أحدث الأخبارالعراق

التحالف الثلاثي انهيار مع وقف التنفيذ.

حسين فلسطين
12 مايو 2022

في ظلِ الصراع المحتدّم بين الكتل السياسية و الذي زاد نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية في رسمِ شكل التحالفات من أجلِ تشكيل الحكومة ، يُعد التحالف الثلاثي المنعقد بين ثلاثة احزاب سياسية اكثر التحالفات تعقيداً مقارنة بالتحالفاتِ الأخرى وذلك لما تعرضت له تلك الأحزاب من ضغوطاتٍ إقليمية اجبرتهم على انشاءِ تحالف سياسي مضاد يهدف لأقصاء أحزاب اسلامية وليبرالية تقليدية لها مواقف مع دول وكيانات عربية و غير عربية متهمة بدعمِ الإرهاب واستهداف وحدة العراق أبرزها الكيان السعودي والإمارات وتركيا والكسان الصهيوني بالدرجةِ الأساس والأردن وقطر بدرجةٍ اقل المتورطة بأدخالِ داعش الإرهابي ودعم انفصال إقليم شمال العراق ودعم الإرهاب الذي ضرب مناطق شيعية لما يقرب العقدينِ من الزمن .

ومنذُ اليوم الأول لأعلان تحالف ( انقاذ وطن ) لم يكن الانسجام حاضراً بين احزابه وقياداته وحتى أعضائه ،فعلى الرغمِ من التدخلِ المباشر من قبلِ الرئيس التركي (رجب طيب اردوغان) و ولي عهد الكيان السعودي (محمد بن سلمان) اضافة الى اللاعب الجديد القديم ( ال نهيان ) لم تنجح تلك الأطراف في رآب الصدّع بين القوى المتحالفة بل زاد المشهد تعقيداً في ظلِ “تسونامي خلافات” عصفت وتعصف ب(ثلاثي الانقاذ) والمكون من السيد (مقتدى الصدر) و (مسعود بارزاني) اضافة الى النقيضين (محمد الحلبوسي) و (خميس الخنجر) !

بدأت مرحلة الخلاف بين القوى المشكلة لتحالف “إنقاذ” في اليوم الأول عندما تم تأجيل تسمية رئيس التحالف وهو الخلاف الوحيد الذي تمت السيطرة عليه مؤقتاً ، في حين نشبت خلافات أساسية أخرى انتشرت كالنار في الهشيمِ فلم يكن القيادي البارز في الكتلة الصدرية والنائب الأول لرئيس مجلس النواب (حاكم الزاملي) على وئام مع الحلبوسي بل أن الخلاف وصل إلى ذروتهِ عندما هدد الأخير بسحبِ صلاحية النائب الأول وإلغاء مسمى هيئة الرئاسة لتصل الامور إلى القضاء.


في الوقتِ نفسه اشتد الصراع على مغانمِ الوزارات بشكلاٍ خفي إلى أن وصلت ذروته عندما اجتمع اردوغان ورئيس جهاز المخابرات التركي بقادة “تحالف السيادة” وهذا أكدته مصادر سنية داخل وخارج التحالف قبل أن تفضح حلقة لبرنامج سياسي يبث على شاشة قناة (utv) التابعة ل(سرمد الخنجر) والتي هوجمت من خلالها وزارة الدفاع الكنز الذي يتصارع عليه أطراف سنية داخل “سيادة”!

استمرار الخلافات زادت من مشاكل تحالف ما يسمى ب”الأغلبية الوطنية” خصوصاً مع ” عركة محافظة صلاح الدين ” بين القياديين في التحالف الثلاثي (مشعان الجبوري) و ( احمد الجبوري ابو مازن ) والتي ستؤدي حتماً لأنسحابِ من ( 8 _ 10 ) من تحالف ” إنقاذ وطن ” سواء ممن يؤيد (مشعان) او النواب المنضوين في حزب (ابو مازن) خصوصا وأنهم استخدموا نفس لغة التهديد في حال بقاء او إقالة محافظ صلاح الدين (عمار الجبر) ، ويعود اصل الخلاف لمحاولة السيطرة على المحافظة وفضيحة سرقة اكثر من (١٢٠٠) مليار دينار !

فيما سجل الطرف الكردي المتمثل بحزبِ بارزاني تكتيكاً ناجحاً يعتمد قاعدة ( فرق تسد ) والتي استخدمها بذكاءٍ مع الكتلة الصدرية والإطار الشيعي ، ف( هوشيار زيباري ) يعمل بقوة من اجلِ ادامة الخلافات (السنية_السنية) خصوصاً مع طموحه في قيادة “سنة اربيل” وجعلهم ورقة رابحة ورديف جيد لحزب بارزاني الذي أشرف على ترتيب عودة المطلوبين للقضاءِ أبرزهم (علي حاتم سليمان) وتعهده للامارات والكيان السعودي بتسويةِ الخلافات التي انتهت بعودة غير موفقة انتهت مع سيل من الدعاوى القضائية التي قدمت من نواب الإطار التنسيقي الذين اعترضوا على تسوية ملفات المطلوبين سياسيا مطالبين القضاء بأخذ دوره وهذا ما أعلن عنه رئيس الإطار التنسيقي (نوري المالكي)!


كل تلك الخلافات والمشاكل تجعل التحالف الثلاثي قريب جدا من اعلان الانهيار خصوصا مع انهيارات داخلية حصلت وتحصل وإن عدم ظهرورها كما يشتهي المنافسون مسألة وقت لذا فهو انهيار مع وقف التنفيذ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى