أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

التطبيع بالدور … بداية السقوط…وعد الله سينفذ

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني

قالها وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ،في مقابلة مع قناة الجزيرة الأوسع إنتشارا في العالم،أن دولة قطر تأخذ دورها في طابور التطبيع مع “إسرائيل”،لكنه كان ذكيا وحصيفاعندما حفظ ماء وجه بلده وقيادته وشعبه ،وقال أن لدولة قطر شروطا للتطبيع مع “إسرائيل”،وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
نحن نعلم – شأننا شأن القيادة القطرية- أن دولة قطر ليست دولة عظمى بالمعنى المفهوم مثل أمريكا وروسيا والصين،تفرض رأيها على من تريد بعنجهية ،بل تعد قطر دولة مسالمة ،لكنها عندما تضع مثل هذه الشروط للتطبيع،مع الأخذ بعين الإعتبار عدم إمكانية تحقيقها ،لصلف وتعنت قادة “إسرائيل”،وخيانة وصلف الأخوة –الأعداء ،الذين إندلقوا على “إسرائيل “توراتيا وتلموديا،يعطي دولة قطر “الصغيرة” الخارجة من طعنة “الأخوة الأعداء”،مصداقية تحسب لها وتسجل لحصافة قيادتها.
وللإنصاف ما هي قدرة قطر لوحدها على الصمود أمام طوفان التطبيع ،عندما تنهار أكبر دولة عربية وهي مصر التي كانت تعد مرجعيتنا القومية،والسعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين وتعد أو كانت تعد مرجعيتنا الدينة؟أمام “إسرائيل” التي إستقوت هذه الأيام بالعرب المسلمين الذين حققوا لها ،ما عجزت عن تحقيقه بالحروب والعدوانات والتقتيل والدمار.
إنتهينا من الشق المخزي والمعيب في موضوع التطبيع،وسنغوص حاليا ليس في التوقع أو التنبؤ ،بل في وعد الله الصادق بزوال”إسرائيل”بعد إشارتين إثنتين الأولى:إنقطاع حبل الله عنهم بسبب صلفهم وتعنتهم مع أنبياء الله ورسله الذين كان يرسلهم الله لهم تترا ،ولكنهم كانوا يقتلونهم بعد تكذيبهم،ولذلك أخرجهم من رحمته وغضب عليهم.
أما الثانية فهي حبل الناس ،وها هم يستنفذون دعم العالم أجمع لهم وآخرهم العرب العاربة والمستعربة،كالإمارات والبحرين ومن قبلهما السعودية بشكل غير معلن،والسودان والمغرب والبقية تأتي كما قال معالي الوزير محمد بن عبدالرحمن آل ثاني،علما أن العالم وإن لم يظهر ذلك علانية ،كان ولا يزال يشكك بواقع”إسرائيل”،ولكن التوغل الصهيوني في دوائر صنع القرار عطّل القرارات المطلوب إتخاذها إزاء القضية الفلسطينية ولصالح الشعب الفلسطيني،لذلك نقول أن التطبيع بنسخته الحالية هو إيذان بتحقيق وعد الله المتمثل بانهيار “إسرائيل” كما هو مكتوب عندهم في التوراة المخفية وقرآننا.
نختم من أجل الإنصاف لو أن سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،وافق على ما تم طرحه في قمم الرياض صيف العام 2017، التي قادها المودع ترمب مع من سيلحقه قريبا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ،مثل صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية ،وسحب الوصاية الهاشمية من الأردن ،والكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية ،وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها بالغدر والحيلة،لما تعرضت بلاده للحصار الغاشم،ولما تم حرمان شعبه من أداء مناسك الحج والعمرة،ولكنه صمد في وجه الطغيان ،فكان الحصار في شهر رمضان شهر الرحمة والغفران،ونقول في هذا السياق أن الخيرة في ما اختاره الله ،ليميز الخبيث من الطيب،ويكفي دولة قطر وقيادتها شرف محاولة الصمود،وقد أنجزوا ،وخرجت قطر أقوى مما كانت عليه قبل الحصار،بفعل سياسة قيادتها ووعي شعبها الذي إلتحم مع قيادته في لحمة وطنية عزّ نظيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى