما ستبقى مشعلة، وأن جبهات المواجهة في الضفة رفضاً للاحتلال والاستيطان والضم والتهويد ستبقى مستعرة، وأن جبهات التصدي والثبات والصمود في وطننا المحتل عام 48 ضد مخططات التذويب والتمييز العنصري ستبقى متحفزة، وأن جبهات الرباط والإصرار في الشتات ستزداد يقينا بحتمية التحرير والعودة.
بعد 73 على النكبة، قد يتمدد الكيان في عواصم سايكس بيكو باتفاقات التطبيع، لكنه يتراجع حتما في نفوس وأعين شعوبنا العربية والإسلامية، كما يزداد انهيارا وعزلة في نفوس وعبون شعوب العالم الذي لا يرى فيه الا كيانا غاصبا يطفح بالإجرام والعنصرية.
34 عاما على الانطلاقة تفرض على ح م ا س العمل على توسيع جبهات الاشتباك مع الاحتلال لتطال كل مكان، كما يفرض عليها جعل الوحدة الوطنية درعا تحتمي به من المؤامرات التي تحيط بها وتستهدف اضعافها وعزلها، كما يوجب عليها العمل على حشد طاقات شعبنا المنتشر على امتداد رقعة العالم، والذي بعج بالطاقات والكوادر والقدرات في شتى المجالات، لأخذ دورهم في مسيرة التحرير والعودة، مستندة إلى أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، يحذوها الأمل واليقين بموعود الله تعالى بحتمية النصر والعودة القريبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى