أحدث الأخبارايران

الباليستي الإيراني ترجمة للطور الجديد ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾

حازم أحمد فضالة

إنَّ الله سبحانه وتعالى خلق ﴿بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴾: (وهو التراب والطين والأرض) وهذا طور البداية (الفيزيولوجي)، لا يختلف عن الموجودات غيره في الأرض، وهو يمشي مثلها ويأكل مثلها.
وبعدها ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ﴾: (وهو التراب والطين والأرض، والمستوي العاقل الواعي) وهذا طورٌ ثانٍ؛ إذ استوى على اثنين، وبدأ جسمه يستقيم، وأطرافه تعتدل؛ وصار يُسمى (آدم، بني آدم) وبدأ الوعي يضرب جدران جمجمته.
ومِنْ ثَمَّ ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾: (وهو التراب والطين والأرض، والمستوي العاقل الواعي، المكلف المُفكر القادر على التواصل) وهذا الطور الآخر، وهو سامٍ على الطَّوْرَين اللذين قبله؛ فهنا صار (الإنسان) بسبب تمتعه بنفخة الروح، تلك الدفقة العلمية والمعرفية والوجدانية التي شُرِّفَ بها؛ ليرحل من عالم الحس والمادة إلى عالم التجريد والمعنى، والزمن بين طور وآخر ربما يمتد آلاف السنين، ولكل طور خصائصه وظهوره حتى الآن.

وهكذا حركة الكون، بين الطَّور والتطوُّر، وما نستفيده من هذه السنن، وربطها بالصواريخ الباليستية للجمهورية الإسلامية التي استهدفت مراكز الموساد الإسرائيلي في (أربيل) بتاريخ: 13-آذار-2022 بتوقيت استشهاد قادة النصر سُليماني وأبو مهدي ورفاقهم (رض) -دون إطالة-… هو الآتي:

1- الجمهورية الإسلامية (الداعم الإستراتيجي لمحور المقاومة) بقيادة القائد آية الله السيد علي الخامنئي الولي الفقيه (دام ظله)، سبق أن انتقلت من طور (تأجيل الرد) إلى (الرد الآن)، ونقلت معها محور المقاومة إلى هذا الطور:

أولًا: هذا ما فعله حزب الله مع الصهاينة يوم تنصيب السيد إبراهيم رئيسي رئيسًا للجمهورية الإسلامية؛ إذ دكَّ إسرائيل بعشرات الصواريخ (غراد) متبنيًّا العملية رسميًا، وكذلك نُقِلت اليمن والمقاومة في فلسطين.

ثانيًا: ألوية الوعد الحق – أبناء الجزيرة العربية (المقاومة العراقية)، تقصف السعودية مستهدفةً قصر اليمامة (معقل الحكم) بالمُسيَّرات بتاريخ: 23-كانون الثاني-2021، ردًّا على التفجير السعودي في بغداد – ساحة الطيران بتاريخ: 20-كانون الثاني-2021. وتعود ألوية الوعد الحق لتقصف حكومة الإمارات بتاريخ: 2-شباط-2022؛ ردًّا على تورط الإمارات في الملف السياسي العراقي وحربها على اليمن المظلوم.

2- الجمهورية الإسلامية، توسع مساحة الرد على المحور الأميركي، والجمهورية هي التي تتحكم بتسخين المحركات وتبريدها، وتختار الرد في التنف السوري المحتل، أو قواعد الجيش الأميركي الإرهابي في العراق، ومراكز الموساد.

3- الجمهورية الإسلامية، دخلت طور (بدء الضربة) مُذ أرسلت بأساطيلها لكسر الحصار الاقتصادي على فنزويلا في أيار 2020، وبعدها سورية ولبنان، وهذا طور الارتقاء وليس الهبوط.

4- الأميركي تراجع من طور (البدء) في توجيه الضربة، إلى طور (تأجيل الرد)، وربما (لا رد)، والأميركي عالق في طور ﴿بَنِي آدَمَ﴾ وكل يوم (يأكل التفاحة) والنتيجة: (اهْبِطُوا)، وهذه الحقيقة تتجلى في حروب أميركا وانتكاساتها.

5- الجمهورية الإسلامية تعرج في طور (الإنسانية) وتتألَّه به، فهي تنصر المستضعفين في العالم (عيال الله)، فحركية الجمهورية تسمو في ﴿تَقْوَاهَا﴾، لكن الأميركي يهبط في ﴿فُجُورَهَا)، سيصل الأميركي بهبوطه مرحلة ﴿بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴾ لأنه لم يستفد من (نعمة الوعي) الذي يضرب جمجمته (ونعمة الاستواء)، وتفكيره لا يتعلق بالارتقاء، بل بالهبوط نحو العالم الحسِّي والمادي، لا عالم التجريد والمعنى.

6- الذين يقفون بالضد من الباليستي الإيراني الذي أطلقته يد التجريد على حصون المادة ﴿عَادًا الْأُولَىٰ﴾ بتصريحاتهم (وتغريداتهم) واستنكارهم؛ فهؤلاء يهبطون سريعًا من طور ﴿بَنِي آدَمَ﴾ الذي لم يخرجوا منه إلى طور ﴿بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴾ ثانيةً! لأنهم لم يستفيدوا من نعمة الوعي والاستواء، وهم يتسارعون نحو انقراضهم مثل هلاك القُرى.

7- عنوانات مثل: الجامعة العربية، الأمم المتحدة، البيت الأبيض… هذه كلها خفَّضَت ترددات استنكارها، وأحيانًا تصمت؛ لأنها فهمت أنَّ (الطَّور) ليس طورَ الأصوات المرتفعة، لكن عندنا في العراق من لا يفهم ذلك، وهذا حقه المنطقي؛ كونه يُسْتَنفَر: ﴿حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ﴾ مثل الجاموس البري وأي موجود (فيزيولوجي) لا يفهم الأحداث من حوله، وغريزته هي نفسها ثابته في رد الفعل الآلي.
﴿… وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾

والحمد لله رَبِّ العالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى