أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

البصيرة والصبر وانكشاف الجبهة الداخلية

مجلة تحليلات العصر الدولية - مصطفى كمال طالب

هذه المقالة كانت معدة للنشر في تاريخ 10 حزيران الماضي وخجلت من نشرها لاسباب ولكني اليوم اجد انه يجب نشرها وقد ادخلت اليها بعض الاضافات والتعديلات وجعلتها بين نجمتين ** كعلامة
في هذه الأوقات التي يعيشها الناس في ظل محن ومصائب بينما الساسة والفاسدون يطمئنون بعضهم بعضا غير ابهين بما حل على للبلاد بسببهم من مآسي وشقاء للناس وكانهم من عالم اخر ويعيشون في مكان اخر
وفي المقابل تتشعب متاهة الازمات وتزيد انحدارا باتجاه الهاوية التي يوما بعد يوم ستزيد من صعوبة الخروج منها
والساسة لا يزالون يديرون الصفقات المربحة والتي يترنح الناس تحت ثقل ارباحهم وجشعهم
وامام هذا النهب الممنهج بين اقطاب الفساد والمسرفون المترفون من اصحاب المصارف لا يردعهم رادع مواكبين لمخطط خارجي لكسر وتحطيم عنفوان وعزة هذا البلد واهله
نحن نميز بين من اختلس ونهب ولا يزال
وبين من شاهد وهو يحاول ان يساند او يخفف بعضا من الاعباء
كان سماحة السيد وحده الذي يملك الجرأة والشجاعة وليقول للناس نحن نتحمل جزء من المسؤلية ودعا الاخرين للتكاتف للخروج من هذه المحنة

ولكن حتى هذه المساندة للتخفيف عن كواهلنا تلك الاعباء لم تعد تنفع او تكفي لان الناتج اقل بكثير من تامين الاحتياجات اليوميه وقد اصبح الهامش كبيرا بين الناتج وتامين الاحتياجات
والناس بأكثريتهم تجارهم وعمالهم اصبحوا في حالة من التوحش و لم يعد من السهولة اصلاحهم همهم الربح والكسب بجشع ولو على حساب انسانيتهم
اصبحوا كرؤس البلد واركان السلطة فعلى من العتب
لم يعد ينفع شيء في اصلاح الحال والبلد ذاهب باتجاه التيه و الكفر
أعذرنا يا سيد
فنحن عندما نوجه كلامنا اليك
هذا لأننا نؤمل عليك امالا كثيرة
فأنت لست مثلهم في شيء لا في السراء ولا في الضراء
ونحن لا نقايسك بهم او نساويك معهم
فأنت اين وهم اين
اعذرنا فنحن لا نملك بصيرتك
ولا نحتوي صبرك
ولم نبلغ ما بلغت من الرشد من امرك
لكننا أخطأنا يا سيد
نحن أخطأنا رغم كل هذه الانتصارات التي عجز عن تحقيقها كل هذا العالم
أخطأنا في نصر اخينا ظالما ومظلوما لم نردعه عن ظلمه عن فساده عن غيه عن اخطائه عن هيمنته على كل مقدرات البلد جورا ومحاصصة في افلاسه
حتى غرقنا معا
**نحن اخطئنا عندما عندما تواصلت القيادات وتفاهمت
وبقيت القاعدة على تنافر وتباغض **
** نحن أخطأنا عندما قلنا للناس هؤلاء حلفائنا الذين نثق بهم أخطأنا عندما انتخبناهم
وبقينا نكرر الخطأ بانتخابهم **

** لقد كشف الذل والمهانة التي عانى منها الناس امام محطات الوقود عن تنافر وفقدان الثقة بين الافرقاء في البيت الواحد وعن هشاشة الاتفاقات والاجتماعات والنداءات التي توجه لكل جمهور
وقد علمنا ان لكل صاحب محطة انتماء وخلفية تدعمه الشيء المشترك بينهم انهم استحقروا الناس واذلوهم وتعاملوا معهم بغطرسة ورفضوا كل الحلول والتي كان من الممكن ان تريح الناس وتخفف عنهم بعض من هذه المحن والاعباء والتي هبطت على رؤسهم بالجملة **
نعم نحن أخطأنا في هذا
اخطئنا يا سيد في البصيرة
ان تركنا جبهتنا الداخلية بين ايدي الذئاب والثعالب واللصوص والنهابين
فاصبحت جبهتنا الداخلية
مكشوفة للصهاينة وللمتربصين بنا الدوائر
البصيرة يا سيد كما تفعلون بالمقاومة من استعدادات لكل الاحتمالات بمواجهة الاعداء حتى لا يفاجئونكم على حين غرة
بينما نحن بالداخل ننتظر اسوء الامور حتى تحصل ومن ثم نبدا في التفتيش عن الحلول
البصيرة هي ان لا ننتظر حتى نغرق ونصبح في قعر الهاوية لنبدأ في التفتيش عن الحلول
البصيرة هي وجود الغذاء بوفرة
البصيرة هي ان يؤمن الدواء قبل فقدانه
وان لا يموت مريض او يتألم امام مشفى لفقدانه حاجاته وعدم قدرته على القيام بواجباته
البصيرة هي ان تضاء ظلمات ليالينا * قبل ان تصل فاتورة الاشتراكات التي ما كانت من قبل تبلغ 30 او 35-الفا واليوم بلغت 500 الف *
*البصيرة يا سيد ان نعلم ان من يضعف مؤسسات الكهرباء هم انفسهم المافيات المسؤلة عن اشتراكات المولدات **
البصيرة ان ترى كل هؤلاء الفاسدين تحت ميزان العدالة وفي السجون
البصيرة هي ان من شب على شيء شاب عليه
،- وهناك مثلا يتداوله العجائز منذ القدم ان ذيل كلب وضع في ثلاجة اربعين سنة ليستقيم وعندما اخرجوه وزال الثلج عنه عاد لالتوائه
وهذا هو ما سيكون الحال مع من تحاولون الاتكال عليهم ومهادنتهم في اصلاح البلد

انا اعلم كل العلم ان اصلاح ذات البين من اهم العبادات
ولكنه مصير هذا الوطن وبعض ملايين من البشر
وبمصير الاوطان وكرامة البشر لا يدارى الفاسدين والنهابين والظالمين وان كانوا حلفاء واصدقاء
كل تراب الوطن اختلط بدماء الصالحين والطاهرين
بدماء الازكياء وفي ربيع اعمارهم
الاخيار من ابناء هذا البلد
لكي نعيش مستقبلا كريما عزيزا

لا يا سيد لا مداراة مع هؤلاء الظالمين ان لم يخجلوا ويستحوا ويكفوا ايديهم عن ارزاق واقوات وحقوق المستضعفين
انتم علمتمونا منذ الطفولة قصص ابا ذر الغفاري ومقارعة الفاسدين والظالمين
فلما تهادنونهم وتسعون لمراضاتهم

هذا ليس صبرا
عندما يقف نهابينا امامنا بوقاحة يمنون علينا حقوقنا وزعماء غير خجلين وهم يعرفون ان بواطنهم مكشوفة لكل الناس
هذا ليس صبرا امام عدو خارجي
بل هذا جهلا وغباء ان من يذلنا ويذهب بماء وجوهنا هم بني جلدتنا
هذا ليس صبرا نؤجر عليه امام سارقين وظالمين حتى الساعة لا زالوا منشغلين بصفقات النهب
بل يقينا اننا مأثومون لاننا نشجعهم للتمادي في غيهم وفسادهم وظلمهم
هذا ليس صبرا نؤجر عليه عندما ننتظر امام المحطات لساعات طويلة لتعبئة وقود لا يكفي بعضنا ليوم
ومن هم الذين يستوردون النفط ومن هم اصحاب البواخر ومن هم اصحاب شركات التوزيع
هؤلاء ليسوا امريكين .ليسوا اسرائيلين هم معرفون نوابا ووزراء ورؤساء هم اولئك الزعامات الجشعين الذين لا يستحون ولا يخجلون ولا يهمهم سوى المكاسب
يا سيدنا ليس لاحد ما لديك
انت من لديه عشرات الآلاف ممن هم مستعدين ليجلسوا طواعية في تنور الامام الصادق فما الحجة والعذر في مهادنة الفاسدين والظالمين والركون إليهم –
لدى كل الناس سؤال مطلوب الاجابة عليه
فعندما احتاجت البلد سلاحكم وصواريخكم ومقاتليكم هل احتجتم رضا هذه الحكومات ومغ انهم كانوا من المعارضين لكم ولسلاحكم ولقتالكم اعداء هذا البلد
وخيرا ان فعلتم ولم تعيرونهم اهمية
فما المانع الآن
و بلدكم وناسكم واهلكم لا دواء ولا غذاء ولا مقومات حياة كريمة
ان تقوموا بنفس الاجراءات دون ان تلتفتوا اليهم

فإذن من تحتاجون ورضا من تنتظرون لانهاء هذه المأساة التي يعاني منها ملايين البشر

ولا حلول لهذه الأزمات المتتابعة
طالما ننتظر التراضي بين الاطراف المتسلطة والمهيمنة على البلد وكل الوعود التي يتكلمون عنها هي كاذبة فلا حلول في المدى المنظور بل هي وعود مخدرة للتهيء لمرحلة اشد صعوبة
من المعروف انه عندما يتولى الصالحون اي حكومة ان تنعم بلادهم بالخير ات ولكن الصالحون عندنا اهملوا واجباتهم وكانوا مجرد شهود لا يقدمون ولا يؤخرون وعليه فهم فشلوا في المهمة التي انتخبناهم من اجلها ان المأثرة للوحيدة في محاربة الفساد التي قام بها نوابنا هي الملفات التي هدد بها النائب الممدد. لنفسه حسن فضل الله وصار يتندر بها المبغض والمحب
وانا متأكد انه لو تحرك القضاء يومها لكان حوكم النائب فضل الله لان كل القوانين التي شرعت هي لحماية الفاسدين

هذا بلد لا يبنى بالمداراة
فبنيان اي وطن ان لم يكن العدل اساسه فهو آيل للسقوط في كل وقت
نحن كمن يبني بنيانه على شفا جرف هار
والان البلد بين يديك لم يعد.يسئل الناس عن طوائف تتقاذف المسؤليات ولا تقوم بالواجبات الا قلة رهنت نفسها مقابل اجرة دراهم معدودة سيتلاشون كالصدأ ان حك المبرد السكين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى