أحدث الأخبارالعراق

البوصلة والدليل … حصان طروادة

مجلة تحليلات العصر الدولية

.
جليل السيد هاشم البكاء

تخبرنا ذاكرة الأحداث في العراق عن كيفية انتقال وتطور الأمور في ساحات التظاهرات والاعتصامات، فقلقد كان هناك ركوب للموجة، تطفل على جهود المضطهدين، أندساس وسيطرة، ومن بعدها اختطاف الساحات واستغلال لقوة الجماهير بشعارات حماسية يتلثم بها الارهابيون، ثم الدعوة لحمل السلاح وخطاب النصرة والنخوة، فهكذا تطورت الأمور في المنطقة الغربية من العراق وبعدها حلت نكبة الموصل، في الحقيقة أن داعش تنتشر في مناطق الوسط والجنوب بشعارات وخطط مختلفة عن انتشارها في المناطق الأخرى، لقد تعلمت درسا من المواجهة المباشرة مع الحشد الشعبي المقدس، لذلك فهي تعمل الآن على التفكيك لقواعد هذه القوة من خلال الفتنة والتشكيك والتضغيف بشتى الوسائل والحيل، يعملون على دفع الأمور للمواجهة والاحتكاك مع هذه القوة الحافظة والضامنة للسلم الأهلي، فهم ياملون ويعملون على إيصال الأمور إلى فوضى وانفلات يسهل معه أن يكون للدواعش اخذ الدور الفعال في المعركة، ولا يحتاج الدواعش إلى عمليات نقل وتحرك بغزوات برية أو انزال جوي، فإن سجن الحوت عبارة عن حصان طروادة، فما فيه من ارهابين متمرسون ينتظرون عودة السلاح لايديهم يكفي لجعل مدن الجنوب ساحة لأكبر مذبحة في التاريخ، تخبر الأنباء عن وجود خطوط ارتباط بين السجناء والمخططون للمرحلة القادمة، لا ينفع اللوم ورمي المسؤولية على الاخرين، الكل معني بما حصل ويحصل وسيحصل، وما امام الأبرياء اما الاستسلام واما الموت أو الرحيل، هكذا اوصل الخبثاء والسفهاء الأمور إلى فوضى وعنف وانفلات حجة بعد حجة جريمة بعد جريمة وثأر بعد ثأر، الكل متورط فهذه المأساة والمهزلة سواء من في سلطة الأحزاب الفاسدة والفاشلة أو من هم خارجها، لا تنفع الاعذار وتبريرات سخيفة، فإن العقل اما مخدر أو مغيب، صار الجميع في حالة خوف أو حياد، الاب يخاف من ابنه، والزوجة يمكن أن تغدر بزوجها أو تخذله وتخوفه، إلا ما ندر بقوة الايمان، فلا يكفي عدم المشاركة في الفوضى والانفلات الذي يوجد في الساحات على أرض الواقع، وإنما لابد من ضبط الأمور على المساحة الافتراضية ومواقع التواصل الإجتماعي التي يعول عليها الذباحون في تحضير ساحات الذبح، من خلال المعارك بين الناس والتراشق والصراع بين المستخدمين وحماسهم الارعن الذي من شأنه تهيئة الأمور لدورهم القادم، ولم يترك القرأن لا صغيرة ولا كبيرة من أمور الكون والحياة فهذا قول الله تعالى: فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ … صدق الله العلي العظيم … وبالتأكيد سوف يكون للمؤمنين دور مهم في هذه المحنة والمواجهة بين الحق والباطل، فمن المحال أن تترك الأمور للخبثاء والسفهاء سواء أن كان وجه المعركة والمواجهة بالخطاب أو الحراب لدفع ومنع الخراب … العراق بلد الله المختار، للعراق رب وشعب وحشد مقدس يحميه …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى