أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

التطبيع العربي تسليم للإرث الأمريكي لإسرائيل

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني

عندما نجح الصهاينة في إنهيار الإمبراطورية البريطانية ، بعد تأسيس مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية عام 1948،برزت أمريكا على السطح ،وعمقت علاقاتها مع مستدمرة الخزر في فلسطين وخاصة بعد حرب حزيران 1967،إعجابا من الأمريكيين ب”قوة”إسرائيل الخارقة التي إنتصرت على دول عربية عدة ،دون علم منهم أن تلك الحرب كانت ممسرحة على أساس “سلّم وإستلم”،ذلك أن النتيجة غير منطقية ،ولو كانت حربا حقيقية لزحفت الجماهير العربية زحفا بإتجاه تل أبيب وحققت أهدافها.
ما نود قوله هنا هو أن الدول العربية التي كانت تدور في فلك بريطانيا وتأتمر بأوامرها وتنفذ أجنداتها ،قد إنتقلت أوتوماتيكيا إلى الحضن الأمريكي كعهدة تم تسليمها من قبل المهزوم إلى المنتصر،وانتقلت هذه الدول من خدمة بريطانيا العمياء إلى خدمة أمريكا العمياء والخرساء معا،ومثلما أجبرت بريطانيا زبانيتها في جزيرة العرب على التنازل عن فلسطين ،مقابل تمكينهم من حكم الجزيرة وتوفير الدعم لهم ،والتخلص من أعدائهم،أجبرت أمريكا العربان على التعهد بإسرائيل ودعمها ،وقتل أي توجه فلسطيني أوعربي لتحرير فلسطين .
عندما تحركت الجحافل الدولية بقيادة أمريكا إلى الخليج لطرد الجيش العراقي من الكويت ،سأل الصحفيون الأمريكيون وزير الخارجية آنذاك الثعلب الماكر “العزيز”هنري كيسنجر عن هدف تلك الحرب وإلى أين تتجه الجيوش ؟فأجاب بصراحة متناهية :إننا ذاهبون لتصحيح “خطأ”الرب،وعندما سألوه عن ذلك الخطأ قال :أنه وضع الثروة في أيدي أناس متخلفين ،وكان الأجدر به أن يضعه في أيدينا نحن !!!
ما نعنيه بذلك أن الثروة العربية النفطية أيضا قد انتقلت من الحساب البريطاني إلى الحساب الأمريكي الجديد،ليأخذ أصحاب الثروة المفترضين مقابلها ورق أخضر بقيم نظرية متفاوتة ،هو الدولار الخالي من رصيد الذهب كما هو متبع في دول العالم،وجل رصيده عبارة مقتضبة هي “بالله نثق”، وعندما غربت شمس أمريكا بعد انهيار البرجين في سبتمبر 2001، وإضعاف أمريكا في حروبها التي ورطها بها الصهاينة لحاجة في أنفسهم،وبروز الصين والهند وماليزيا في منطقة بحر الصين العظيم،قررت أمريكا وحسب المعادلة الجديدة تسليم ممتلكاتها في المنطقة لإسرائيل ،ولذلك رأينا التطبيع المجاني على قدم وساق ،ولو أن المقاول ترمب فاز مرة أخرى لوجدنا كافة الدول العربية قد سجلت في نادي المطبعين،لتسلّم إنقيادها لمستدمرة الخزر في فلسطين..وأمجاد يا عرب امجاد!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى