أحدث الأخبارالسودانشمال أفريقيا

البدرُ..بدر ٌلن يأفل أبدا

مجلة تحليلات العصر الدولية - عمار محمد طيب العراقي

قال تعالى (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) الأحقاف ..
نحن الآن في السنة الأولى من العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، وهذا يعني أن عمر بدر قد بلغ اكثر من أربعين عاما بعام.
بهذا العمر المديد؛ والذي نسأله تعالى أن يمد فيه الى أن تتحقق دولة العدل الإلهي، لتشهد الظهور المبارك؛ للطلعة البهية والغرة الحميدة الإمام المنتظر “عج”. وأن يكون البدريون من قادته سلام الله عليه وجنوده، يتحتم بهم أن يضعوا هذا الهدف في حدقات الأعين دائما وأبدا، وأن يعرفوا أين يقفون والى أين هم ماضون، وبم ينهضون وكيف يصبحون ويمسون، وأن لا يركنوا الى السهولة ابدا..
بلغة العصر فإن “بدر” قد انجزت كثير من أهدافها، وهي اليوم على أعتاب مهمات جديدة، قيض لبدر ان تكون النصل والترس والراية، وأن تكون خيولها في طليعة الغبرة التي ستنجلي؛ عن عراق الدولة الإنمائية القوية المقتدرة العادلة، في هذا المقطع التاريخي الدقيق.
إبتداءا فإن المسيرة الظافرة لبدر طيلة العقود الأربعة المنصرمة، كانت حافلة بالعطاء والمآثر، ونقولها بثقة أن أبنائها الميامين أدوا تكليفهم الشرعي، بما يمليه عليهم الضمير والدين وحاجات وهموم الوطن، وأنهم أنجزوا ذلك ليس على ما يرام فحسب، بل يمكن القول أنهم أنجزوا عملا جبارا، وأدوا الأمانة بالكيفية التي تجعلهم مطمئنين الى المستقبل.
على الرغم من أن بدر وجدت نفسها إزاء تحولات كبرى، كانت قوى عظمى ودول نافذة، تمتلك قوة وأموالا وتأثيرا عظيم جدا، إلا أن بدر ومجاهديها وشيخهم قائدها أبلوا بلاءا حسنا، وأستطاعت بدر بحنكة قائدها وحسن تدبيره، أن تمضي بالمسيرة الجهادية، جهاد السيف وجهاد البناء، وأن تجد لها مكانا متميزا معتبرا، ودورا مؤثرا في عصر التحولات الكبرى التي يشهدها العراق، ويمكن القول وبثقة تامة، ووجدان ثابت، أن بدر اليوم قطب رحى العملية السياسية، بحيث أن من العسير جدا إتخاذ قرار يتعلق بمستقبل العراق وكيفية بناء دولته، دون أن يكون لبدر وقائدها الدور الحاسم في إتخاذ القرار..
بدر اليوم رقم صعب بالمعادلة السياسية العراقية، وليس من الممكن تصور إمكانية تجاوز هذا الرقم، ناهيك عن أحلام الأشرار بحذفه، لكن هل أن هذا الوضع؛ يكفي أو يتناسب مع الأهداف التي تأسست من أجلها بدر؟!
نقول أبدا؛ وكل ما أنجزناه لا يمثل إلا مرحلة تمهيدية للوصول الى الهدف، وهو بناء الدولة الإنمائيةالمقتدرة القوية العادلة، وهو مصطلح ستجدون أنه سيتكرر في قادم الأيام كثيرا،، تحقيقا لقول الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه: “بدر أمل الأمة”
بناءا على هذه المقولة المباركة، فإن “بدر” يجب أن يكون الرقم الأهم في المعادلة العراقية، وليس رقما مهما صعبا، بمعنى أن يكون القرار السياسي العراقي معقود لواءه ببدر ومن يؤمن بأهداف بدر، وهذا ليس هدفا مثاليا أو أمنية يتمناها محب مندك بعمق بدر، قضى اربعة أخماس عمره في بدر، لأن بدر رسالة وليست قوة لتحقيق هدف مرحلي، وبدر ليس مشروعا سياسيا صرفا، كسائر الأحزاب والقوى السياسية العاملة في الساحة العراقية، بل هو مشروع أمة،والتاريخ يحدثنا أن مشاريع ألأمم تعني حياتها، بكل تفاصيل الحياة وعناصر ديمومتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى