أحدث الأخبارالعراقفلسطينمحور المقاومة

البيت الإبراهيمي الصهيوني من الإمارة إلى البصرة

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

التحرك الصهيوني في المنطقة راح يظهر على حقيقته شيءً فشيء وذلك لأنهم يظنون أن الشعوب تدجَّنت من كثرة الكذب والنفاق والدَّجل الذي مارسوه خلال العقود الأخيرة من الزمن، وراحوا يتصرفون على أساس التقارير التي تكتبها لهم أجهزة المخابرات في الممالك والمهالك والحُكام الذين وضعوهم في بلادنا جواسيساً علينا لصالحهم، وما علم أولئك الأشرار أن الشعوب نفَسَها طويل وذاكرتها الاجتماعية طويلة ولكن عندما يهبُّ الشعب يتحوَّل إلى إعصار يقتلع الجميع من جذورهم لأنهم لا جذور لهم في أرضنا ويرميهم في مزابل التاريخ..
ومن هذا الدَّجل والكذب المفضوح هو ما يسمونه (البيت والأسرة الإبراهيمية) حاشا لأبينا إبراهيم أن يكون له هكذا بيت لأنه ماخور وليس بيتاً، ومُجمَّع للرَّذيلة لا للفضيلة، ومكان للمؤامرات لا للعبادات، فهل يُعبد الله في الأماكن النجسة القذرة، التي تُبنى بالدِّماء وعلى الأشلاء؟
وما علاقة مزرعة المؤامرات من البيت الإبراهيمي، ليجمعوا ما لا ولن يجتمع منذ آلاف السنين..
فاليهود لا يقبلون أحد ولا يقبلهم أحد لقذارتهم، ويُنكرون المسيحية والإسلام..
والنصارى لا يقبلون اليهود، ولا يعترفون بالإسلام..
والمسلمون يعتقدون بصدق الأنبياء وكذب هؤلاء الأدعياء، وقال لهم القرآن الكريم: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: 120)، يعني؛ لا يقبلونك أيها المسلم حتى ترتدَّ عن الإسلام وهذا ما جرى مجرد الإعلان عن ذاك الماخور في الإمارة منذ أيام..
فكيف لهذه المتناقضات التي تُخالف العقل والنقل والدِّين والواقع، أن يجمعها هؤلاء الصبيان الذين يلعبون بالنار لتسويق الفكر الصهيوني، والقبول بالمشروع الماسوني، المرسوم للمنطقة وبالتالي القبول بالوجود الإسرائيلي كأمر واقع كما كان الأمر في مدينة يثرب قبل هجرة النبي (ص) بالإسلام إليها ليصنع منها أمة وحضارة..
فهذا الامتداد والتمدُّد السياسي هو جزء من صفقة القرن التي يُسوِّق لها هؤلاء الصبيان بغباء ولكن سادتهم ومشغليهم يعرفون اللعبة تماماً لأنهم هم الذين رسموها وأمروا هؤلاء الأشقياء بتنفيذها لتظهر للعالم ولشعوبنا أنها دعوة للتعايش، والأمن، والسلام، بين الأديان فهل كان هناك حرب بين الأديان قبل وجود الغدة السرطانية في فلسطين؟ ومَنْ الكيان الصهيوني الغريب الذي قام على السرقة والنهب والحرب أليست صنيعتهم المارقة عن كل الأعراف الدولية؟
والحقيقة هي غير ذلك تماماً لأنها تنفيذ لنبوءة التوراة منذ آلاف السنين يُنفذها هؤلاء لتكون مقدمة لظهور الماشيح (المسيح) اليهودي كما تقول النبوءة التوراتية لأشيعيا، ويأمر رب الجنود المتأهب دائماً للحرب والمتعطش لشرب الدماء البريئة وكأنه مصاص دماء وليس رباً عند اليهود..
فالنبوءة تأمر بتدمير بابل والعراق وقتل شعبه ولا يسمحوا له أن ينهض أو تقوم له قائمة، كما نرى بأم العين هذه الأيام فيما يجري في العراق الجريح وجاء الدَّور لدخوله في اللعبة عن طريق البيت الإبراهيمي لبناء القاعدة الماسونية الأهم في المنطقة كلها على أرض أور جنوب البصرة وعلى مساحة واسعة (12 دونم) باسم (كنيسة مار إبرام، أي إبراهيم)، تضاهي مساحة السفارة الأمريكية في بغداد، وهي أكبر سفارة في العالم..
وهنا يكمن السر في زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق لأنه تلقَّى الأوامر من عائلة روتشيلد التي تُعيِّنه ويُقبِّل يديها على تعيينه ليكون الجميع في خدمة الماسونية العالمية ولا أحد يجرؤ على رفض الأوامر لأنها تجري على أرفع المستويات وهنا مكمن الخطورة فيها.. لأنها ستظهر مقدسة، ولكن هل سأل أحد قداسة البابا المحترم ما شأنه بالحج إلى العراق وأور بالتحديد، فهل حج إليها إبراهيم الخليل (ع) أم أنه أُحرق فيها ولما خلص بمعجزة أمره الله بالهجرة منها إلى فلسطين في الشام، فأقام فيها وتوفي ودُفن فيها فلماذا لا يحج إلى فلسطين؟ كما في التوراة: (وقال: ـ لإبراهيم ـ أنا الرَّب الذي أَخرجك من أور الكلدانيين)، (سفر التكوين 15 : 7)، فأور للكلدانيين وليس للنصارى منذ أن وُجدت، ولا أثر للنصارى فيها بل بقايا الفكر الماسوني فقط.
وما قيمة الحج إلى مكان لا يُحجُّ إليه، ولم يحج إليه نصراني في التاريخ، ولا يوجد فيه نصارى إلا نادراً، وتتركون مكان الحج حيث عاش إبراهيم وسارة وإسحاق؟ ولكن المسألة هنا لتشجيع عودة النصارى إلى النجف والكوفة وكربلاء ونواويسها، وعودة اليهود إلى الجزيرة العربية من نيوم ابن سلمان، ثم خيبر حتى يصلوا إلى المدينة ويسترجعوا قصر كعب بن الأشرف الباقي آثاره على خمسة آلاف متر إلى الآن ودمَّر صبيان الوهابية المجرمين جميع آثار المسلمين.
فدعوة البيت الإبراهيمي التي لا علاقة لليهود والنصارى به كما يقول القرآن الكريم ويعتقد المسلمون به قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران: 67)، فكيف سيحل هؤلاء الصبيان هذه الآيات، بل هي دعوة باطلة أريد بها باطل، ولن يحصد دُعاتها ورُعاتها إلا الخسران المبين، وأما زيارة البابا الفاتيكاني فهو أعلم بها، ولكن يجب أن يعلم أيضاً أننا نعرف أسبابها ودواعيها ودوافعها أيضاً..
وليت قداسته زار فلسطين ودعا إلى تحرير كنائسها من سيطرة الذين قتلوا السيد المسيح وقذفوا أمه مريم، ولولا القرآن برَّأها لبقيت إلى اليوم متهمة بيوسف النجار وأنتم تعبدون ولد الخطيئة – والعياذ بالله – فاحمدوا الله واشكروا القرآن الكريم والرسول العظيم (ص) الذي برَّأها لكم، واذهب للحج وتحرير كنيسة القيامة وبنائها لا لبناء (كنيسة مار إبرام) في أور العراق المنكوب، فكفى العراق والعراقيين كل هؤلاء المجرمين الذين جاؤوا بهم من كل أصقاع الأرض ليُدمِّروه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى